سورة الصافات / الآية رقم 180 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ المُخْلَصِينَ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيمِ وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ المُسَبِّحُونَ وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ المُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنذَرِينَ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ

الصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتالصافاتص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182)}
فيه أربع مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {سُبْحانَ رَبِّكَ} نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون. {رَبِّ الْعِزَّةِ} على البدل. ويجوز النصب على المدح، والرفع بمعنى هو رَبِّ الْعِزَّةِ. {عَمَّا يَصِفُونَ} أي من الصاحبة والولد. وسئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن معنى سبحان الله فقال: هو تنزيه الله عن كل سوء وقد مضى في البقرة مستوفى.
الثانية: سئل محمد بن سحنون عن معنى {رَبِّ الْعِزَّةِ} لم جاز ذلك والعزة من صفات الذات، ولا يقال رب القدرة ونحوها من صفات ذاته جل وعز؟ فال: العزة تكون صفة ذات وصفه فعل، فصفة الذات نحو قوله: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} وصفه الفعل نحو قوله: {رَبِّ الْعِزَّةِ} والمعنى رب العزة التي يتعاز بها الخلق فيما بينهم فهي من خلق الله عز وجل. قال: وقد جاء في التفسير إن العزة ها هنا يراد بها الملائكة. قال: وقال بعض علمائنا: من حلف بعزة الله فإن أراد عزته التي هي صفته فحنث فعليه الكفارة، وإن أراد التي جعلها الله بين عباده فلا كفارة عليه. الماوردي: {رَبِّ الْعِزَّةِ} يحتمل وجهين، أحدهما مالك العزة، والثاني رب كل شيء متعزز من ملك أو متجبر. قلت: وعلى الوجهين فلا كفارة إذا نواها الحالف.
الثالثة: روي من حديث أبى سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول قبل أن يسلم: {سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ} إلى آخر السورة، ذكره الثعلبي. قلت: قرأت عل الشيخ الإمام المحدث الحافظ أبى على الحسن بن محمد بن محمد بن محمد ابن عمروك البكري بالجزيرة قبالة المنصورة من الديار المصرية، قال أخبرتنا الحرة أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعرى بنيشابور في المرة الأولى، أخبرنا أبو محمد إسماعيل ابن أبى بكر القاري، قال حدثنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال حدثنا أبو سهل بشر بن أحد الاسفراينى، قال حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي، قال حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يحيى عبد الرحمن التميمي النيشابوري، قال حدثنا هشيم عن أبى هرون العبدى عن أبى سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف {سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}. قال الماوردي: روى الشعبي قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم» {سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}. ذكره الثعلبي من حديث على رضي الله عنه مرفوعا.
الرابعة: قوله تعالى: {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} أي الذين بلغوا عن الله تعالى التوحيد والرسالة.
وقال أنس قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين فإنما أنا رسول من المرسلين».
وقيل: معنى {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} أي أمن لهم من الله جل وعز يوم الفزع الأكبر. {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} أي على إرسال المرسلين مبشرين ومنذرين.
وقيل: أي على جميع ما أنعم الله به على الخلق أجمعين.
وقيل: أي على هلاك المشركين، دليله: {فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} [الأنعام: 45]. قلت: والكل مراد والحمد يعم. ومعنى {يَصِفُونَ} يكذبون، والتقدير عما يصفون من الكذب. تم تفسير سورة الصافات.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال