سورة الزمر / الآية رقم 9 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ

الزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمرالزمر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9)}
قوله تعالى: {وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ} يعني الكافر {ضُرٌّ} أي شدة من الفقر والبلاء {دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ} أي راجعا إليه مخبتا مطيعا له مستغيثا به في إزالة تلك الشدة عنه. {ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ} أي أعطاه وملكه. يقال: خولك الله الشيء أي ملكك إياه، وكان أبو عمرو بن العلاء ينشد:
هنالك إن يستخولوا المال يخولوا *** وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
وخول الرجل: حشمه الواحد خائل. قال أبو النجم:
أعطى فلم يبخل ولبخل *** وكوم الذرى من خول المخول
{نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ} أي نسي ربه الذي كان يدعوه من قبل فكشف الضر عنه. ف {ما} على هذا الوجه لله عز وجل وهي بمعنى الذي.
وقيل: بمعنى من كقوله: {وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ} [الكافرون: 3] والمعنى واحد.
وقيل: نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله عز وجل. أي ترك كون الدعاء منه إلى الله، فما والفعل على هذا القول مصدر. {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً} أي أوثانا وأصناما.
وقال السدي: يعني أندادا من الرجال يعتمدون عليهم في جميع أمورهم. {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} أي ليقتدي به الجهال. {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا} أي قل لهذا الإنسان {تَمَتَّعْ} وهو أمر تهديد فمتاع الدنيا قليل. {إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ} أي مصيرك إلى النار. قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ} بين تعالى أن المؤمن ليس كالكافر الذي مضى ذكره. وقرأ الحسن وأبو عمرو وعاصم والكسائي {أَمَّنْ} بالتشديد. وقرأ نافع وابن كثير ويحيى ابن وثاب والأعمش وحمزة: {أَمَّنْ هُوَ} بالتخفيف على معنى النداء، كأنه قال يا من هو قانت. قال الفراء: الألف بمنزلة يا، تقول يا زيد أقبل وأزيد أقبل. وحكي ذلك عن سيبويه وجميع النحويين، كما قال أوس بن حجر:
أبني لبيني لستم بيد *** وإلا يدا ليست لها عضد
وقال آخر هو ذو الرمة:
أدارا بحزوى هجت للعين عبرة *** وفماء الهوى يرفض أو يترقرق
فالتقدير على هذا {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ} يا من هو قانت إنك من أصحاب الجنة، كما يقال في الكلام: فلان لا يصلي ولا يصوم، فيا من يصلي ويصوم أبشر، فحذف لدلالة الكلام عليه.
وقيل: إن الألف في {أَمَّنْ} ألف استفهام أي {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ} أفضل؟ أم من جعل لله أندادا؟ والتقدير الذي هو قانت خير. ومن شدد {أمن} فالمعنى العاصون المتقدم ذكرهم خير {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ} فالجملة التي عادلت أم محذوفة، والأصل أم من فأدغمت في الميم. النحاس: وام بمعنى بل، ومن بمعنى الذي، والتقدير: أم الذي هو قانت أفضل ممن ذكر.
وفي قانت أربعة أوجه: أحدها أنه المطيع، قاله ابن مسعود.
الثاني أنه الخاشع في صلاته، قاله ابن شهاب.
الثالث أنه القائم في صلاته، قاله يحيى ابن سلام.
الرابع أنه الداعي لربه. وقول ابن مسعود يجمع ذلك. وقد روي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: {كل قنوت في القرآن فهو طاعة لله عز وجل} وروي عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سئل أي الصلاة أفضل؟ فقال: {طول القنوت} وتأوله جماعة من أهل العلم على أنه طول القيام.
وروى عبد الله عن نافع عن ابن عمر سئل عن القنوت فقال: ما أعرف القنوت إلا طول القيام، وقراءة القرآن.
وقال مجاهد: من القنوت طول الركوع وغض البصر. وكان العلماء إذا وقفوا في الصلاة غضوا أبصارهم، وخضعوا ولم يلتفتوا في صلاتهم، ولم يعبثوا ولم يذكروا شيئا من أمر الدنيا إلا ناسين. قال النحاس: أصل هذا أن القنوت الطاعة، فكل ما قيل فيه فهو طاعة لله عز وجل، فهذه الأشياء كلها داخلة في الطاعة وما هو أكثر منها كما قال نافع: قال لي ابن عمر قم فصل فقمت أصلي وكان علي ثوب خلق، فدعاني فقال لي: أرأيت لو وجهتك في حاجة أكنت تمضي هكذا؟ فقلت: كنت أتزين قال: فالله أحق أن تتزين له. واختلف في تعيين القانت ها هنا، فذكر يحيى بن سلام أنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن عباس في رواية الضحاك عنه: هو أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
وقال ابن عمر: هو عثمان رضي الله عنه.
وقال مقاتل: إنه عمار بن ياسر. الكلبي: صهيب وأبو ذر وابن مسعود. وعن الكلبي أيضا أنه مرسل فيمن كان على هذه الحال. {آناءَ اللَّيْلِ} قال الحسن: ساعاته، أوله وأوسطه وآخره. وعن ابن عباس: {آناءَ اللَّيْلِ} جوف الليل. قال ابن عباس: من أحب أن يهون الله عليه الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه.
وقيل: ما بين المغرب والعشاء. وقول الحسن عام. {يحذر الآخرة} قال سعيد بن جبير: أي عذاب الآخرة. {وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي نعيم الجنة. وروي عن الحسن أنه سئل عن رجل يتمادى في المعاصي ويرجو فقال: هذا متمن. ولا يقف على قوله: {رَحْمَةَ رَبِّهِ} من خفف {أمن هو قانت} على معنى النداء، لأن قوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} متصل إلا أن يقدر في الكلام حذف وهو أيسر، على ما تقدم بيانه. قال الزجاج: أي كما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذلك لا يستوي المطيع والعاصي.
وقال غيره: الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به، فأما من لم ينتفع بعلمه ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم. {إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ} أي أصحاب العقول من المؤمنين.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال