سورة البقرة / الآية رقم 38 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناًّ قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلاَ تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قَالَ يَاءَادَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِم} سمى كل شيء باسمه. {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِي أَعْلَمُ غَيْبَ السموات والأرض} أي أعلم ما غاب فيهما عنكم مما كان ومما يكون. {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} تظهرون. {وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} تسرون.
{وَإِذَا قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآِدَمَ} أي اخضعوا له وأقروا بالفضل له. عن أبي بن كعب، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كان ذلك انحناء ولم يكن خروراً على الذقن. والجمهور على أن المأمور به وضع الوجه على الأرض. وكان السجود تحية لآدم عليه السلام في الصحيح إذ لو كان لله تعالى لما امتنع عنه إبليس. وكان سجود التحية جائزاً فيما مضى ثم نسخ بقوله عليه السلام لسلمان حين أراد أن يسجد له: «لا ينبغي لمخلوق أن يسجد لأحد إلا لله تعالى».
{فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} الاستثناء متصل لأنه كان من الملائكة كذا قاله علي وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم، ولأن الأصل أن الاستثناء يكون من جنس المستثنى منه، ولهذا قال: {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} [الأعراف: 12]، وقوله: {كَانَ مِنَ الجن} [الكهف: 50] معناه صار من الجن كقوله {فَكَانَ مِنَ المغرقين} [هود: 43]. وقيل: الاستثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن بالنص وهو قول الحسن وقتادة، ولأنه خلق من نار والملائكة خلقوا من النور، ولأنه أبى وعصى واستكبر والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ولا يستكبرون عن عبادته. ولأنه قال: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي} [الكهف: 50]، ولا نسل للملائكة. وعن الجاحظ أن الجن والملائكة جنس واحد، فمن طهر منهم فهو ملك، ومن خبث فهو شيطان، ومن كان بين بين فهو جن. {أبى} امتنع مما أمر به {واستكبر} تكبر عنه. {وَكَانَ مِنَ الكافرين} وصار من الكافرين بإبائه واستكباره ورده الأمر لا بترك العمل بالأمر، لأن ترك السجود لا يخرج من الإيمان ولا يكون كفراً عند أهل السنة خلافاً للمعتزلة والخوارج، أو كان من الكافرين في علم الله أي وكان في علم الله أنه يكفر بعد إيمانه لأنه كان كافراً أبداً في علم الله وهي مسألة الموافاة.
{وَقُلْنَا ياءادم اسكن} أمر من سكن الدار يسكنها سكنى إذا أقام فيها ويقال سكن المتحرك سكوناً {أَنتَ} تأكيد للمستكن في {اسكن} ليصح عطف {وَزَوْجُكَ} عليه {الجنة} هي جنة الخلد التي وعدت للمتقين للنقل المشهور واللام للتعريف. وقالت المعتزلة: كانت بستاناً باليمن لأن الجنة لا تكليف فيها ولا خروج عنها. قلنا: إنما لا يخرج منها من دخلها جزاء. وقد دخل النبي عليه السلام ليلة المعراج ثم خرج منها، وأهل الجنة يكلفون المعرفة والتوحيد.
{وَكُلاَ مِنْهَا} من ثمارها فحذف المضاف. {رَغَدًا} وصف للمصدر أي أكلاً رغداً واسعاً {حَيْثُ شِئْتُمَا} شئتما وبابه بغير همز: أبو عمرو. وحيث للمكان المبهم أي أيَّ مكان من الجنة شئتما {وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة} أي الحنطة. ولذا قيل: كيف لا يعصي الإنسان وقوته من شجرة العصيان، أو الكرمة لأنها أصل كل فتنة، أو التينة. {فَتَكُونَا} جزم عطف على {تقربا} أو نصب جواب للنهي. {مِنَ الظالمين} من الذين ظلموا أنفسهم أو من الضارين أنفسهم. {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا} أي عن الشجرة، أي فحملهما الشيطان على الزلة بسببها. وتحقيقه فأصدر الشيطان زلتهما عنها أو فأزلهما عن الجنة بمعنى أذهبهما عنها وأبعدهما. {فأزالهما} حمزة. وزلة آدم بالخطأ في التأويل إما بحمل النهي على التنزيه دون التحريم، أو بحمل اللام على تعريف العهد وكأن الله تعالى أراد الجنس والأول الوجه. وهذا دليل على أنه يجوز إطلاق اسم الزلة على الأنبياء عليهم السلام كما قال مشايخ بخارى. فإنه اسم الفعل يقع على خلاف الأمر من غير قصد إلى الخلاف كزلة الماشي في الطين. وقال مشايخ سمرقند: لا يطلق اسم الزلة على أفعالهم كما لا تطلق المعصية. وإنما يقال فعلوا الفاضل وتركوا الأفضل فعوتبوا عليه. {فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} من النعيم والكرامة، أو من الجنة إن كان الضمير للشجرة في {عنها}. وقد توصل إلى إزلالهما بعدما قيل له {فاخرج منها فإنك رجيم} لأنه منع عن دخولها على جهة التكرمة كدخول الملائكة لا عن دخولها على جهة الوسوسة ابتلاء لآدم وحواء. وروي أنه أراد الدخول فمنعته الخزنة فدخل في فم الحية حتى دخلت به. وقيل: قام عند الباب فنادى. {وَقُلْنَا اهبطوا} الهبوط النزول إلى الأرض. والخطاب لآدم وحواء وإبليس وقيل والحية والصحيح لآدم وحواء. والمراد هما وذريتهما لأنهما لما كانا أصل الإنس ومتشعبهم جعلا كأنهما الإنس كلهم ويدل عليه قوله تعالى: {قَالَ اهبطا مِنْهَا جَمِيعاً} [طه: 123] {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} المراد به ما عليه الناس من التباغي والتعادي وتضليل بعضهم لبعض. والجملة في موضع الحال من الواو في {اهبطوا} أي اهبطوا متعادين. {وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ} موضع استقرار أو استقرار. {ومتاع} وتمتع بالعيش. {إلى حِينٍ} إلى يوم القيامة أو إلى الموت. قال إبراهيم بن أدهم: أورثتنا تلك الأكلة حزناً طويلاً.
{فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} أي استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها. وبنصب {آدم} ورفع {كلمات}: مكي على أنها استقبلته بأن بلغته واتصلت به وهنا قوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين} [الأعراف: 23]. وفيه موعظة لذريتهما حيث عرفوا كيفية السبيل إلى التنصل من الذنوب.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن أحب الكلام إلى الله تعالى ما قاله أبونا آدم حين اقترف الخطيئة: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يا رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى. قال: يا رب ألم تنفخ فيَّ من روحك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ ألم تسكنى جنتك؟ وهو تعالى يقول: بلى بلى. قال: فلم أخرجتني من الجنة؟ قال: بشؤم معصيتك. قال: فلو تبت أراجعي أنت إليها؟ قال: نعم {فَتَابَ عَلَيْهِ} فرجع عليه بالرحمة والقبول. واكتفى بذكر توبة آدم لأن حواء كانت تبعاً له، وقد طوى ذكر النساء في أكثر القرآن والسنة لذلك. {إِنَّهُ هُوَ التواب} الكثير القبول للتوبة. {الرحيم} على عباده. {قُلْنَا اهبطوا مِنْهَا جَمِيعًا} حال أي مجتمعين. وكرر الأمر بالهبوط للتأكيد، أو لأن الهبوط الأول من الجنة إلى السماء والثاني من السماء إلى الأرض، أو لما نيط به من زيادة قوله. {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى} أي رسول أبعثه إليكم، أو كتاب أنزله عليكم بدليل قوله تعالى: {والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا} في مقابلة قوله {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ} أي بالقبول والإيمان به. {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} في المستقبل {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} على ما خلفوا. والشرط الثاني مع جوابه جواب الشرط الأول كقولك (إن جئتني فإن قدرت أحسنت إليك). {فلا خوفَ} بالفتح في كل القرآن: يعقوب.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال