سورة ص / الآية رقم 42 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداًّ ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ

صصصصصصصصصصصصصصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح} فذللناها لطاعته إجابة لدعوته وقرئ: {الرياح}. {تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً} لينة من الرخاوة لا تزعزع، أو لا تخالف إرادته كالمأمور المنقاد. {حَيْثُ أَصَابَ} أراد من قولهم أصاب الصواب فأخطأ الجواب.
{والشياطين} عطف على {الريح}. {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} بدل منه.
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى الأصفاد} عطف على كل كأنه فصل الشياطين إلى عملة استعملهم في الأعمال الشاقة كالبناء والغوص، ومردة قرن بعضهم مع بعض في السلاسل ليكفوا عن الشر، ولعل أجسامهم شفافة صلبة فلا ترى ويمكن تقييدها، هذا والأقرب أن المراد تميل كفهم عن الشرور بالإِقران في الصفد وهو القيد، وسمي به العطاء لأنه يرتبط به المنعم عليه. وفرقوا بين فعليهما فقالوا صفده قيده وأصفده أعطاه عكس وعد وأوعد وفي ذلك نكتة.
{هذا عَطَاؤُنَا} أي هذا الذي أعطيناك من الملك والبسطة والتسلط على ما لم يسلط به غيرك عطائنا. {فامنن أَوْ أَمْسِكْ} فاعط من شئت وامنع من شئت. {بِغَيْرِ حِسَابٍ} حال من المستكن في الأمر، أي غير محاسب على منه وإمساكه لتفويض التصرف فيه إليك أو من العطاء أو صلة له وما بينهما اعتراض. والمعنى أنه عطاء جم لا يكاد يمكن حصره، وقيل الإِشارة إلى تسخير الشياطين، والمراد بالمن والإِمساك إطلاقهم وإبقاءهم في القيد.
{وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى} في الآخرة مع ما له من الملك العظيم في الدنيا. {وَحُسْنَ مَئَابٍ} هو الجنة.
{واذكر عَبْدَنَا أَيُّوبَ} هو ابن عيص بن إسحاق وامرأته ليا بنت يعقوب صلوات الله عليه. {إِذْ نادى رَبَّهُ} بدل من {عَبْدَنَا} و{أَيُّوبَ} عطف بيان له. {أَنّى مَسَّنِىَ} بأن مسني، وقرأ حمزة بإسكان الياء وإسقاطها في الوصل. {الشيطان بِنُصْبٍ} بتعب. {وَعَذَابٍ} ألم وهي حكاية لكلامه الذي ناداه به ولولا هي لقال إنه مسه، والإِسناد إلى {الشيطان} إما لأن الله مسه بذلك لما فعل بوسوسته كما قيل إنه أعجب بكثرة ماله أو استغاثة مظلوم فلم يغثه، أو كانت مواشيه في ناحية ملك كافر فداهنه ولم يغزه، أو لسؤاله امتحاناً لصبره فيكون اعترافاً بالذنب أو مراعاة للأدب، أو لأنه وسوس إلى أتباعه حتى رفضوه وأخرجوه من ديارهم، أو لأن المراد بالنصب والعذاب ما كان يوسوس إليه في مرضه من عظم البلاء والقنوط من الرحمة ويغريه على الجزع، وقرأ يعقوب بفتح النون على المصدر، وقرئ بفتحتين وهو لغة كالرشد والرشد وبضمتين للتثقيل.
{اركض بِرِجْلِكَ} حكاية لما أجيب به أي اضرب برجلك الأرض. {هذا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} أي فضربها فنبعت عين فقيل هذا مغتسل أي ماء تغتسل به وتشرب منه فيبرأ باطنك وظاهرك، وقيل نبعث عينان حارة وباردة فاغتسل من الحارة واشرب من الأخرى.
{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ} بأن جمعناهم عليه بعد تفرقهم أو أحييناهم بعد موتهم، وقيل وهبنا له مثلهم. {وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ} حتى كان له ضعف ما كان. {رَحْمَةً مّنَّا} لرحمتنا عليه {وذكرى لأُوْلِى الألباب} وتذكيراً لهم لينتظروا الفرج بالصبر واللجأ إلى الله فيما يحيق بهم.
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً} عطف على اركض والضغث الحزمة الصغيرة من الحشيش ونحوه. {فاضرب بّهِ وَلاَ تَحْنَثْ} روي أن زوجته ليا بنت يعقوب وقيل رحمة بنت افراثيم بن يوسف ذهبت لحاجة فأبطأت فحلف إن برئ ضربها مائة ضربة، فحلل الله يمينه بذلك وهي رخصة باقية في الحدود. {إِنَّا وجدناه صَابِراً} فيما أصابه في النفس والأهل والمال، ولا يخل به شكواه إلى الله من الشيطان فإنه لا يسمى جزعاً كتمني العافية وطلب الشفاء مع أنه قال ذلك خيفة أن يفتنه أو قومه في الدين. {نِعْمَ العبد} أيوب. {إِنَّهُ أَوَّابٌ} مقبل بشراشره على الله تعالى.
{واذكر عِبَادَنَا إبراهيم وإسحاق وَيَعْقُوبَ} وقرأ ابن كثير {عَبْدَنَا} وضع الجنس موضع الجمع، أو على أن {إِبْرَاهِيمَ} وحده لمزيد شرفه عطف بيان له، {وإسحاق وَيَعْقُوبَ} عطف عليه. {أُوْلِى الأيدى والأبصار} أولي القوة في الطاعة والبصيرة في الدين، أو أولي الأعمال الجليلة والعلوم الشريفة، فعبر بالأيدي عن الأعمال لأن أكثرها بمباشرتها وبالأبصار عن المعارف لأنها أقوى مباديها، وفيه تعريض بالبطلة الجهال أنهم كالزمنى والعماة.
{إِنَّا أخلصناهم بِخَالِصَةٍ} جعلناهم خالصين لنا بخصلة خالصة لا شوب فيها هي: {ذِكْرَى الدار} تذكرهم الدار الآخرة دائماً فإن خلوصهم في الطاعة بسببها، وذلك لأن مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون جوار الله والفوز بلقائه وذلك في الآخرة، وإطلاق {الدار} للاشعار بأنها الدار الحقيقية والدنيا معبر، وأضاف نافع وهشام {بِخَالِصَةٍ} إلى {ذِكْرِى} للبيان أو لأنه مصدر بمعنى الخلوص فأضيف إلى فاعله.
{وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المصطفين الأخيار} لمن المختارين من أمثالهم المصطفين عليهم في الخير جمع خير كشر وأشرار. وقيل جمع خير أو خير على تخفيفه كأموات في جمع ميت أو ميت.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال