سورة الجاثية / الآية رقم 19 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العَالَمِينَ وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ

الجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثيةالجاثية




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (16) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (22)} [الجاثية: 45/ 16- 22].
المعنى: تالله، لقد آتينا الإسرائيليين كتاب التوراة، والسنّة والفقه والقضاء، وما تكرر فيهم من الأنبياء عليهم السّلام كموسى وهارون، ورزقناهم من المستلذّات الحلال، لتتم النعمة ويحسن تعدادها، مثل المن والسلوى وطيبات الشام بعد، إذ هي الأرض المباركة، وفضلناهم على عالم زمانهم. وآتيناهم بينات من الأمر، أي الوحي الذي فصّلت به لهم الأمور، ولكنهم لم يشكروا هذه النعم الست، بل اختلفوا في أمر الدين وأخطئوا، فلم يكن اختلافهم اجتهادا في طلب الصواب، حتى يعذروا في الاختلاف، وإنما اختلفوا بغيا وظلما بينهم، بعد أن تبينوا الحقائق، فتوعدهم اللّه تعالى بوقف أمرهم على قضائه بينهم يوم القيامة، فإن اللّه سيفصل بينهم بحكمه العدل يوم القيامة، في شأن اختلافهم في أمر الدين، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، ويبين المحق من المبطل، وفي هذا تحذير للمسلمين أن يختلفوا كاختلاف بني إسرائيل.
وأعقب اللّه تعالى بعد شريعة موسى عليه السّلام شريعة النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، فإياك أيها النبي من الاختلاف، واتبع شريعتك المنزلة عليك: وهي المشتملة على الفرائض والحدود والأمر والنهي، وهي من جملة أمر اللّه المشتمل على الأوامر والنواهي، ولا تتبع ما لا حجة فيه من أهواء الجهال المشركين، الذين لا يعلمون توحيد اللّه وشرائعه. والذين لا يعلمون: هم الكفار الذين كانوا يريدون صرف محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إلى إرادتهم.
إن هؤلاء الكفار المشركين الجهلة، لن يدفعوا عنك من اللّه شيئا أراده بك، إن اتبعت أهواءهم، وخالفت شريعتك.
ثم حقّر اللّه تعالى شأن الظالمين، مشيرا بذلك إلى كفّار قريش، فإنهم يتولى بعضهم بعضا، والمتقون: يتولاهم اللّه عز وجل، فخرجوا عن ولاية اللّه تعالى وعونه ونصره، وتبرأت منهم، ووكل اللّه تعالى بعضهم إلى بعض.
وهذا القرآن بصائر للناس، أي معتقدات وثيقة منوّرة للناس طريقهم، وهادية إلى الجنة كل من عمل بها، ورحمة من اللّه وعذابه في الدنيا والآخرة، لقوم يوقنون بصحة الشرع وتعظيم ما فيه.
بل ظن الذين اقترفوا الآثام والمعاصي في الدنيا، وكفروا بالله ورسله، وعبدوا غيره، أن نجعلهم كالذين صدّقوا بالله ورسله، وعملوا الأعمال الصالحة من إقامة الفرائض، واجتناب المحارم، بأن نسوي بينهم في الجزاء والثواب في الدنيا والآخرة، وأن محياهم ومماتهم سواء، فلا يستوي الفريقان حياة وموتا، ثوابا وعقابا، لأن المحسنين عاشوا على الطاعة، وأولئك المشركون عاشوا على المعصية، إن زعموا ذلك، ساء الحكم حكمهم، وبئس القرار قرارهم.
نزلت هذه الآية في علي وحمزة وأبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنهم، وفي ثلاثة من المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، قالوا للمؤمنين: واللّه ما أنتم على شيء، ولو كان ما تقولون حقا، لكان حالنا أفضل من حالكم في الآخرة، كما أنا أفضل حالا منكم في الدنيا، فأنكر اللّه عليهم هذا الكلام.
والدليل على صحة مبدأ التفاوت في الآخرة وحكم اللّه بين المحسنين والمسيئين:
أن اللّه تعالى خلق أو أبدع السماوات والأرض بالحق المقتضي للعدل بين الناس، فلو لم يوجد البعث والحساب والجزاء، لما كان ذلك الخلق بالحق، بل كان بالباطل، ومن العدل: اختلاف الجزاء بين المحسن والمسيء، فتجزى كل نفس بما قدمت، من عمل صالح أو سيئ، وهم لا يظلمون شيئا بنقص ثواب أو زيادة عقاب.
الوثنية وإنكار البعث:
للمشركين الوثنيين سيئات كثيرة، ومآخذ وعيوب عديدة، من أخطرها عبادة الأصنام، عملا بالهوى والشهوة، وإنكارهم البعث، وقولهم: ما يهلكنا إلا الدهر، أو الليل والنهار، وبعدهم عن الحق والخير، بسبب كفرهم وعنادهم، واعتمادهم على الأوهام والتخمينات، والتقليد الأعمى، فنبههم القرآن الكريم إلى أدلة قدرة اللّه وتوحيده، وإمكانه إحياء الناس مرة أخرى، وإلى حسابهم وجزائهم على ضلالهم، ومفاجأتهم بصحائفهم المدوّن فيها أعمالهم وعقائدهم، بالحق والعدل، دون زيادة أو نقص، لتكون شاهدة عليهم، وهذا بيان القرآن لأحوالهم:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال