سورة الشورى / الآية رقم 33 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنْ آيَاتِهِ الجَوَارِ فِي البَحْرِ كَالأَعْلامِ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ

الشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (29) وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (30) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31) وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)} [الشورى: 42/ 27- 36].
نزلت آية {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ} فيما أخرجه الحاكم وصححه عن علي: في أصحاب الصّفّة، وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا، فتمنوا الدنيا والغنى، وقال خبّاب ابن الأرتّ: فينا نزلت هذه الآية- أي في أهل الصفة- وذلك أنا نظرنا إلى أموال بني قريظة والنضير وبني قينقاع، فتمنيناها.
المعنى: لو وسّع اللّه الرزق على عباده، ومنحهم فوق حاجتهم، لحملهم ذلك على البغي والطغيان، وعصوا في الأرض، كما حدث من قارون وفرعون، ولكنه تعالى ينزّل الرزق لعباده بتقدير معين، على حسب مشيئته، وبمقتضى حكمته، إنه سبحانه خبير بأحوال عباده، بصير بما يصلحهم من توسيع الرزق وتضييقه.
هذا إعلام من اللّه تعالى: أنه لو جاء الرزق على اختيار البشر واقتراحهم، لكان سبب بغيهم وفسادهم، ولكنه عز وجل أعلم بالمصلحة في لكل إنسان، وله بعبيده خبرة وبصر بأخلاقهم ومصالحهم، فرب إنسان لا يصلح إلا بالفقر، وآخر بالغنى.
والغيث سبب الرزق، فينزل اللّه المطر بعد يأس الناس في وقت حاجتهم إليه، وينشر رحمته، أي المطر على الأراضي، وهو المتولي أمور أو شؤون عباده بالإحسان إليهم، وجلب النفع لهم، ودفع الشر عنهم، وهو المحمود على نعمه الكثيرة.
وكل ذلك يتم بمعيار دقيق من الإله الحكيم القدير، ومن دلائل عظمة اللّه وقدرته وسلطانه: خلق السماوات والأرض على هذا النحو البديع، وما نشر وفرّق في السماوات والأرض من الدواب المتحركة، ويشمل ذلك الملائكة والإنس والجن، وسائر أنواع الحيوان، واللّه تام القدرة على جمعهم في صعيد واحد، وحشرهم يوم القيامة.
وقد يحتجب الرزق بسبب المعاصي، وما أصابكم أيها الناس من المصائب، كالآلام والأسقام، والقحط والغرق، والصواعق والزلازل ونحوها، فإنما هي بسبب سيئات اقترفتموها، ومعاص ارتكبتموها، فهي عقوبات الذنوب وكفاراتها في الدنيا، ويعفو اللّه عن كثير من المعاصي، فلا يعاقب عليها.
جاء في الحديث الذي أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وغيرهما عن الحسن البصري: «لا يصيب ابن آدم خدش عود أو عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب، وما يعفو عنه أكثر».
ولستم أنتم أيها المذنبون الكافرون بمعجزين اللّه حيثما كنتم، ولا تتمكنون من الإفلات من العقاب، فبنو آدم عجزة قاصرون ضعفاء، وهم في قبضة القدرة الإلهية، ولا يمكنهم الفرار من طلب ربهم.
ومن آيات قدرة اللّه وسلطانه: إجراء السفن السائرة في البحار كالجبال، سواء أكانت شراعية أم بخارية أم كهربائية أم ذرية، وإن يرد اللّه إيقاف السفن الجارية، يجعل الرياح ساكنة، والطاقة متعطلة، فتصبح السفن ثوابت رواكد على ظهر البحر، لا تسير ولا تتحرك، إن في أمر إجراء السفن في أعالي الموج والماء لدلالة عظيمة على قدرته تعالى، لمن كان كثير الصبر على الشدائد وعلى طاعة اللّه، كثير الشكر على النعمة. وإن يشأ اللّه يهلك أو يتلف السفن بالغرق بما كسب ركابها من البشر، أي بذنوب البشر، ويعف عن كثير من ذنوبهم، أو عن كثير منهم، فينجيهم من الغرق، ويعلم اللّه الذين ينازعون في آيات اللّه، ويكذبونها، ولا يتمكن أحد من الفرار أو المهرب أو النجاة من عذاب اللّه.
وما أروع ما عقب اللّه تعالى على هذه الآيات: وهو التحذير من الاغترار في الدنيا، فما أعطيتم من الغنى والسعة في الرزق والجاه والسلطان، فإنما هو متاع قليل في الدنيا، وما عند اللّه من ثواب الطاعة ونعيم الجنة خير من متاع الدنيا، وأبقى وأدوم، لأنه لا ينقطع ولا ينقص، أما متاع الدنيا: فهو ينقطع أو ينقص بسرعة، وبقاؤه لأهل الإيمان الصحيح بالله ورسوله، وعلى ربهم يعتمدون في كل شؤونهم.
قال علي رضي اللّه عنه: تصدّق أبو بكر رضي اللّه عنه بماله كله، فلامه جمع، فنزلت الآية: {فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ}.
جاء في الحديث أنه أنفق ثمانين ألفا.
صفات أهل الجنة:
لم يترك القرآن الكريم شيئا إلا أوضحه وأعلنه، فذكر صفات أهل النار وأسباب استحقاقهم للعذاب، وذكر صفات أهل الجنة وما أهّلهم للنعيم والثواب، وهذه الصفات الطيبة: هي الإيمان بالله إلها واحدا، والتوكل عليه بعد اتخاذ الأسباب، واجتناب الكبائر من الذنوب والعفو عند المقدرة، وإطاعة اللّه وترك نواهيه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والتشاور في الأمور كلها، والشجاعة والقوة في استرداد الحقوق المغتصبة، وقد نصت الآيات الكريمة الآتية على هذه الصفات، لضرورة الاتصاف بها، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال