سورة الشورى / الآية رقم 7 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حم عـسق كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِياًّ لِّتُنذِرُ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

الشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{حَمَ}. {عَسَقَ} لعله اسمان للسورة ولذلك فصل بينهما وعدا آيتين، وإن كانا اسماً واحداً فالفصل ليطابق سائر الحواميم، وقرئ: {حم سق}.
{كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى الذين مِن قَبْلِكَ الله العزيز الحكيم} أي مثل ما في هذه السورة من المعاني، أو إيحاء مثل إيحائها أوحى الله إليك وإلى الرسل من قبلك، وإنما ذكر بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية للدلالة على استمرار الوحي وأن إيحاء مثله عادته، وقرأ ابن كثير {يُوحَى} بالفتح على أن كذلك مبتدأ و{يُوحَى} خبره المسند إلى ضميره، أو مصدر و{يُوحَى} مسند إلى إليك، و{الله} مرتفع بما دل عليه {يُوحَى}، و{العزيز الحكيم} صفتان له مقررتان لعلو شأن الموحى به كما مر في السورة السابقة، أو بالابتداء كما في قراءة {نوحي} بالنون و{العزيز} وما بعده أخبار أو {العزيز الحكيم} صفتان. وقوله: {لَّهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَهُوَ العلى العظيم} خبران له وعلى الوجوه الأخر استئناف مقرر لعزته وحكمته.
{تَكَادُ السموات} وقرأ نافع والكسائي بالياء. {يَتَفَطَّرْنَ} يتشققن من عظمة الله، وقيل من ادعاء الولد له. وقرأ البصريان وأبو بكر {ينفطرن} بالنون والأول أبلغ لأنه مطاوع فطر وهذا مطاوع فطر، وقرئ: {تتفطرن} بالتاء لتأكيد التأنيث وهو نادر. {مِن فَوْقِهِنَّ} أي يبتدئ الانفطار من جهتهن الفوقانية، وتخصيصها على الأول لأن أعظم الآيات وأدلها على علو شأنه من تلك الجهة، وعلى الثاني ليدل على الانفطار من تحتهن بالطريق الأولى. وقيل الضمير للأرض فإن المراد بها الجنس. {والملائكة يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الأرض} بالسعي فيما يستدعي مغفرتهم من الشفاعة والإِلهام وإعداد الأسباب المقربة إلى الطاعة، وذلك في الجملة يعم المؤمن والكافر بل لو فسر الاستغفار بالسعي فيما يدفع الخلل المتوقع عم الحيوان بل الجماد، وحيث خص بالمؤمنين فالمراد به الشفاعة. {أَلاَ إِنَّ الله هُوَ الغفور الرحيم} إذ ما من مخلوق إلا وهو ذو حظ من رحمته، والآية على الأول زيادة تقرير لعظمته وعلى الثاني دلالة على تقدسه عما نسب إليه، وإن عدم معاجلتهم بالعقاب على تلك الكلمة الشنعاء باستغفار الملائكة وفرط غفران الله ورحمته.
{والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} شركاء وأنداداً. {الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} رقيب على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها. {وَمَا أَنتَ} يا محمد. {عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} بموكل بهم أو بموكول إليك أمرهم.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءاناً عَرَبِيّاً} الإِشارة إلى مصدر {يُوحِى} أو إلى معنى الآية المتقدمة، فإنه مكرر في القرآن في مواضع جمة فتكون الكاف مفعولاً به و{قُرْءاناً عَرَبِيّاً} حال منه.
{لّتُنذِرَ أُمَّ القرى} أهل أم القرى وهي مكة شرفها الله تعالى. {وَمَنْ حَوْلَهَا} من العرب. {وَتُنذِرَ يَوْمَ الجمع} يوم القيامة يجمع فيه الخلائق أو الأرواح أو الأشباح، أو العمال والأعمال وحذف ثاني مفعول الأول وأول مفعولي الثاني للتهويل وإيهام التعميم، وقرئ: {لينذر} بالياء والفعل (للقرآن). {لاَ رَيْبَ فِيهِ} اعتراض لا محل له من الإعراب. {فَرِيقٌ فِى الجنة وَفَرِيقٌ فِى السعير} أي بعد جمعهم في الموقف يجمعون أولاً ثم يفرقون، والتقدير منهم فريق والضمير للمجموعين لدلالة الجمع عليه، وقرئا منصوبين على الحال منهم أي وتنذر يوم جمعهم متفرقين بمعنى مشارفين للتفرق، أو متفرقين في داري الثواب والعقاب.
{وَلَوْ شَاءَ الله لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحدة} مهتدين أو ضالين. {ولكن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِى رَحْمَتِهِ} بالهداية والحمل على الطاعة. {والظالمون مَا لَهُمْ مّن وَلِىّ وَلاَ نَصِيرٍ} أي يدعهم بغير ولي ولا نصير في عذابه، ولعل تغيير المقابلة للمبالغة في الوعيد إذ الكلام في الإِنذار.
{أَمِ اتخذوا} بل اتخذوا. {مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} كالأصنام. {فالله هُوَ الولى} جواب لشرط محذوف مثل إن أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي بالحق. {وَهُوَ يُحْيِى الموتى وَهُوَ على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ} كالتقرير لكونه حقيقاً بالولاية.
{وَمَا اختلفتم} أنتم والكفار. {فِيهِ مِن شَئ} من أمر من أمور الدنيا أو الدين. {فَحُكْمُهُ إِلَى الله} مفوض إليه يميز المحق من المبطل بالنصر أو بالإثابة والمعاقبة. وقيل: {وَمَا اختلفتم فِيهِ} من تأويل متشابه فارجعوا فيه إلى المحكم من كتاب الله. {ذَلِكُمُ الله رَبّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} في مجامع الأمور. {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} إليه أرجع في المعضلات.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال