سورة يس / الآية رقم 58 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ أَصْحَابَ الجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ وَامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا اليَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِياًّ وَلاَ يَرْجِعُونَ وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ

يسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{سلام} بدل من {مَّا يَدَّعُونَ} كأنه قال لهم سلام يقال لهم {قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} والمعنى أن الله يسلم عليهم بواسطة الملائكة أو بغير واسطة تعظيماً لهم وذلك متمناهم ولهم ذلك لا يمنعونه. قال ابن عباس: والملائكة يدخلون عليهم بالتحية من رب العالمين. {وامتازوا اليوم أَيُّهَا المجرمون} وانفردوا عن المؤمنين وكونوا على حدة وذلك حين يحشر المؤمنون ويسار بهم إلى الجنة. وعن الضحاك: لكل كافر بيت من النار يكون فيه لا يرى ولا يرى أبداً ويقول لهم يوم القيامة {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يابنى ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} العهد الوصية وعهد إليه إذا وصاه وعهد الله إليهم ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع، وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم {وَأَنِ اعبدونى} وحدوني وأطيعوني {هذا} إشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن {صراط مُّسْتَقِيمٌ} أي صراط بليغ في استقامته ولا صراط أقوم منه {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ} بكسر الجيم والباء والتشديد: مدني وعاصم وسهل {جبلاً} بضم الجيم والباء والتشديد: يعقوب {جُبْلاًّ} مخففاً: شامي وأبو عمرو. و{جُبُلاًّ} بضم الجيم والباء وتخفيف اللام: غيرهم، وهذه لغات في معنى الخلق {كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ} استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل {هذه جَهَنَّمُ التى كُنتُمْ تُوعَدُونَ} بها {اصلوها اليوم بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} ادخلوها بكفركم وإنكاركم لها.
{اليوم نَخْتِمُ على أفواههم} أي نمنعهم من الكلام {وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} يروى أنهم يجحدون ويخاصمون فتشهد عليهم جيرانهم وأهاليهم وعشائرهم فيحلفون ما كانوا مشركين، فحيئذ يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وأرجلهم، وفي الحديث: «يقول العبد يوم القيامة إني لا أجيز عليّ إلا شاهداً من نفسي فيختم على فيه ويقال لأركانه: أنطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل» {وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ} لأعميناهم وأذهبنا أبصارهم. والطمس تعفيه شق العين حتى تعود ممسوحة {فاستبقوا الصراط} على حذف الجار وإيصال الفعل والأصل فاستبقوا إلى الصراط {فأنى يُبْصِرُونَ} فكيف يبصرون حينئذ وقد طمسنا أعينهم {وَلَوْ نَشَآءُ لمسخناهم} قردة أو خنازير أو حجارة {على مكانتهم} {على مكاناتهم} أبو بكر وحماد. والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام أي لمسخناهم في منازلهم حيث يجترحون المآثم {فَمَا استطاعوا مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ} فلم يقدروا على ذهاب ولا مجيء أو مضياً أمامهم ولا يرجعون خلفهم.
{وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ} عاصم وحمزة، والتنكيس: جعل الشيء أعلاه أسفله، الباقون {نَنْكُسه} {فِى الخلق} أي نقلبه فيه بمعنى من أطلنا عمره نكسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل الشباب هرماً، وذلك أنا خلقناه على ضعف في جسده وخلو من عقل وعلم ثم جعلناه يتزايد إلى أن يبلغ أشده ويستكمل قوته ويعقل ويعلم ما له وما عليه، فإذا انتهى نكسناه في الخلق فجعلناه يتناقض حتى يرجع إلى حال شبيهة بحال الصبي في ضعف جسده وقلة عقله وخلوه من العلم كما ينكس السهم فيجعل أعلاه أسفله قال عز وجل:
{وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العمر لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} [الحج: 5] {أَفَلاَ يَعْقِلُونَ} أن من قدر على أن ينقلهم من الشباب إلى الهرم ومن القوة إلى الضعف ومن رجاحة العقل إلى الخرف وقلة التمييز، قادر على أن يطمس على أعينهم ويمسخهم على مكانتهم ويبعثهم بعد الموت. وبالتاء: مدني ويعقوب وسهل.
وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاعر فنزل {وَمَا علمناه الشعر} أي وما علمنا النبي عليه السلام قول الشعراء أو وما علمناه بتعليم القرآن الشعر على معنى أن القرآن ليس بشعر فهو كلام موزون مقفى يدل على معنى، فأين الوزن وأين التقفية؟. فلا مناسبة بينه وبين الشعر إذا حققته {وَمَا يَنبَغِى لَهُ} وما يصح له ولا يليق بحاله ولا يتطلب لو طلبه أي جعلناه بحيث لو أراد قرض الشعر لم يتأت له ولم يتسهل كما جعلناه أمياً لا يهتدي إلى الخط لتكون الحجة أثبت والشبهة أدحض وأما قوله:
أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب
وقوله:
هل أنت إلا أصبع دميت *** وفي سبيل الله ما لقيت
فما هو إلا من جنس كلامه الذي كان يرمي به على السليقة من غير صنعة فيه ولا تكلف إلا أنه اتفق من غير قصد إلى ذلك ولا التفات منه أن جاء موزوناً كما يتفق في خطب الناس ورسائلهم ومحاوراتهم أشياء موزونة، ولا يسميها أحد شعراً لأن صاحبه لم يقصد الوزن ولا بد منه، على أنه عليه السلام قال (لقيت) بالسكون، وفتح الباء في (كذب) وخفض الباء في (المطلب) ولما نفى أن يكون القرآن من جنس الشعر قال: {إِنْ هُوَ} أي المعلم {إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِيْنٌ} أي ما هو إلا ذكر من الله يوعظ به الإنس والجن، وما هو إلا قرآن كتاب سماوي يقرأ في المحاريب ويتلى في المتعبدات وينال بتلاوته والعمل به فوز الدارين، فكم بينه وبين الشعر الذي هو من همزات الشياطين {لِّيُنذِرَ} القرآن أو الرسول {لّتُنذِرَ} مدني وشامي وسهل ويعقوب {مَن كَانَ حَيّاً} عاقلاً متأملاً لأن الغافل كالميت أو حياً بالقلب، {وَيَحِقَّ القول} وتجب كلمة العذاب {عَلَى الكافرين} الذين لا يتأملون وهم في حكم الأموات.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال