سورة الصافات / الآية رقم 18 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّافَّاتِ صَفاًّ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ المَشَارِقِ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلأِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لاَ يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ هَذَا يَوْمُ الفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوَهُمْ إِلَى صِرَاطِ الجَحِيمِ وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ

الصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافات




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (4) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (18) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (20) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} [الصافات: 37/ 1- 21].
أقسم الله تعالى في هذه الآيات بالملائكة المتصفين بصفات ثلاث: وهي وقوفهم صفوفا للعبادة، أو في الهواء تصفّ أجنحتها انتظارا لأمر الله تعالى، وتزجر السحاب زجرا، أي تسوقه وتحركه سوقا، وتتلو أو تقرأ ذكر الله أي كتبه. وجواب القسم أن الله واحد لا شريك له، وأنه رب السماوات والأرض وما بينهما من سائر المخلوقات، ورب مشارق الشمس وهي أماكن طلوعها بعدد أيام السنة، ولها أيضا مغارب مماثلة، مفهومة بدلالة الآية، فلكل مشرق ومغرب كما جاء في آية أخرى: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40)} [المعارج: 70/ 40].
ثم أخبر الله تعالى عن قدرته بتزيين السماء الدنيا بالكواكب الكثيرة، وانتظم التزيين بجعلها حفظا وحرزا من الشياطين المردة، وهم مسترقو السمع، فإذا أراد شيطان استراق السمع انقضّ عليه شهاب ثاقب فأحرقه. ولا يقدر الشياطين أن يتسمعوا لحديث الملأ الأعلى: وهم الملائكة، في السماء الدنيا وما فوقها، لأنهم يرمون بالشهب.
ومرادهم أن يسترقوا شيئا مما يوحيه الله تعالى لملائكته من الشرع والقدر. والملأ الأعلى: أهل السماء الدنيا فما فوقها.
فيكون للشهب والكواكب السماوية فائدتان كبيرتان: تزيين السماء الدنيا، وحفظها من مردة الشياطين. والمارد: المتجرد للشر. وحض الله السماء الدنيا بالذكر لأنها التي تشاهدها أبصارنا، وأيضا فالحفظ من الشياطين إنما هو فيها وحدها.
وحفظا: منصوب على المصدر.
إن الشياطين يرمون بالشهب من كل جانب أو جهة يتجهون إلى السماء منها، إذا أرادوا الصعود لاستراق السمع. ويبعدون ويطردون طردا ويمنعون من الوصول إلى مقاصدهم، ولهم في الآخرة عذاب دائم مستمر موجع. والدحور: الإصغار والإهانة حال الطرد، لأن الزجر: الدفع بعنف.
وطرد الشياطين هي الحال الغالبة على جميع الشياطين إلا من شذ، فخطف خبرا أو نبأ، فأتبعه شهاب فأحرقه.
فاسأل أيها الرسول منكري البعث: أيهم أشد خلقا، أي أصعب إيجادا، هم أم السماوات والأرض وما بينهما من الأمم والملائكة والشياطين والمشارق والمخلوقات العظيمة؟
وقد نزلت الآية في الأشد بن كلدة وأمثاله، سمي بالأشد لشدة بطشه وقوته.
والسؤال بقصد التوبيخ والتقريع.
إنا خلقنا أصلهم: وهو آدم من طين لزج يلتصق باليد، فإذا كانوا مخلوقين من هذا الشيء الضعيف، فكيف يستبعدون المعاد؟ وهو إعادة الخلق من التراب أيضا.
واللازب: اللازم، أي يلازم ما جاوره ويلصق به، وهو الصلصاص.
بل في الواقع لا حاجة لاستفتائهم، فهم قوم أهل تكبر وعناد، وأنت يا محمد تتعجب من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث، لإيقانك بقدرة الله العظمى، وهم إذا وعظوا لا يتعظون ولا ينتفعون بالموعظة. وإذا شاهدوا دليلا واضحا، أو معجزة أو علامة ترشدهم إلى الإيمان يبالغون في السخرية والاستهزاء، ويتنادون للتهكم والتضاحك.
وهذه الآية نزلت في ركانة، وهو مكي مشرك، صارعه النبي ثلاث مرات على أن يؤمن، فصرعه، ولم يؤمن، ثم جاء إلى مكة قائلا: يا بني هاشم، ساحروا بصاحبكم هذا أهل الأرض، فنزلت الآية فيه وفي نظرائه.
وقالوا: ما هذا الذي تأتينا به من الدلائل إلا سحر واضح ظاهر، فلا يؤبه به، ولا ننخدع به. وتساءلوا منكرين: كيف نبعث أحياء بعد أن صرنا أمواتا، وترابا مفتتا، وعظاما بالية؟ وهل يبعث معنا أسلافنا القدامى من الآباء والأجداد. فأجابهم الله تعالى: قل لهم أيها الرسول: نعم تبعثون أحياء مرة أخرى، وأنتم ذليلون صاغرون. والأمر سهل جدا على قدرة الله، فما البعث إلا صيحة واحدة من إسرافيل بالنفخ في الصور بأمر الله تعالى للخروج من القبور.
وقال منكرو البعث. لنا الويل والهلاك، فقد حل يوم الجزاء والعقاب، على ما قدمنا من أعمال. فأجابتهم الملائكة: هذا يوم الحكم والقضاء المبرم الذي كنتم تكذبون به في الدنيا، ويعرف فيه المؤمن من الكافر.
مسئولية المشركين في الآخرة:
إن كل إنسان في الآخرة مسئول عن أعماله خيرها وشرها، وتكون المسؤولية شديدة، وصعبة على المشركين، حيث يحاسبون عن شركهم وضلالهم، وتركهم الواجبات المفروضة عليهم من الإيمان بالله ورسله أولا، ثم أداء الفرائض، وحيث لا يجدون أحدا يشفع لهم أو ينصرهم، ولأنهم كانوا متكبرين في الدنيا، لا يسمعون لنداء الحق، وكلمة التوحيد، ويتهمون النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالاتهام الباطل كالقول: بأنه شاعر مجنون، وهذا محض الكذب والافتراء، وصف الله تعالى مسئولية المشركين وأسبابها في الآخرة، فقال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال