سورة فصلت / الآية رقم 43 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي المُوتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ القِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِياًّ لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ

فصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلتفصلت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (43)} [فصلت: 41/ 40- 43].
هذا تهديد لأولئك الضالين الذي يهجرون القرآن العظيم، أي يتركون الحق إلى غيره، ويميلون عن الاستقامة على منهج آيات القرآن بالطعن فيها وتحريفها، وتأويلها تأويلا باطلا، لاغين عند سماعها، إنهم لا يخفون على اللّه، وإنما يعلم بهم وسيجازيهم أشد الجزاء.
وهل أدرك هؤلاء هذا المصير، وهل غفلوا عن الفرق الشاسع بين المؤمن المستقر الآمن في الدنيا والآخرة، وبين الكافر الجبار المتكبر في الدنيا، والذي يلقى به في الآخرة في دركات النار؟ فالمؤمن يدخل الجنة، ويطمئن لما فيها من خيرات، والكافر يزجّ به في نيران جهنم، فيبقى في عذابها على الدوام، لا يقول عاقل بالتسوية بين الحالين أو الفريقين. ثم أكد اللّه التهديد والوعيد بقوله: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ} أي اعملوا أيها الضالون المكذبون ما شئتم من الأعمال، فإن اللّه عالم بكم، وبصير بأعمالكم، ومجازيكم بحسب ما قدمتم من أعمال، خيرها وشرها، وقوله تعالى: {لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا} معناه: فنحن بالمرصاد لهم وسنعذبهم، وقوله تعالى: {إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} دليل الوعيد والتهديد.
قال مقاتل: نزلت هذه في أبي جهل، وفي عثمان بن عفان رضي اللّه عنه. وقيل: في عمار بن ياسر رضي اللّه عنه. قال بشير بن فتح فيما أخرجه ابن المنذر: نزلت هذه الآية في أبي جهل وعمار بن ياسر.
والمفاضلة بين الإلقاء في النار والأمن يوم القيامة في كلمة (خير)، وإن كانا لا يشتركان في صفة الخير، إنما هي بسبب كون الكلام تقريرا نهائيا بسوء مصير الكافرين، لا مجرد خبر وحكاية. وذلك مثل آية: {أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)} [الفرقان: 25/ 24]. لأن المقرّر قد يقرر خصمه على قسمين: أحدهما بيّن الفساد، حتى يرى جوابه، فإذا اختار طريق الفساد، بان جهله وغباؤه.
وتابع القرآن التهديد وتأكيد الجزاء، بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ} أي إن الذين كفروا بالقرآن الكريم ذي الذكر العالي والشرف الرفيع، لما جاءهم، نجازيهم على كفرهم، والحال أن القرآن متصف بصفات ثلاث: أولها: أنه كتاب عزيز عن المعارضة أو الطعن، منيع عن كل عيب من أي بشر، وثانيهما أنه لا يتمكن أحد من إبطاله وتحريفه، وليس لأحد أن يبطله من جميع جوانبه، لا في اللفظ ولا في المعنى، ولا في الحكم والأسلوب، ولا في الغرض أو القصة، فلا يكذبه كتاب سابق قبله، ولا فكر أو نظر لاحق بعده، محفوظ من النقص والزيادة، كما في آية أخرى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9)} [الحجر: 15/ 9].
وثالث الصفات: أنه تنزيل من إله حكيم في قوله وفعله، محمود في جميع أوامره ونواهيه، مشكور على نعمه وأفضاله، فكيف يأتيه الباطل بأي صورة أو باب؟! ثم أبان اللّه لرسوله وحدة الرسالات، وأنها تهدف إلى التوحيد الخالص، وإثبات الآخرة، وتقرير مبدأ الثواب والعقاب، مبينا أن ما يقال لك أيها الرسول من هؤلاء الكفار المشركين من وصفك بالسحر والجنون والكذب، وما ينالك من مكروه، ما هو إلا كأقوال الجاحدين لأنبيائهم ورسلهم، الذين تقدموك، فإن أقوامهم كانوا يقولون لهم مثلما يقول لك هؤلاء، من الأقوال الجارحة المؤلمة، فامض لأمر اللّه تعالى، ولا يهمك شأنهم، وربك بالمرصاد، فهو غفار ستّار لمن تاب إليه وآمن به إيمانا صحيحا، ومعاقب بعقاب مؤلم شديد لمن استمر على كفره، ومات على ضلاله كافرا لم يتب. قال ابن عطية: وفي هذه الكلمات الموجزات جمّاع الزجر والنهي والموعظة، وإليها يرجع كل نظر.
القرآن العربي شفاء وهدى:
أكد اللّه تعالى على أن القرآن الكريم كله عربي اللسان، فصيح البيان، ليس مختلطا بين العربية والأعجمية، ليؤدي مهمته على أكمل وجه، فهو هداية للحيارى، وشفاء لما في الصدور، مما قد يكون فيها من وساوس وشبهات وضلالات، وليس محلا للخلاف أو الاختلاف، وهكذا شأن جميع الكتب السماوية، فهذا كتاب موسى- التوراة نزل وحدة متناسقة، ومع ذلك وقع الاختلاف فيه وفي القرآن، من قبل المكذبين بهما وهم اليهود وغير المؤمنين، ولكن وبال التكذيب على أصحابه، والإنسان ولي نفسه، فمن آمن وعمل صالح الأعمال حقق الفوز والنجاة لنفسه، ومن أساء الاعتقاد والعمل، أتى بالضرر على نفسه، وليس اللّه تعالى بظلام لأحد، وهذا ما أبانته الآيات القرآنية الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال