سورة الزمر / الآية رقم 6 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ

الزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{تَنزِيلُ الكتاب} خبر محذوف مثل هذا أو مبتدأ خبره. {مِنَ الله العزيز الحكيم} وهو على الأول صلة ل {تَنزِيلَ}، أو خبر ثان أو حال عمل فيها الإِشارة أو ال {تَنزِيلَ}، والظاهر أن {الكتاب} على الأول السورة وعلى الثاني القرآن، وقرئ: {تَنزِيلَ} بالنصب على إضمار فعل نحو اقرأ أو الزم.
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق} ملتبساً بالحق أو بسبب إثبات الحق وإظهاره وتفصيله. {فاعبد الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين} ممحصاً له الدين من الشرك والرياء، وقرئ برفع {الدين} عن الاستئناف لتعليل الأمر وتقديم الخبر لتأكيد الاختصاص المستفاد من اللام كما صرح به مؤكداً وإجراؤه مجرى المعلوم المقرر لكثرة حججه وظهور براهينه فقال: {أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص} أي ألا هو الذي وجب اختصاصه بأن يخلص له الطاعة، فإنه المتفرد بصفات الألوهية والاطلاع على الأسرار والضمائر. {والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} يحتمل المتخذين من الكفرة والمتخذين من الملائكة وعيسى والأصنام على حذف الراجع وإضمار المشركين من غير ذكر لدلالة المساق عليهم، وهو مبتدأ خبره على الأول. {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى} بإضمار القول. {إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} وهو متعين على الثاني، وعلى هذا يكون القول المضمر بما في حيزه حالاً أو بدلاً من الصلة و{زلفى} مصدر أو حال، وقرئ: {قالوا ما نعبدهم} و{ما نعبدكم إلا لتقربونا إلى الله} حكاية لما خاطبوا به آلهتهم و{نَعْبُدُهُمْ} بضم النون اتباعاً. {فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من الدين بإدخال المحق الجنة والمبطل النار والضمير للكفرة ومقابليهم، وقيل لهم ولمعبوديهم فإنهم يرجون شفاعتهم وهم يلعنونها. {إِنَّ الله لاَ يَهْدِى} لا يوفق للاهتداء إلى الحق. {مَنْ هُوَ كاذب كَفَّارٌ} فإنهما فاقدا البصيرة.
{لَّوْ أَرَادَ الله أَن يَتَّخِذَ وَلَداً} كما زعموا. {لاصطفى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء} إذ لا موجود سواه إلا هو مخلوقه لقيام الدلالة على امتناع وجود واجبين ووجوب استناد ما عدا الواجب إليه، ومن البين أن المخلوق لا يماثل الخالق فيقوم مقام الوالد له ثم قرر ذلك بقوله: {سبحانه هُوَ الله الواحد القهار} فإن الألوهية الحقيقية تتبع الوجوب المستلزم للواحدة الذاتية، وهي تنافي المماثلة فضلاً عن التوالد لأن كل واحد من المثلين مركب من الحقيقة المشتركة، والتعين المخصوص والقهارية المطلقة تنافي قبول الزوال المحوج إلى الولد، ثم استدل على ذلك بقوله: {خَلَقَ السموات والأرض بالحق يُكَوّرُ اليل عَلَى النهار وَيُكَوّرُ النهار عَلَى اليل} يغشى كل واحد منهما الآخر كأنه يلفه عليه لف اللباس باللابس، أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة، أو يجعله كاراً عليه كروراً متتابعاً تتابع أكوار العمامة.
{وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يَجْرِى لأَجَلٍ مُّسَمًّى} هو منتهى دوره أو منقطع حركته. {إِلاَّ هُوَ العزيز} القادر على كل ممكن الغالب على كل شيء. {الغفار} حيث لم يعاجل بالعقوبة وسلب ما في هذه الصنائع من الرحمة وعموم المنفعة.
{خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} استدلال آخر بما أوجده في العالم السفلي مبدوء به من خلق الإِنسان لأنه أقرب وأكثر دلالة وأعجب، وفيه على ما ذكره ثلاث دلالات: خلق آدم أولاً من غير أب وأم، ثم خلق حواء من قصيراه، ثم تشعيب الخلق الفائت للحصر منهما. و{ثُمَّ} للعطف على محذوف هو صفة {نَفْسٌ} مثل خلقها أو على معنى واحدة أي من نفس وحدت ثم جعل منها زوجها فشفعها بها، أو على {خَلَقَكُمْ} لتفاوت ما بين الآيتين، فإن الأولى عادة مستمرة دون الثانية. وقيل أخرج من ظهره ذريته كالذر ثم خلق منها حواء. {وَأَنزَلَ لَكُمْ} وقضى أو قسم لكم، فإن قضاياه وقسمه توصف بالنزول من السماء حيث كتبت في اللوح المحفوظ، أو أحدث لكم بأسباب نازلة كأشعة الكواكب والأمطار. {مّنَ الأنعام ثمانية أزواج} ذكر وأنثى من الإِبل والبقر والضأن والمعز. {يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أمهاتكم} بيان لكيفية خلق ما ذكر من الأناسي والأنعام إظهاراً لما فيها من عجائب القدرة، غير أنه غلب أولي العقل أو خصهم بالخطاب لأنهم المقصودون. {خَلْقاً مّن بَعْدِ خَلْقٍ} حيواناً سوياً من بعد عظام مكسوة لحماً من بعد عظام عارية من بعد مضغ من بعد علق من بعد نطف. {فِى ظلمات ثلاث} ظلمة البطن والرحم والمشيمة، أو الصلب والرحم والبطن. {ذلكم} الذي هذه أفعاله. {الله رَبُّكُمُ} هو المستحق لعبادتكم والمالك. {لَهُ الملك لا إله إِلاَّ هُوَ} إذ لا يشاركه في الخلق غيره. {فأنى تُصْرَفُونَ} يعدل بكم عن عبادته إلى الإشراك.
{إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنكُمْ} عن إِيمانكم. {وَلاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر} لاستضرارهم به رحمة عليهم. {وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} لأنه سبب فلا حكم، وقرأ ابن كثير ونافع في رواية وأبو عمرو والكسائي بإشباع ضمة الهاء لأنها صارت بحذف الألف موصولة بمتحرك، وعن أبي عمرو ويعقوب إسكانها وهو لغة فيها. {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ثُمَّ إلى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} بالمحاسبة والمجازاة. {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} فلا تخفى عليه خافية من أعمالكم.
{وَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ} لزوال ما ينازع العقل في الدلالة على أن مبدأ الكل منه.
{ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ} أعطاه من الخول وهو التعهد، أو الخول وهو الافتخار. {نِعْمَةً مّنْهُ} من الله. {نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ} أي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه، أو ربه الذي كان يتضرع إليه و{مَا}؛ مثل الذي في قوله: {وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى} {مِن قَبْلُ} من قبل النعمة. {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ} وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بفتح الياء، والضلال والإِضلال لما كانا نتيجة جعله صح تعليله بهما وإن لم يكونا غرضين. {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً} أمر تهديد فيه إشعار بأن الكفر نوع تشه لا سند له، وإقناط للكافرين من التمتع في الآخرة ولذلك علله بقوله: {إِنَّكَ مِنْ أصحاب النار} على سبيل الاستئناف للمبالغة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال