سورة غافر / الآية رقم 45 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى العَزِيزِ الغَفَّارِ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُواًّ وَعَشِياًّ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العِبَادِ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ العَذَابِ

غافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (36) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (37) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (38) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (40) وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (44) فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (46)} [غافر: 40/ 36- 46].
المعنى: نادى فرعون وزيره هامان والناظر في أموره قائلا: يا هامان ابن لي قصرا مشيدا عاليا، لعلي أصل إلى طريق السماء، فأبحث عن إله موسى، وهو لا يريد بذلك إلا الاستهزاء منه وإنكار رسالته، وإني لأظن موسى كاذبا في ادعائه بأن له إلها غيري.
ومثل ذلك التزيين المفرط في الحماقة والبلادة، زين لفرعون الجبار سوء عمله وقبح صنعه، من الشرك والتكذيب، فتمادى في الغي والطغيان، وحجب عن طريق الهدى والعدل والصواب، ولم يكن كيده أو مكره إلا في خسار وضياع، ثم تابع مؤمن آل فرعون مواعظه لقومه، فقال: يا قومي، اتبعوني فيما أقول لكم وأدعوكم إليه، أدلكم على طريق الرشاد والخير والسداد: وهو اتباع دين اللّه وأمره. ثم حذرهم من فتنة الدنيا وزهّد فيها، فقال: يا قومي، ليست هذه الحياة الدنيا إلا مجرد متاع يستمتع به قليلا، ثم يزول وينتهي بالموت، وإن الآخرة هي دار الاستقرار والبقاء والخلود، أي إن الدنيا شيء يتمتع به قليلا، وعلى المرء الرغبة في الآخرة.
من ارتكب معصية، فلا يجزى في الآخرة إلا مثلها، عدلا من اللّه، ومن عمل العمل الصالح: وهو اتباع أمر اللّه واجتناب نهي اللّه، وهو مصدق بالله وبرسله، فهؤلاء هم لا غيرهم أهل الجنة التي يرزقون فيها رزقا وفيرا بغير عدّ وتقدير، ولا مقصور على حجم العمل، فضلا من اللّه ونعمة، أي إن جزاء السيئة مثلها فقط، وجزاء الحسنة لا يقتصر على المثل، بل يتجاوزه لما شاء اللّه.
ويا قومي، أخبروني عنكم، ما بالي أدعوكم إلى النجاة من النار ودخول الجنة، بالإيمان بالله تعالى وعبادته وطاعته وتصديق رسله، وتدعونني إلى عمل أهل النار، وهو الشرك وعبادة الأصنام؟! أي إن الدعاء إلى طاعة اللّه وعبادته وتوحيده: هو الدعاء إلى سبب النجاة، ودعاؤهم إياه دعاء إلى سبب دخول النار. ثم فسر الفرق بين الدعوتين في أن الواحدة كفر وشرك، والأخرى دعوة إلى الاعتزاز بالله تعالى وغفرانه.
إنكم تدعونني لأمر خطير: وهو الكفر بالله والإشراك به، مما لم يقم أي دليل على صحته وقبوله، وأنا أدعوكم إلى الإيمان بالمتصف بصفات الألوهية الحقة، من العزة الكاملة، والعلم الشامل، والإرادة التامة، والمغفرة الواسعة، والتعذيب الشديد، فآمنوا به يغفر لكم ويعزكم. وحقا إن دعاءكم لعبادة الأصنام والأنداد ليس لها أي دعوة مستجابة، فلا تجيب الداعي، سواء في الدنيا والآخرة، والواقع المتحقق أن مرجعنا ومصيرنا إلى اللّه بالموت، ثم بالبعث في الآخرة، فيجازى كل إنسان بعمله، وأن المسرفين المتجاوزين الحد في المعاصي: هم أهل النار الذين يصيرون إليها.
وسوف تتذكرون وتدركون صدق قولي لكم من الالتزام بأوامر اللّه ونواهيه وثمرة نصحي وإرشادي، حين ينزل بكم العذاب، وإني أفوض أمري إلى اللّه وأستعين به ليعصمني من كل سوء، فإن اللّه مطلع على أمور عباده، خبير بهم، فيهدي مستحق الهداية المستعد لها، ويضل مستحق الضلالة الحريص عليها.
وأما مصير الرجل المؤمن من آل فرعون: النجاة، حيث حفظه اللّه، وحماه في الدنيا، من سوء مكرهم، وتآمرهم على قتله، وأحاط سوء العذاب بآل فرعون في الدنيا بالغرق في البحر، وسيعذبون في الآخرة.
ويعرض آل فرعون بأرواحهم في قبورهم على النار في الصباح والمساء من أيام الدنيا إلى قيام القيامة، أي إنهم يعذبون في القبور، ويقال للملائكة يوم القيامة:
أدخلوا آل فرعون في جهنم، حيث يكون العذاب فيها أشد وأعظم، قال الهذيل بن شرحبيل والسدي: إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود، تروح بهم، وتغدو إلى النار.
الجدل بين أهل النار:
يبادر الإنسان حينما يقع في فخ الحقيقة والجزاء إلى تقاذف المسؤولية ولوم الآخرين، وينسى نفسه وتقصيره، وذلك في الدنيا، أو في حال العذاب في نار الآخرة، وهذا واقع قائم بين السادة والأتباع، حيث يشتد الجدل بينهم في ذلك المقر، ويحاول كل فريق إلصاق التهمة بغيره والتملص من المؤاخذة، ولكن لا جدوى ولا فائدة من هذا الجدال، ولا يقبل عذر من المقصرين والظلمة، ويكون الفوز والنصر المحقق والمؤكد لأهل الإيمان، سواء في الدنيا أو في الآخرة، وصف الله تعالى لنا هذا اللون من الجدال الذي سيحدث بين أهل النار في الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال