سورة الزمر / الآية رقم 5 / تفسير تفسير البغوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

التفسير : تفسير ابن عبد السلام تفسير أبي السعود تفسير البيضاوي تفسير ابن عجيبة تفسير البغوي تفسير السيوطي تفسير أبي حيان تفسير الثعالبي تفسير الجلالين تفسير الخازن تفسير الرازي تفسير القشيري تيسير التفسير أيسر التفاسير تفسير الألوسي تفسير ابن الجوزي تفسير الزمخشري تفسير الشوكاني في ظلال القرآن تفسير ابن عطية تفسير البقاعي تفسير الماوردي تفسير الواحدي تفسير ابن كثير تفسير المنتخب تفسير الشعراوي التفسير الوسيط تفسير ابن جزي التفسير القرآني للقرآن التفسير الميسر تفسير النسفي تفسير التستري تفسير الثعلبي تفسير القرطبي نيل المرام تفسير ابن القيم روائع البيان الآية : 5

{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى} لاختار، {مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} يعني: الملائكة، كما قال: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا} [الأنبياء- 17] ثم نزه نفسه فقال: {سُبْحَانَهُ} تنزيها له عن ذلك، وعما لا يليق بطهارته، {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل} قال قتادة: يغشي هذا هذا، كما قال: {يغشي الليل النهار} [الأعراف- 54] وقيل: يدخل أحدهما على الآخر كما قال: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} [الحج- 61].
وقال الحسن، والكلبي: ينقص من الليل فيزيد في النهار، وينقص من النهار فيزيد في الليل، فما نقص من الليل دخل في النهار، وما نقص من النهار دخل في الليل، ومنتهى النقصان تسع ساعات، ومنتهى الزيادة خمس عشرة ساعة، وأصل التكوير اللف والجمع، ومنه: كور العمامة. {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}.
{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} يعني: آدم، {ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني حواء، {وَأَنزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ} معنى الإنزال هاهنا: الإحداث والإنشاء، كقوله تعالى: {أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم} [الأعراف- 26].
وقيل: إنه أنزل الماء الذي هو سبب نبات القطن الذي يكون منه اللباس، وسبب النبات الذي تبقى به الأنعام.
وقيل: {وأنزل لكم من الأنعام} جعلها لكم نزلا ورزقًا. {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} أصناف، تفسيرها في سورة الأنعام {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ} نطفة ثم علقة ثم مضغة، كما قال الله تعالى: {وقد خلقكم أطوارا} [نوح- 14] {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ} قال ابن عباس: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة {ذَلِكُمُ اللَّهُ} الذي خلق هذه الأشياء، {رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} عن طريق الحق بعد هذا البيان.

تفسير السورة