سورة آل عمران / الآية رقم 160 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

آل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمران




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)} [آل عمران: 3/ 159- 160].
اشتملت هذه الآيات على مقومات نجاح الدعوة النبوية وأصول الحكم الإسلامي ومنهج التعامل مع الناس. وأول هذه المقومات: إلانة قلب النبي ورحمته الشاملة بالناس، فالله تعالى جعل نبيه سهل المعاملة، ليّن الكلام والإرشاد، شديد العطف، إذ لو كان شديد النفس غليظ القلب، لانفض الناس من حوله، ولكن اللّه جعله رحمة مهداة للعالمين: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107)} [الأنبياء: 21/ 107].
وجعله المثل الأعلى الكامل في الخلق والمعاملة، حتى امتدحه ربه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 68/ 4].
ومن هذه المقومات التي أمر اللّه بها نبيه: أن يعفو ويصفح عن أخطاء قومه، فلا يجازيهم على معاملتهم السيئة له، وإنما يقابل الإساءة بالإحسان، ويستغفر اللّه لهم فيما وقعوا به من تبعات وأخطاء.
ومن مقومات الإسلام ودعوته: الشورى، فهي من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، ومن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، وقد مدح اللّه المؤمنين بقوله: {وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 42/ 38].
وقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار».
وقال عليه السلام: «المستشار مؤتمن».
والاستشارة مطلوبة في جميع شؤون الدنيا والدين، أما أمور الدين فالقرآن هو الحكم فيها، وأما أمور الدنيا فالعقل والتجربة والحنكة والود أساسها.
ومن مقومات العقيدة الإسلامية: التوكل على اللّه، وتفويض الأمر والشأن له، ولكن بشرط اتخاذ الأسباب، واقتران التوكل بالجد في الطاعة، والعمل والحزم وبذل الجهد بحسب مقتضى الحكمة وواقع الأمور.
ثم نبّه اللّه المؤمنين إلى عقيدة النصر بقوله: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ} أي الزموا الأمور التي أمركم بها ووعدكم النصر معها، فما النصر إلا من عند اللّه العزيز الحكيم، لأن جميع ما في الكون بتدبيره ومشيئته، وإذا خذل اللّه قوما بأن تركهم وتخلى عنهم في مواطن الحاجة والشدة، فلن يجدوا ناصرا لهم من بعده، لذا وجب عليهم أن يتوكلوا على اللّه وحده بعد اتخاذ الأسباب، لأنه لا ناصر لهم سواه، ولا معين لهم غيره، ونصر اللّه مرهون بشرط نصرة دين اللّه، لقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (7)} [محمد: 47/ 7].
إن هذه القيم الخلقية القرآنية- النبوية تعد اللبنة الأولى لبناء الأمجاد والحفاظ على حرمة الديار والبلاد، وإن تخلق النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأخلاق القرآن يعد دليلا حسيا وترجمة عملية للالتزام بالأخلاق القائمة على حماية الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة والمساواة.
بعض المقومات الإسلامية:
من المعلوم أن رسالة الإسلام رسالة إنقاذ وإصلاح للمجتمع، وغرس لمبادئ الفضيلة والخصال الكريمة في النفوس المسلمة، وإيجاد رابطة قوية ووثيقة بين الأفراد، وتنمية الشعور بالواجب، وحماية الحقوق العامة والخاصة لكل إنسان. ومن أهم هذه المبادئ والمقومات: الحفاظ على حقوق الجماعة بصون الأمانة وتحريم الخيانة، سواء من المغانم أو غيرها، واتباع ما يرضي اللّه والتزام أوامره، والبعد عما يسخط اللّه ويوجب العذاب، وليس الناس في الجنة في درجة واحدة، وإنما هم في درجات، ومهمة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم تبليغ الأحكام والشرائع لأمته، وتلاوة آيات القرآن الكريم عليها وإفهامها لهم، وتعليمهم جميع ما في القرآن، والسنة النبوية، فإذا ما امتثلوا هذه التعاليم كانوا مثال المجتمع الفاضل، وتخلصوا من مفاسد الجاهلية البدائية وضلالاتها الموروثة، وبنوا حضارة جديدة قائمة على الحق والعدل والإحسان والأخلاق الفاضلة.
قال اللّه تعالى مبينا هذه المقومات:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال