سورة غافر / الآية رقم 49 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى العَزِيزِ الغَفَّارِ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُواًّ وَعَشِياًّ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العِبَادِ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ العَذَابِ

غافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافرغافر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النار} واذكر وقت تخاصمهم فيها ويحتمل العطف على غدوا. {فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا} تفصيل له. {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} تباعاً كخدم في جمع خادم أو ذوي تبع بمعنى أتباع على الإِضمار أو التجوز. {فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مّنَ النار} بالدفع أو الحمل، و{نَصِيباً} مفعول به لما دل عليه {مُّغْنُونَ} أوله بالتضمين أو مصدر كشيئاً في قوله تعالى: {لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله شَيْئًا} فيكون من صلة ل {مُّغْنُونَ}.
{قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} نحن وأنتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا، وقرئ: {كلا} على التأكيد لأنه بمعنى كلنا وتنوينه عوض عن المضاف إليه، ولا يجوز جعله حالاً من المستكن في الظرف فإنه لا يعمل في الحال المتقدمة كما يعمل في الظرف المتقدم كقولك كل يوم لك ثوب. {إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد} بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، و{لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ} {وَقَالَ الذين فِى النار لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} أي لخزنتها، ووضع {جَهَنَّمَ} موضع الضمير للتهويل أو لبيان محلهم فيها، إذ يحتمل أن تكون {جَهَنَّمَ} أبعد دركاتها من قولهم: بئر جهنم بعيدة القعر. {ادعوا رَبَّكُمْ يُخَفّفْ عَنَّا يَوْماً} قدر يوم. {مّنَ العذاب} شيئاً من العذاب، ويجوز أن يكون المفعول {يوم} بحذف المضاف و{مّنَ العذاب} بيانه.
{وَقَالُواْ أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بالبينات} أرادوا به إلزامهم للحجة وتوبيخهم على إضاعتهم أوقات الدعاء وتعطيلهم أسباب الإِجابة. {قَالُواْ بلى قَالُواْ فادعوا} فإنا لا نجترئ فيه إذ لم يؤذن لنا في الدعاء لأمثالكم، وفيه إقناط لهم عن الإِجابة. {وَمَا دُعَاءُ الكافرين إِلاَّ فِى ضلال} ضياع لا يجاب، وفيه اقناط لهم عن الإجابة.
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين ءَامَنُواْ} بالحجة والظفر والانتقام لهم من الكفرة. {فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد} أي في الدارين ولا ينتقض ذلك بما كان لأعدائهم عليهم من الغلبة أحياناً إذ العبرة بالعواقب وغالب الأمر، و{الأشهاد} جمع شاهد كصاحب وأصحاب، والمراد بهم من يقوم يوم القيامة الشهادة على الناس من الملائكة والأنبياء والمؤمنين.
{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ} بدل من الأول وعدم نفع المعذرة لأنها باطلة، أو لأنه لم يؤذن لهم فيعتذروا. وقرأ غير الكوفيين ونافع بالتاء. {وَلَهُمُ اللعنة} البعد عن الرحمة. {وَلَهُمْ سُوءُ الدار} جهنم.
{وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الهدى} ما يهتدي به في الدين من المعجزات والصحف والشرائع. {وَأَوْرَثْنَا بَنِى إسراءيل الكتاب} وتركنا عليهم بعده من ذلك التوراة.
{هُدًى وذكرى} هداية وتذكرة أو هادياً ومذكراً.
{لأُوْلِى الألباب} لذوي العقول السليمة.
{فاصبر} على أذى المشركين. {إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} بالنصر لا يخلفه، واستشهد بحال موسى وفرعون. {واستغفر لِذَنبِكَ} وأقبل على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الأولى والاهتمام بأمر العدا بالاستغفار، فإنه تعالى كافيك في النصر إظهار الأمر. {وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ بالعشى والإبكار} ودم على التسبيح والتحميد لربك. وقيل صلِّ لهذين الوقتين، إذ كان الواجب بمكة ركعتين بكرة وركعتين عشياً.
{إِنَّ الذين يجادلون فِى ءايات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم} عام في كل مجادل مبطل وإن نزل في مشركي مكة واليهود حين قالوا: لست صاحبنا بل هو المسيح بن داود يبلغ سلطانه البر والبحر وتسير معه الأنهار. {إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ} إلا تكبر عن الحق وتعظم عن التفكر والتعلم، أو إرادة الرياسة أو إن النبوة والملك لا يكونان إلا لهم. {مَّا هُم ببالغيه} ببالغي دفع الآيات أو المراد. {فاستعذ بالله} فالتجئ إليه. {إِنَّهُ هُوَ السميع البصير} لأقوالكم وأفعالكم.
{لَخَلْقُ السموات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس} فمن قدر على خلقها مع عظمها أولاً من غير أصل قدر على خلق الإِنسان ثانياً من أصل، وهو بيان لا شكل ما يجادلون فيه من أمر التوحيد. {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا ينظرون ولا يتأملون لفرط غفلتهم واتباعهم أهواءهم.
{وَمَا يَسْتَوِى الأعمى والبصير} الغافل والمستبصر. {والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسئ} والمحسن والمسيء فينبغي أن يكون لهم حال يظهر فيها التفاوت، وهي فيما بعد البعث وزيادة لا في المسيء لأن المقصود نفي مساواته للمحسن فيما له من الفضل والكرامة، والعاطف الثاني عطف الموصول بما عطف عليه على {الأعمى والبصير} لتغاير الوصفين في المقصود، أو الدلالة بالصراحة والتمثيل. {قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ} أي تذكراً ما قليلاً يتذكرون، والضمير للناس أو الكفار. وقرأ الكوفيون بالتاء على تغليب المخاطب، أو الالتفات أو أمر الرسول بالمخاطبة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال