سورة ص / الآية رقم 71 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِياًّ أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلأِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ العَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ

صصصصصصصصصصصصصصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (74) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (75) قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)} [ص: 38/ 71- 88].
المعنى: اذكر أيها النبي قصة خلق آدم، حين قال اللّه تعالى للملائكة: إنني موجد بشرا مخلوقا هو آدم من طين، أي تراب مخلوط بالماء، فإذا أتممت خلقه، بعثت فيه الحياة وأوجدته بأن نفخت فيه من روحي، فاسجدوا له سجود تحية وتكريم، لا سجود عبادة وتأليه وتقديس.
وقوله تعالى: {مِنْ رُوحِي} إضافة ملك إلى مالك، لأن الأرواح كلها هي ملك لله تبارك وتعالى، وأضيف ذلك إلى اللّه تشريفا. والنفخ من الروح تمثيل لإفاضة ما تكون به الحياة، فليس هناك نافخ ولا منفوخ.
فامتثل الملائكة أمر اللّه تعالى، وسجدوا لآدم بأجمعهم لم يبق أحد منهم، وفي آن واحد، لا متفرقين إلا إبليس امتنع متكبرا متعاظما عن السجود، وكان بهذا الرفض أو الامتناع كافرا، من فئة الكافرين، لمخالفته أمر اللّه تعالى، والخروج عن طاعته.
فقال اللّه تعالى على سبيل التوبيخ والإنكار: يا إبليس ما الذي منعك من السجود لآدم، الذي توليت خلقه بنفسي، من غير أب ولا أم، هل استكبرت عن السجود الآن، أو كنت من القوم المتعالين عن ذلك في الماضي؟ والمراد: إنكار الأمرين معا، وهما رفض السجود والتعالي عن السجود.
قال إبليس: إنني خير من آدم، فإني مخلوق من نار، وآدم مخلوق من طين، والنار خير وأشرف من الطين في زعمه، لارتفاعها وعلوها، ولأن التراب عنصر راكد هابط، لا ارتفاع فيه. وهذا توهم أن النار أفضل من الطين، وهو قياس فاسد، لا يصلح أمام النص أو الأمر الإلهي بالطاعة والسجود لآدم.
فقال اللّه تعالى: فاخرج يا إبليس من الجنة أو من السماء، فإنك مرجوم بالكواكب، مطرود من رحمة اللّه ومن إحسانه، وتنصبّ عليك لعنتي الدائمة وسخطي إلى يوم القيامة. فأخرج من جنة الخلد: وهي الجنة الحقيقية المخلوقة من القديم جنة السماء، كخلق النار، وأهبط إلى الأرض، بلا خلاف.
والرجيم: المرجوم بالقول السيئ، واللعنة: الإبعاد، ويوم الدين: يوم القيامة، والدين: الجزاء. والمراد بأن اللعنة على إبليس مستمرة دائمة، مخلّدة. وإنما قيدت بيوم الدين: ليبين له طريق التوبة قبل يوم القيامة، وما بعد يوم القيامة واضح أنه لا تقبل التوبة، إذ الآخرة ليست دار عمل.
فطلب إبليس قائلا: رب أمهلني في الحياة، ولا تحكم علي بالموت إلى يوم البعث، بعث الأجساد من القبور، فأمهله اللّه وجعله باقيا إلى يوم الوقت المعلوم: وهو عند النفخة الأولى. وقد طلب إبليس الإمهال إلى يوم البعث، ليتخلص من الموت، وذلك إلى وقت الصعق لا إلى وقت البعث وهو الآن حي مغو مضل. فلما أمن من الموت تمرّد وطغى، وتحدى قائلا: أقسم بعزتك، أي سلطانك وقهرك: لأغوين وأضللنّ بني آدم بتزيين الأهواء والشهوات لهم، إلا عبادك منهم الذين أخلصتهم لطاعتك، وعصمتهم من الضلال.
فأجابه اللّه قائلا: فالحق الثابت أنا، وأقول الحق، لأملأن جهنم منك ومن أتباعك جميعا، ممن أطاعك وتبع إغواءك. والإغواء: تزيين المعاصي.
وقل أيها الرسول للمشركين من قومك: لا أطلب منكم أجرا على تبليغي رسالة اللّه إليكم، ولست من المتقولين على الله، حتى أقول ما لا أعلم أو أدعو إلى غير ما أمر اللّه تعالى. والتكلف: التصنّع والاختلاق. وما هذا القرآن إلا تذكرة لجميع العوالم من الإنس والجن، ولسوف تعرفنّ خبره وصدق نبأه بعد زمان قريب: إما بعد الموت وإما يوم القيامة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال