سورة الشورى / الآية رقم 44 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنْ آيَاتِهِ الجَوَارِ فِي البَحْرِ كَالأَعْلامِ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ

الشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورىالشورى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (45) وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46)} [الشورى: 42/ 44- 46].
هذا تبيان حال الكفرة الذين اختاروا الكفر على الإيمان ومالوا إليه، فأضلهم اللّه تعالى، وتركهم يتيهون في وهاد الضلال، لفقد استعدادهم للإيمان، ومن يضله اللّه، فما له من أحد يتولى هدايته ونصره، أو إنقاذه إلى طريق الهدى والرشاد. وقوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} بيان أنه لا يقع شيء في الكون، من الهدى والضلال وغيرهما إلا بإرادة اللّه ومشيئته، حتى لا يوصف بالعجز. وليس في هذا القول إجبار على الضلال، وإنما بيان من علم اللّه أنه يختار الضلال، فيزيده اللّه ضلالا.
وأحوال هؤلاء الضالين الظالمين في الآخرة معقدة وشائكة وأهمها ستة:
- ترى: الرؤية هنا رؤية عين، أي تبصر أيها الإنسان المشركين الكافرين بالله، المكذبين بالبعث، حين نظروا إلى النار، وعاينوا العذاب، يتمنون الرجوع إلى الدنيا، من أي طريق. وهذه المقالة المعبرة عن بحثهم عن سبيل النجاة: تدل على سوء ما اطلعوا عليه. والمردّ: موضع الرد إلى الدنيا، قاصدين بذلك استدراك العمل والإيمان.
- وتبصرهم أيضا يعرضون على النار، وهم خائفون أذلاء، يسارقون النظر إليها من شدة الخوف، فقوله تعالى: {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} أي قليل، والطرف هنا مصدر، أي يطرف طرفا خفيا.
- وقال أهل الإيمان يوم القيامة حين رأوا الكافرين على هذه الحال: إن أهل الخسارة الكبرى: هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم، بدخول النار، والخلود فيها، خسروا أنفسهم بصيرورتهم معذبين في النار، وخسروا أهليهم لأنهم تسببوا في تعذيبهم.
- ألا إن الكافرين في عذاب دائم لا ينتهي، ولا يخرجون منه. وهذا إما من قول المؤمنين، حكاه اللّه تعالى، أو استئناف من قول اللّه تعالى، وإخبار لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم بما يؤول إليه مصير الضالين المكذبين.
- وليس للظالمين أعوان وأنصار من غير اللّه، ينقذونهم مما هم فيه من العذاب.
ثم أكد اللّه تعالى اليأس من نجاتهم بقوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} والمعنى: ليس للكافرين أعوان وأنصار من غير اللّه، ينقذونهم مما هم فيه من العذاب، وهذا إنحاء على الأصنام والأوثان التي أظهر الكفار ولايتها، واعتقدوا ذلك دينا، والمراد: فما لهم يوالون هذه التي لا تضر ولا تنفع، ولكن من يضلل اللّه فماله من سبيل هدى ونجاة، أي من يحجب اللّه عنه توفيقه إلى الإيمان، بسبب علم اللّه السابق بما سيختاره ويقترفه من الآثام، فلا طريق له إلى النجاة والجنة. ولا غرابة في وقوع تلك الظواهر، لأنهم قوم ضالون منحرفون عن سبيل الإيمان والحق.
هذا وصف دقيق لسوء أحوال الظالمين الكافرين الذين اختاروا الشرك والوثنية:
قلق وحيرة، وحسرة وندامة، والتماس طريق النجاة باقتراح العودة إلى الدنيا، ويتملكهم الخوف والذعر الشديد، ويلحقهم الذل والهوان والتحقير، ويبحثون عن النصراء والأعوان لإنقاذهم من عذاب اللّه فلا يسعفهم أحد، إذ إنه ليس للأصنام المعبودة، ولا لبعض المتألهين، أي شفاعة أو مجال ينفعون به غيرهم، لأن الأمر كله بيد اللّه، وتخيب المساعي كلها في الإنقاذ، لأن عالم الآخرة عالم الحساب، والقضاء، وتنفيذ الأحكام، ولا يقبل من أحد العذر أو التأسف أو الندم، فقد كان مجال هذا في الدنيا، فهي دار التكليف والاختبار، أما الآخرة: فهي دار القرار النهائي، ومقر إصدار الأحكام الإلهية، وتنفيذها من غير اعتراض ولا أمل في نقض حكم أو تغيير قضاء.
الاستجابة لأمر اللّه تعالى:
وجّه اللّه تعالى في قرآنه الناس جميعا إلى المبادرة للإيمان، والإجابة لما يحيي القلوب، ويضيء النفوس، وينقذ الإنسان من عواقب الهلاك، والشر، وأسلوب التوجيه متعدد، ومتنوع، بالترغيب مرة، والترهيب مرة أخرى، والإطماع بجنان الخلد، والتحذير من أهوال القيامة والحساب الشديد، وبيان تقلب النفس، تفرح عند الرحمة الإلهية، وتجحد النعمة عند التعرض لمصيبة، وإدراك أن ملك السماوات والأرض بيد اللّه وحده، يهب الذرية للإنسان بحسب مشيئته وعلمه وحكمته، وقد يمنعها عنه، مع أن اللّه قدير على كل شيء، وهذه الآيات تبين مدى إجابة الإنسان لدعوة اللّه:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال