سورة الزخرف / الآية رقم 35 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي العَذَابِ مُشْتَرِكُونَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي العُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ

الزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرفالزخرف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (30) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)} [الزخرف: 43/ 26- 35].
لقد تبرأ إبراهيم الخليل عليه السّلام من تقليد الآباء في الدين، فاذكر أيها الرسول لقومك قريش المقلّدين للآباء: لم لم يقلدوا أباهم إبراهيم الذي تبرأ مما يعبد أبوه (آزر) وقومه من الأصنام، ودعا إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، قائلا: لا أعبد إلا الذي فطرني، أي خلقني، فإنه تعالى سيرشدني إلى الحق وإلى صراط مستقيم.
وكانوا يعرفون اللّه تعالى ويعظمونه، إلا أنهم كانوا يشركون معه أصنامهم، فكأن إبراهيم قال لهم: أنا لا أوافقكم إلا على عبادة اللّه الفاطر، أي الخالق.
وجعل إبراهيم عليه السّلام كلمة التوحيد: وهي عبادة اللّه وحده، ونبذ عبادة الأوثان هي الكلمة الباقية الدائمة في ذريته، يقتدي به فيها من هداه اللّه تعالى منهم، ورجاء أن يرجع إليها من أشرك منهم كأهل مكة. والعقب: الذرية وأولاد الأولاد.
لكن هؤلاء القرشيين ممن بقيت الكلمة فيهم، متّعهم اللّه تعالى بطول العمر وسعة الرزق، هم وآباؤهم، فاغتروا بالمهلة وإطالة العمر وتوافر النعمة، إلى أن جاءهم الحق: وهو القرآن الكريم، والرسول الذي أبان الحق، وأوضح مبدأ التوحيد بالحجة الساطعة.
ثم تمادوا في ضلالهم، فأخبر اللّه تعالى على سبيل التوبيخ والتقريع بأنهم قالوا عن القرآن: هذا سحر، وأنهم كفروا به، وصفوا القرآن بالسحر لأنه يفرّق بين المرء وولده وزوجه، فيؤمن بعضهم ويبقى الآخر كافرا، فهو في زعمهم كالسحر، ولم يدروا أن المؤمن المفارق بالقرآن يفارق عن بصيرة في الدين، والمفارق بالسحر يفارق عن خلل في الدين.
ثم أخبر اللّه تعالى عن معيار الوثنيين في اختيار النبي، فقالوا: هلا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل مكة أو الطائف، وهما الوليد بن المغيرة ريحانة قريش، ومسعود بن عروة الثقفي زعيم ثقيف، فكل منهما عظيم المال والجاه.
فرد اللّه تعالى عليهم بثلاثة أوجه: أولها: أيجوز لهم أن يقسموا رحمة ربك وهي النبوة، فيختاروا لها من يريدون؟ نحن الذين نقسم الأرزاق والحظوظ بين العباد في الدنيا، ونرفع درجة بعضهم على بعض في القوة والضعف، والعلم والجهل، والغنى والفقر، ليتمكنوا من تسيير شؤون الحياة، فيسخّر بعضهم بعضا في العمل وقضاء الحوائج، بالاستخدام أو الاستئجار، وثانيها: ما أعده اللّه لعباده الصالحين في الآخرة هو خير مما يجمعونه من الأموال وسائر متاع الدنيا، قال قتادة والسدّي:
يعني الجنة، أي في الآخرة، والرحمة في الدنيا: بالهداية والإيمان خير من كل مال.
وهذا اللفظ تحقير للدنيا.
نزلت هذه الآية: {وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ... أَهُمْ يَقْسِمُونَ} كما روى ابن المنذر عن قتادة في الوليد بن المغيرة- وكان يسمى ريحانة قريش- لو كان ما يقوله محمد حقا، لنزل علي أو على أبي مسعود (عروة بن مسعود الثقفي) فقال اللّه تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} يعني النبوة، فيضعونها حيث شاؤوا؟
وثالث الأوجه: خشية أن يكون الناس كلهم على ملة الكفر، تأثرا بالدنيا، لأعطينا الكفار ثروات طائلة، وجعلنا سقوف بيوتهم ومصاعدهم وأبوابهم وأسرّتهم التي يتكئون عليها من فضة خالصة، ومن الذهب والزينة المزخرفة، ولكن ليس كل ذلك إلا شيئا يتمتع به تمتعا قليلا في الدنيا، لأنها زائلة قصيرة الأجل، والآخرة بألوان نعيمها مخصصة لأهل التقوى: الذين يتقون الشرك والمعاصي، ويؤمنون بالله وحده، ويعملون بطاعته، فإنها الباقية التي لا تفنى، وذات النعيم الدائم الذي لا يزول. فقوله تعالى: {أُمَّةً واحِدَةً} معناه في الكفر.
الإعراض عن شرع اللّه تعالى:
إن من آفات الاغترار بالدنيا وحب المال: الإعراض عن شرع اللّه تعالى وعما ذكّر به الرحمن عباده، وهذا يستوجب العقاب على الكفر، ويجعل المعرضين عن ذكر اللّه موصوفين بالصمم والعمى، لكونهم في ضلال مبين. ولم يقدّر هؤلاء المغترون بالدنيا من عرب قريش منزلة القرآن الكريم الذي هو سبب لرفعة النبي وقومه. وتخليد سمعتهم، ولسوف يحاسبهم اللّه تعالى عن إهمال القرآن، وترك التوحيد وعبادة اللّه.
والدعوة إلى كلمة التوحيد ونبذ عبادة الأصنام ليست مختصة بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم، بل كل الأنبياء والرسل كانوا مجتمعين على إنكار الوثنية وعبادة الأصنام، وقد حذّر القرآن الكريم هؤلاء وأمثالهم من عاقبة الإعراض عن دينه، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال