سورة فصلت / الآية رقم 34 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ

فصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} [فصلت: 41/ 33- 36].
أوضح ابن عباس سبب نزول هذه الآية، فقال: هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، دعا إلى الإسلام، وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه، وجعل الإسلام نحلة.
وقال أيضا: هم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والمؤذنون هم أيضا داخلون في هذه الآية. لأنهم يدعون إلى اللّه وأداء الصلاة، ولكن ليست الآية نازلة في المؤذنين، خلافا لما روي عن عائشة وعكرمة ومجاهد وقيس بن أبي حازم، لأن سورة (فصلت) مكية بلا خلاف، ولم يكن بمكة أذان، وإنما شرع الأذان بالمدينة، لكن الأذان من الدعوة إلى اللّه تعالى.
والآية تعم بلفظها كل من دعا قديما وحديثا إلى اللّه تعالى وإلى طاعته، من الأنبياء عليهم السّلام، ومن المؤمنين. والمعنى: لا أحد أحسن ممن هذه حاله. إن أحسن الناس حالا: هم الدعاة إلى توحيد اللّه تعالى وطاعته وعبادته، وإلى العمل الصالح:
وهو أداء ما فرض اللّه على الإنسان واجتناب ما حرمه، والذين يتخذون الإسلام دينا ومنهجا ومذهبا، ويعمل كل واحد مع إخوته المسلمين على كل ما يشد أواصر الأخوة والتعاون والتناصر معهم.
ومن المعلوم بداهة أنه لا تساوي بين الفعلة الحسنة التي يرضى اللّه بها ويثيب عليها، وبين الفعلة السيئة التي يكرهها اللّه ويعاقب عليها. والمداراة: من الحسنة، والغلطة: من السيئة، فادفع أيها الداعية المخلص من أساء إليك بالإحسان إليه، بواسطة الكلام الطيب ومقابلة الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، والغضب بالصبر والحلم، وادفع أمورك وما يعرض لك مع الناس، ومخالطتك لهم بالفعلة أو بالسيرة التي هي أحسن الفعلات والسير، ومنها: بذل أو إفشاء السّلام، وحسن الأدب، وكظم الغيظ، والسماحة في القضاء، والاقتضاء، وغير ذلك. وهذه آية جمعت مكارم الأخلاق، وأنواع الحلم. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: إذا فعل المؤمن هذه الفضائل، عصمه اللّه تعالى من الشيطان، وخضع له عدوه، ولا شك أن السّلام: هو مبدأ الدفع بالتي هي أحسن. فإذا كان بينك وبين غيرك عداوة، فقابلت الإساءة بالإحسان، صار العدو كالصديق.
وما يتقبل هذه الوصية أو الموعظة ويعمل بها، ويروّض نفسه على هذه الخصلة:
وهي دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على كظم الغيظ، واحتمال المكروه، والصبر شاق على النفوس، والصبر على الطاعات وعن الشهوات جامع لخصال الخير كلها. وكذلك لا يتقبل هذه الوصية إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة، وذو حظ في الثواب والخير، والآية مدح للصابرين ووعد لهم بالجنة.
وطريق التغلب على أهواء النفس ونزواتها هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن وسوس إليك الشيطان، وحاول صرفك عن الدفع بالتي هي أحسن، وزيّن لك أن تقابل السيئة بمثلها، فاستعذ بالله من شره، والتجئ إلى اللّه لكفّه عنك ورد كيده، فالله هو السميع لاستعاذتك منه، والتجائك إليه، العليم بوساوس الشيطان، وبما يعزم عليه الإنسان.
وقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصلاة يقول- فيما رواه أحمد والترمذي- عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه». ولما انتصر أبو بكر لنفسه من رجل شتمه، قام النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من المجلس وقال لأبي بكر: «إنه أي (حين سكوتك) كان يرد عنك ملك، فلما قربت تنتصر، ذهب الملك، وجاء الشيطان، فما كنت لأجالسه».
بعض الآيات الكونية الدالة على قدرة اللّه:
تكرر إيراد الآيات الكونية الدالة على وحدانية اللّه وقدرته وعظمة خلقه، في آيات متنوعة من القرآن الكريم، لإقناع المشركين بعقيدة الحق والتوحيد والعدل الإلهي، ويمكن لكل إنسان واع إدراك هذه الظواهر الحسية، والاقتناع بدلالاتها وما تومئ إليه، فلا يبقى بعدئذ عذر لأحد في إنكار وجود اللّه تعالى وتوحيده، وقدرته التي لا تضارع، ولا يرقى لمثيلها إنسان. وهذا ما وجهت إليه الآيات الشريفة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال