سورة آل عمران / الآية رقم 118 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

آل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمران




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران: 3/ 118- 120].
قال ابن عباس ومجاهد: نزلت هذه الآيات في قوم من المؤمنين، كانوا يصافون المنافقين، ويواصلون رجالا من اليهود، لما كان بينهم من القرابة والصداقة، والحلف والجوار والرضاع، فأنزل الله تعالى هذه الآيات، ينهاهم عن مباطنتهم، خوف الفتنة منهم عليهم.
ينهى الله تعالى المؤمنين بهذه الآيات عن أن يتخذوا من الأعداء أخلاء وأمناء، يأنسون بهم في الباطن من أمورهم، ويفاوضونهم في الآراء، ويطمئنون إلى آرائهم ونصائحهم. فإياكم أيها المؤمنون من اتخاذ فئة من غيركم أمناء أسراركم، تطلعونهم على أموركم، وتودونهم، فهم لا يقصرون في إيصال الفساد والشر لكم، ويحرصون على إيقاع الضرر بكم، ويؤيد هذا المعنى قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من خليفة ولا ذي إمرة إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالخير وتحضّه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم: من عصم الله».
هؤلاء الأعداء يتمنون كل شر ومشقة لكم، فإن لم يستطيعوا حربكم وإيذاءكم ودوا من صميم قلوبهم كل فساد وألم وسوء بكم.
ألم تظهر البغضاء لكم والحسد عليكم من فلتات ألسنتهم، وما تخفي صدورهم:
من الحسد وإرادة الشر أكبر وأكثر، قد بينا لكم أيها المؤمنون العقلاء الآيات والعبر التي ترشدكم إلى الخير وتحذركم من الشر، وهذا تحذير خطير وتنبيه شديد يهز النفوس، لتحذر من منافقي اليهود التي نزلت هذه الآيات فيهم لا في منافقي العرب.
إنكم أيها المؤمنون مخطئون في حبهم وإحسان الظن بهم، فهم لا يحبونكم مع أنكم تؤمنون بالكتب السماوية كلها، ومنها كتابهم، وتصدقون بكل الرسل ومنهم رسولهم، ومع هذا هم لا يحبونكم، وهم إذا قابلوكم أظهروا الإيمان بدينكم وجاملوكم، وإذا خلوا إلى أنفسهم وشياطينهم، أظهروا شدة الغيظ والحقد عليكم، فليموتوا بغيظهم، فإن الله عليم بما تنطوي عليه نفوسهم.
إنهم إذا أصابكم خير وخصب ونصر ووحدة ساءهم، وإذا أصابكم شر فرحوا، بسبب شدة العداوة والحسد لكم، فإن تصبروا أيها المؤمنون على كيدهم وتآمرهم وعلى كل حال، واتقيتم الله واتخذتم الوقاية من كيد عدوكم، فإن الله ضمن لكم السلامة والنجاة من شرهم وضررهم، وسيرد كيدهم في نحورهم، ويجازيهم على كل ذلك، أي إن صبرتم واتقيتم.
إن أسوأ ما يصدّع بناء الدولة والأمة ويكون أداة هدم وتدمير لوجودها وتحطيم كيانها هو اتخاذ بعض الأعداء مستشارين في قضايا الأمة الخطيرة ورسم سياستها ووضع الخطط الاقتصادية والتربوية والاجتماعية لها، لأن الإخلاص للأمة ومحبة الخير لها ينبعان من الإيمان برسالة الأمة، والاعتقاد بأهليتها للقيادة وإظهار قوتها وعزتها ومنعتها أمام الأمم الأخرى.
فضيلة الصبر والتقوى في المعارك وغيرها:
قارن الله تعالى بين موقفين متعارضين للمؤمنين في معركتي بدر وأحد، ففي معركة بدر الكبرى التي وقعت يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان بعد ثمانية عشر شهرا من الهجرة، صبر المؤمنون القلة أمام الفئة الكثيرة من المشركين، وتضرعوا وأنابوا إلى الله، والتزموا جانب التقوى لله، واستنصروا بربهم، فنصرهم الله تعالى، وأمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين أي معلمين.
وفي غزوة أو معركة أحد التي وقعت بين المسلمين والمشركين المكيين في السنة الثالثة من الهجرة بعد 31 شهرا من الهجرة يوم الأربعاء في الثاني عشر من شوال، في هذه المعركة التي أشرف النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على إدارتها وتنظيم العسكر في مواقع معينة، لم يصبر المؤمنون، ولم يتقوا الله حق تقاته، ولم يلتزموا بطاعة النبي القائد وخالفوه، فلم يمدهم الله بالملائكة كما وعدهم النبي في بدء القتال، لأنه لم يتحقق الشرط المطلوب للنصر، وهزم المسلمون أمام المشركين، ولو أمدهم الله بالملائكة كما حدث في معركة بدر، لهزموا الكفار من فورهم، فعاتب الله المؤمنين في أمر أحد، وذكرّهم بفضله ونعمته يوم بدر، ونزلت هذه الآيات مبتدءا فيها الخطاب للنبي:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال