سورة آل عمران / الآية رقم 137 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

آل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمران




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (141)} [آل عمران: 3/ 137- 141].
والمعنى: انظروا أيها المسلمون في الماضي والحاضر إلى من سبقكم من الأمم، وتعرفوا على أخبار الماضين، فستجدون منهجا واحدا لا يتغير، وطريقا واحدا لا يتخلف، وهو إن سرتم سير الطائعين الموفقين، نجحتم، وإن سرتم سير العصاة المكذبين خسرتم، إنكم سلكتم طريقا معتدلا يوم بدر فانتصرتم، وسلكتم طريقا خطأ بمخالفة نبيكم يوم أحد فانهزمتم. وهكذا كل ما نتعرض له من هزائم إنما هو بسبب من أنفسنا.
والقرآن بيان واضح للناس عامة، وهدى وموعظة للمتقين خاصة: {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)} [البقرة: 2/ 2].
وإياكم أيها المؤمنون من الوهن والضعف بعد الانهزام في أحد وغيرها، ولا تحزنوا على ما حدث، ولا على من قتل، فإن يمسسكم قتل وجراح في معركة أحد مثلا، فقد مسّ غيركم مثله، فشهداؤكم مكرمون عند اللّه، وما وقع للأعداء ليس نصرا، ولكنه درس بليغ تتعظون به، لذا قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يوم أحد: «لو خيرت بين الهزيمة والنصر يوم أحد لاخترت الهزيمة».
لما في تلك المعركة من تربية وعظة وعبرة، أهمها أن مخالفة أمر النبي خروج على سنة اللّه في تحقيق الظفر.
لا يصح لكم أيها المؤمنون أن تضعفوا أو تحزنوا أو تستسلموا للوهن والحزن، فأنتم الأعلون بمقتضى سنة اللّه في جعل العاقبة للمتقين، وعلو كلمة الإسلام، وقتلاكم في الجنة، وقتلاهم في النار، فالحرب سجال والأيام دول نداولها بين الناس، فنجعل للباطل دولة في يوم، وللحق دولة في أيام، والعاقبة والنصر في النهاية للمتقين الصابرين.
والمعارك وساحة الحياة ميدان للاختبار والامتحان، ففيها يعلم اللّه علم مكاشفة وظهور، لا العلم الطارئ بعد الجهل، لأن علم اللّه سابق ومطابق للواقع لا يتغير، فالله يعلم الذين يؤمنون من الأزل، ثم يظهر في الوجود إيمانهم في الواقع، ويكرّم أناسا بالشهادة والقتل في سبيل اللّه، وللشهادة درجة عظيمة عند اللّه والناس، وفي هذه المحن العصيبة يمحّص وينقي اللّه الذين آمنوا، ويظهر الإيمان الخالص من الإيمان المشوه، ويتضح في الواقع المشاهد إيمان الذين قد علم اللّه أزلا أنهم يؤمنون، وذلك حتى تصفو النفوس، وتستعد للعودة إلى الطريق الأسلم وخوض معارك ناجحة، يتم بها محق الكافرين أو ذهابهم شيئا فشيئا، وانتصار المؤمنين وتنقية المخلصين وتمييزهم عن المنافقين، وعلى هذا إذا انتصر الأعداء طغوا وبغوا، فيكون هلاكهم مرة واحدة، وإذا انهزموا ضعفوا وهلكوا شيئا فشيئا وأبيدوا، والعاقبة في النهاية للمتقين.
والخلاصة: إن اتخاذ الأسباب المهيئة للرزق والنصر مثلا أمر متفق مع مبدأ الإيمان بقدرة اللّه الشاملة في إيجاد ما يشاء لأن اللّه يريد للناس أن يثبتوا ذاتيتهم، ويظهروا أعمالهم، ليتميز المحسن من المسيء، والمجاهد من المتقاعس، والقوي من الضعيف، وإذا كنا نريد أن يتحقق كل شيء بأمر اللّه التكويني {كُنْ فَيَكُونُ} فذلك إلغاء لوجود الإنسان، وإهمال لدوره وفعاليته في الحياة، وإن عزيز النفس لا يقبل عادة أن يمنح من غيره كل شيء، وهو منتظر التقاط النتائج، وتقديم الانتصارات على طبق من ذهب، لذا فالعمل شرف، والجهاد فضيلة وإثبات الذات مظهر تكريم وإعزاز.
عتاب المقصرين والمخالفين يوم أحد وبدر:
يبين اللّه تعالى أن سبيل العزة والنصر والكرامة في الدنيا، والثواب في الآخرة، منوط بالجهاد والقتال، والصبر والتضحية، فليست الحياة العزيزة مفروشة بالورود، وليس الفوز والنصر مجرد منحة إلهية من غير عمل وجهاد، فلا بد للفوز في الدنيا من الصلاح والاستقامة ونصر دين اللّه وإقامة العدل، ومنع الظلم، وسلوك الطرق السوية المألوفة، وتلك هي سنة اللّه التي لا تتبدل ولا تتغير.
أبان اللّه تعالى هذه السنة وعرّفنا هذا المنهاج القويم، فقال سبحانه:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال