سورة الزخرف / الآية رقم 6 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حـم وَالْكِتَابِ المُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

الشورىالشورىالشورىالشورىالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{حم} {والكتاب المبين} {إِنَّا جعلناه قُرْءاناً عَرَبِيّاً} أقسم بالقرآن على أنه جعله قرآناً عربياً، وهو من البدائع لتناسب القسم والمقسم عليه كقول أبي تمام:
وَثَنَايَاكَ أَنَّهَا إِغْرِيضُ ***
ولعل إقسام الله بالأشياء استشهاد بما فيها من الدلالة على المقسم عليه، وبالقرآن من حيث أنه معجز مبين لطرق الهدى وما يحتاج إليه في الديانة، أو بين للعرب ما يدل على أنه تعالى صيره كذلك {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} لكي تفهموا معانيه.
{وَإِنَّهُ} عطف على انا، وقرأ حمزة والكسائي بالكسر على الاستئناف. {فِى أُمّ الكتاب} في اللوح المحفوظ فإنه أصل الكتب السماوية، وقرئ أم الكتاب بالكسر. {لَدَيْنَا} محفوظاً عندنا عن التغيير. {لَّعَليٌّ} رفيع الشأن في الكتب لكونه معجزاً من بينها. {حَكِيمٌ} ذو حكمة بالغة، أو محكم لا ينسخه غيره. وهما خبران لأن {وَفِى أُمِّ الكتاب} متعلق ب {لَّعَليٌّ} واللام لا تمنعه، أو حال منه و{لَدَيْنَا} بدل منه أو حال من {أُمِّ الكتاب}.
{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحاً} أفنذوده ونبعده عنكم مجاز من قولهم: ضرب الغرائب عن الحوض، قال طرفة:
اضْرِبْ عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا *** ضَرْبكَ بِالسَّيْفِ قَوْنَس الفَرَسِ
والفاء للعطف على محذوف أي انهملكم فنضرب {عَنكُمُ الذكر}، و{صَفْحاً} مصدر من غير لفظه فإن تنحية الذكر عنهم إعراض أو مفعول له أو حال بمعنى صافحين، وأصله أن تولي الشيء صفحة عنقك. وقيل إنه بمعنى الجانب فيكون ظرفاً ويؤيده أنه قرئ: {صَُفْحاً} بالضم، وحينئذ يحتمل أن يكون تخفيف صفح جمع صفوح بمعنى صافحين، والمراد إنكار أن يكون الأمر على خلاف ما ذكر من إنزال الكتاب على لغتهم ليفهموه. {أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ} أي لأن كنتم، وهو في الحقيقة علة مقتضية لترك الإِعراض عنهم، وقرأ نافع وحمزة والكسائي {إن} بالكسر على أن الجملة شرطية مخرجة للمحقق مخرج المشكوك استجهالاً لهم، وما قبلها دليل الجزاء.
{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِى الأولين} {وَمَا يَأْتِيهِم مّنْ نَّبِيٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ} تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن استهزاء قومه.
{فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً} أي من القوم المسرفين لأنه صرف الخطاب عنهم إلى الرسول مخبراً عنهم. {ومضى مَثَلُ الأولين} وسلف في القرآن قصتهم العجيبة، وفيه وعد للرسول ووعيد لهم بمثل ما جرى على الأولين.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العزيز العليم} لعله لازم مقولهم أو ما دل عليه إجمالاً أقيم مقامه تقريراً لإِلزام الحجة عليهم، فكأنهم قالوا: {الله} كما حكي عنهم في مواضع أخر وهو الذي من صفته ما سرد من الصفات، ويجوز أن يكون مقولهم وما بعده استئناف {الذى جَعَلَ لَكُمُ الأرض مَهْداً} فتستقرون فيها وقرئ غير الكوفيين {مهاداً} بالإلف.
{وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً} تسلكونها. {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} لكي تهتدوا إلى مقاصدكم، أو إلى حكمة الصانع بالنظر في ذلك.
{والذى نَزَّلَ مِنَ السماء مَاءً بِقَدَرٍ} بمقدار ينفع ولا يضر. {فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً} مال عنه الماء. وتذكيره لأن البلدة بمعنى البلد والمكان. {كذلك} مثل ذلك الإِنشار. {تُخْرَجُونَ} تنشرون من قبوركم، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {تخْرَجُونَ} بفتح التاء وضم الراء.
{والذى خَلَقَ الأزواج كُلَّهَا} أصناف المخلوقات. {وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ} ما تركبونه على تغليب المتعدي بنفسه على المتعدي بغيره إذ يقال: ركبت الدابة وركبت في السفينة، أو المخلوق للركوب على المصنوع له أو الغالب على النادر ولذلك قال: {لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ} أي ظهور ما تركبون وجمعه للمعنى. {ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبّكُمْ إِذَا استويتم عَلَيْهِ} تذكروها بقلوبكم معترفين بها حامدين عليها. {وَتَقُولُواْ سبحان الذى سَخَّرَ لَنَا هذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} مطيقين من أقرن الشيء إذا أطاقه، وأصله وجد قرينته إذ الصعب لا يكون قرينة الضعيف. وقرئ بالتشديد والمعنى واحد. وعنه عليه الصلاة والسلام: «أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال: {بسم الله} فإذا استوى على الدابة قال: الحمد لله على كل حال» {سبحان الذى سَخَّرَ لَنَا هذا} إلى قوله: {وَإِنَّا إلى رَبّنَا لَمُنقَلِبُونَ} أي راجعون، واتصاله بذلك لأن الركوب للتنقل والنقلة العظمى هو الانقلاب إلى الله تعالى، أو لأنه مخطر فينبغي للراكب أن لا يغفل عنه ويستعد للقاء الله تعالى.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال