سورة غافر / الآية رقم 4 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حم تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ العَلِيمِ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي البِلادِ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ

الزمرالزمرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{غَافِرِ الذنب وَقَابِلِ التوب شَدِيدِ العقاب ذِى الطول} صفات أخرى لتحقيق ما فيه من الترغيب والترهيب والحث على ما هو المقصود منه، والإِضافة فيها حقيقية على أنه لم يرد بها زمان مخصوص، وأريد ب {شَدِيدُ العقاب} مشددة أو الشديد عقابه فحذف اللام للازدواج وأمن الالتباس، أو إبدال وجعله وحده بدلاً مشوش للنظم وتوسيط الواو بين الأولين لإِفادة الجمع بين محو الذنوب وقبول التوبة، أو تغاير الوصفين إذ ربما يتوهم الاتحاد، أو تغاير موقع الفعلين لأن الغفر هو الستر فيكون لذنب باق وذلك لمن لم يتب فإن: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» والتوب مصدر كالتوبة. وقيل جمعاً والطول الفضل بترك العقاب المستحق، وفي توحيد صفة العذاب مغمورة بصفات الرحمة دليل رجحانها. {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} فيجب الإِقبال الكلي على عبادته. {إِلَيْهِ المصير} فيجازي المطيع والعاصي.
{مَا يجادل فِى ءايات الله إِلاَّ الذين كَفَرُواْ} لما حقق أمر التنزيل سجل بالكفر على المجادلين فيه بالطعن وإدحاض الحق لقوله: {وجادلوا بالباطل لِيُدْحِضُواْ بِهِ الحق} وأما الجدال فيه لحل عقده واستنباط حقائقه وقطع تشبث أهل الزيغ به وقطع مطاعنهم فيه فمن أعظم الطاعات، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «إن جدالاً في القرآن كفر» بالتنكير مع أنه ليس جدالاً فيه على الحقيقة. {فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى البلاد} فلا يغررك إمهالهم وإقبالهم في دنياهم وتقلبهم في بلاد الشام واليمن بالتجارات المربحة فإنهم مأخوذون عما قريب بكفرهم أخذ من قبلهم كما قال: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ والأحزاب مِن بَعْدِهِمْ} والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح كعاد وثمود. {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ} من هؤلاء. {بِرَسُولِهِمْ} وقرئ: {برسولها}. {لِيَأْخُذُوهُ} ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيب وقتل من الأخذ بمعنى الأسر. {وجادلوا بالباطل} بما لا حقيقة له. {لِيُدْحِضُواْ بِهِ الحق} ليزيلوه به. {فَأَخَذَتْهُمُ} بالإِهلاك جزاء لهم. {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} فإنكم تمرون على ديارهم وترون أثره. وهو تقرير فيه تعجيب.
{وكذلك حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ} وعيده أو قضاؤه بالعذاب. {عَلَى الذين كَفَرُواْ} بكفرهم. {أَنَّهُمْ أصحاب النار} بدل من كلمة {رَبَّكَ} بدل الكل أو الاشتمال على إرادة اللفظ أو المعنى.
{الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ} الكروبيون أعلى طبقات الملائكة وأولهم وجوداً وحملهم إياه وحفيفهم حوله مجاز عن حفظهم وتدبيرهم له، أو كناية عن قربهم من ذي العرش ومكانتهم عنده وتوسطهم في نفاذ أمره. {يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ} يذكرون الله بمجامع الثناء من صفات الجلال والإِكرام، وجعل التسبيح أصلاً والحمد حالاً لأن الحمد مقتضى حالهم دون التسبيح أصلاً.
{وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} أخبر عنهم بالإِيمان إظهاراً لفضله وتعظيماً لأهله ومساق الآية لذلك كما صرح به بقوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ} وإشعاراً بأن حملة العرش وسكان الفرش في معرفته سواء رداً على المجسمة واستغفارهم شفاعتهم وحملهم على التوبة وإلهامهم ما يوجب المغفرة، وفيه تنبيه على أن المشاركة في الإِيمان توجب النصح والشفقة وإن تخالفت الأجناس لأنها أقوى المناسبات كما قال تعالى: {إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ} {رَبَّنَا} أي يقولون {رَبَّنَا} وهو بيان ل {يَسْتَغْفِرُونَ} أو حال. {وَسِعْتَ كُلَّ شَئ رَّحْمَةً وَعِلْماً} أي وسعت رحمتك وعلمك فأزيل عن أصله للإغراق في وصفه بالرحمة والعلم والمبالغة في عمومها، وتقديم الرحمة لأنها المقصودة بالذات ها هنا. {فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ واتبعوا سَبِيلَكَ} للذين علمت منهم التوبة واتباع سبيل الحق. {وَقِهِمْ عَذَابَ الجحيم} واحفظهم عنه وهو تصريح بعد إشعار للتأكيد والدلالة على شدة العذاب.
{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التى وَعَدْتَّهُمْ} وعدتهم إياها. {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءَابَائِهِمْ وأزواجهم وَذُرّيَّاتِهِمْ} عطف على هم الأول أي أدخلهم ومعهم هؤلاء ليتم سرورهم، أو الثاني لبيان عموم الوعد، وقرئ: {جنة عدن} و{صَلُحَ} بالضم و{ذريتهم} بالتوحيد. {إِنَّكَ أَنتَ العزيز} الذي لا يمتنع عليه مقدور. {الحكيم} الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه حكمته ومن ذلك الوفاء بالوعد. {وَقِهِمُ السيئات} العقوبات أو جزاء السيئات، وهو تعميم بعد تخصيص، أو تخصيص بمن {صلح} أو المعاصي في الدنيا لقوله: {وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} أي ومن تقها في الدنيا فقد رحمته في الآخرة كأنهم طلبوا السبب بعد ما سألوا المسبب. {وذلك هُوَ الفوز العظيم} يعني الرحمة أو الوقاية أو مجموعهما.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال