سورة الزخرف / الآية رقم 18 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَداًّ وَهُوَ كَظِيمٌ أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ

الزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (19) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)} [الزخرف: 43/ 15- 25].
هذه ألوان من تناقضات المشركين وأباطيلهم، فإنهم على الرغم من إقرارهم بألوهية اللّه وأنه خالق الأرض والسماء، نسبوا له من عباده ولدا، فقالوا: الملائكة بنات اللّه، إن الإنسان جحود نعمة ربه، بيّن الجحود، والجحود من أبين الكذب، وقوله: {إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ} أتى بلفظ الجنس العام، والمراد: بعض الإنسان، وهو هؤلاء المشركون الجاعلون الملائكة بنات اللّه. وجحودهم بهذا السخف الخالي من الحجة، فالله هو خالق كل شيء، فكيف ينسب إليه شيء من مخلوقاته؟ وذلك يتنافى مع كمال اللّه عز وجل وتنزيهه عن مشابهة الحوادث. وهم قد زعموا أن كل العباد ليس لله، بل بعضها لله، وبعضها للشركاء، فالآية لإنكار الشريك لله.
لذا أنكر اللّه تعالى على هؤلاء أشد الإنكار باتخاذ ولد للّه، وكيف يصح أن يتخذ لنفسه من خلقه البنات أضعف الجنسين، ويختار لعباده الأفضل وهو الذكور؟ وهذا يعني أن اللّه تعالى جعل لنفسه المفضول من الصنفين، وللناس الفاضل منهما، مع أن اللّه تعالى هو الخالق لكل شيء.
ومما ينكر على المشركين أيضا: تشاؤمهم من الأنثى، فإذا بشّر أحدهم بها، أنف من ذلك واغتم، وامتلأ غيظا وكربا، وتغيّر وجهه، فكيف يأنفون من البنات، ثم ينسبونها إلى اللّه عز وجل؟! وأكد اللّه هذا الإنكار عليهم، في أنه كيف يجعل لله من الولد من صفته أن يتربى في حليّ الذهب والفضة والزينة والنعمة، وكان في الجدال عاجز البيان، عيي اللسان، لا يقدر على الجدال وإقامة الحجة؟ وهذا دليل على رقة المرأة وضعفها، وغلبة عاطفتها عليها.
ومن مفتريات المشركين: أنهم حكموا بأن الملائكة إناث، ترتيبا على قولهم السابق: الملائكة بنات اللّه، فأنكر اللّه عليهم ورد إفكهم وقولهم بأنه: هل حضروا خلق اللّه للملائكة حتى يشهدوا بأنهم إناث؟ ستكتب وتدوّن شهادتهم الباطلة الزور بذلك في صحف أعمالهم، لمجازاتهم على ذلك، وسؤالهم عنها يوم القيامة.
ومن افتراءات المشركين أنهم قالوا: لو أراد اللّه ما عبدنا هؤلاء الملائكة، أي إنهم نسبوا عبادة الملائكة لمشيئة اللّه، والواقع أن المشيئة الحاصلة لا تستلزم الأمر، واللّه لا يأمر إلا بالخير، فرد اللّه عليهم: ليس لهم أي دليل علمي على صحة قولهم وحجتهم، وما هم إلا يكذبون فيما قالوا ويتقولون، ويظنون ظنا باطلا. ثم أبطل اللّه تعالى قولهم بالمطالبة بالدليل النقلي: هل أعطيناهم كتابا قبل القرآن ينطق بما يدّعون، ويتمسكون به ويحتجون به؟ ليس الأمر كذلك إطلاقا.
نزلت هذه الآية: {بَلْ قالُوا} كما ذكر مقاتل في الوليد بن المغيرة وأبي سفيان وأبي جهل وعتبة وشيبة ابني ربيعة من قريش، قالوا هذا القول.
ولا حجة لهم إلا تقليد الآباء والأجداد، فإنهم قالوا: لقد وجدنا آباءنا على هذه الطريقة والمذهب في عبادة الأصنام، وإنا سائرون على منهاجهم، ومتبعون آثارهم.
والتقليد الباطل أو الأعمى قديم، فمثل ما أرسلنا إليك أيها الرسول أرسلنا إلى من قبلك، فجوبهوا بمثل هذا، وقال المترفون المنعمون: وهم قادة القوم لرسولهم المرسل إليهم لتخويفهم من بأس اللّه وعذابه: إنا وجدنا آباءنا على هذه الملة أو الطريقة والدين، وإنا على مذهبهم سائرون، ولطريقتهم متبعون.
وعبر هنا بكلمة (مقتدون) لإفادة مجرد الاتباع، وفي الآية السابقة (مهتدون) لإفادة ادعاء الهداية. وهذا يدل على أن التقليد في العقيدة والعبادة ضلال.
وكان جواب الرسل لأقوامهم عن التقليد: أتتبعون آباءكم، ولو جئناكم بدين أهدى من دين آبائكم؟ فأجابوهم معلنين كفرهم صراحة: لا نعمل برسالاتكم، ولا سمع ولا طاعة لكم، وإنا جاحدون منكرون ما أرسلتم به.
فلم يكن بعد الإصرار على الكفر إلا أن انتقم اللّه من الأمم المكذبة للرسل بأنواع العذاب، كقوم نوح وعاد وثمود، فانظر أيها المخاطب العاقل: كيف كان مصير المكذبين رسلهم، كيف بادوا وهلكوا، وآثارهم موجودة للعبرة والنظر.
إنكار النبوة وحقارة الدنيا:
من افتراءات المشركين وتناقضاتهم في التقليد الأعمى وغيره: أنهم يقلدون في عبادة الأصنام، ولا يقلدون أبا العرب إبراهيم عليه السّلام في عقيدة التوحيد، وأنهم يطيعون الشيطان ويتلهون بمتاع الدنيا عن كلمة التوحيد، ويصفون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأنه ساحر كذاب، منكرين نبوته، ويدّعون أن الأحق بالنبوة: الزعيم الشريف، والثري الكبير، وصاحب النفوذ. ولكنهم في كل ذلك مخطئون، فإن معايير اختيار النبي ليست كمعايير الدنيا، فاصطفاء النبي يكون بالقيم الثابتة الأدبية والروحانية والمقومات العالية عند الإنسان، والدنيا ومتاعها حقير، فليست دليلا على السمو والتفوق، والآخرة خير وأولى، وصف اللّه تعالى هذه الأحوال في الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال