سورة فصلت / الآية رقم 1 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

فصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4) وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)} [فصلت: 41/ 1- 8].
افتتحت السورة بالحروف المقطعة: {حم (1)} للتنبيه ولفت النظر لما يعرض فيها، وتحدي العرب بإعجاز القرآن المتكون من الحروف العربية الأبجدية أو الهجائية، وتقترن هذه الحروف عادة بالكلام عن القرآن، للدلالة على الصلة بينه وبين مكوناته العربية، وذكر هنا أن القرآن الكريم منزل من اللّه تعالى المتصف بالرحمة الواسعة والدقيقة، فقوله تعالى: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} صفتا رجاء ورحمة لله تعالى.
وهذا الكتاب فصلت آياته، أي بيّنت بيانا كافيا، وفسّرت معانيه، وتميز حلاله وحرامه، وزجره وأمره ونهيه، ووعده ووعيده، وأنزله اللّه كتابا مقروءا باللغة العربية، موضحا لقوم يعلمون أن القرآن منزل من عند اللّه، ويعلمون معانيه لنزوله بلغتهم، ويعلمون الأشياء، ويعقلون الدلائل ويتأملون بنظر ثاقب بمشتملاته.
وهذا القرآن الذي أنزله اللّه يبشر المؤمنين بالجنة لاتباعهم له، وينذر الكافرين بالنار لمخالفتهم أحكامه، ولكن أكثر الكافرين أعرضوا عما اشتمل عليه، من الإنذارات والبشائر، لأسباب ثلاثة وهي:
- إنهم قالوا: قلوبنا في أغطية تحجز ما بيننا وبينه، وفي آذاننا صمم، أو ثقل سمع يمنعها من استماعه، ومن بيننا وبينك ساتر يستر عنا رؤيتك، ويمنعنا من إجابتك ودعوتك، فالحجاب: هو مخالفة النبي إياهم، ودعوته إلى اللّه تعالى دون أصنامهم، هذه الحواجز الثلاثة تمنعنا من قبول دعوة النبي، فاعمل على دينك وطريقتك، إننا عاملون على ديننا وطريقتنا، ولا نتبعك. فقوله تعالى: {فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ} يحتمل أن يكون القول تهديدا، ويحتمل أن يكون متاركة محضة. ثم أمر اللّه نبيه أن يصدع أو يجهر بتبليغ التوحيد والرسالة الإلهية: فقل أيها الرسول مجيبا قومك: ما أنا إلا بشر كواحد منكم، لولا نزول الوحي علي، وخلاصة هذا الوحي: العلم والعمل، أما العلم: فأساسه معرفة توحيد اللّه، لأن اللّه تعالى بدليل خلق الكون وتسييره واحد لا شريك له، فاستقيموا إليه على محجة الهدى وطريق الشرع والتوحيد، بالعمل الصالح والعبادة الخالصة له، واستغفروه من الذنوب السابقة، وأولها الشرك بالله تعالى.
ثم هدد اللّه المشركين على موقفهم المعارض، والمناوئ لدعوة التوحيد والحق، ومضمون التهديد والوعيد: ويل: كلمة تهديد أو واد في جهنم، للمشركين الذين أشركوا مع اللّه إلها آخر، ولا يؤدون الزكاة للمحتاجين لكراهيتهم الناس، وهم جاحدون بالآخرة، منكرون لها. والزكاة: للمحاجين لكراهيتهم الناس، وهم جاحدون بالآخرة، منكرون لها. والزكاة: المال فهي قنطرة الإسلام، وذلك بالمعنى العام للزكاة، وإما زكاة النفس وهي (لا إله إلا اللّه) أساس التوحيد، وهذا رأي الجمهور، كما في قول موسى لفرعون: {هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: 79/ 18].
ويرجح هذا التأويل أن الآية من أوائل السور المكية، وزكاة المال نزلت بالمدينة، فهي زكاة القلب والبدن، أي تطهيرهما من الشرك والمعاصي.
وبعد تهديد المشركين، وعد اللّه المؤمنين بالنجاة، وذكر اللّه حالة الذين آمنوا لمقارنتها بحال الكفار المذكورين، ليتبين الفرق. فالذين صدقوا بالله ورسوله، وعملوا بما أمر اللّه تعالى وانتهوا عما نهى عنه، لهم عند ربهم ثواب غير منقوص أو مقطوع، أو لا يشتمل على المنّ والأذى، فهو من جهة اللّه تشريف لا منّ فيه، أما أعطيات البشر: فهي التي يدخلها المنّ.
وقال السدّي: نزلت هذه الآية في المرضى والزّمنى (المرضى مرضا يدوم طويلا) إذا عجزوا عن إكمال الطاعات، كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون.
التوبيخ على الكفر:
في مناسبات قرآنية كثيرة، أورد اللّه تعالى بعض الأدلة على وجوده وتوحيده، وكمال قدرته وحكمته، ومن أهم هذه الأدلة: خلق السماوات والأرض وتقديرها في مدة قليلة، وأتبع ذلك في بعض الآيات كما هنا توبيخ المشركين على كفرهم بخالق الأرض والسماء ومخترعهما، لذا فإنه آن للبشرية أن ينتهي الشرك من ساحتها.
ويتخلصوا من العقائد الباطلة، والموروثات الزائفة حتى في عصرنا الحاضر، وهذا ما تضمنته هذه الآيات الكريمة الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال