سورة محمد / الآية رقم 8 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا البَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوَهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَناًّ بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ

محمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمدمحمد




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{سَيَهْدِيهِمْ} إلى الثواب، أو سيثبت هدايتهم. {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}.
{وَيُدْخِلُهُمُ الجنة عَرَّفَهَا لَهُمْ} وقد عرفها لهم في الدنيا حتى اشتاقوا إليها فعملوا ما استحقوها به، أو بينها لهم بحيث يعلم كل واحد منزله ويهتدي إليه كأنه كان ساكنه منذ خلق، أو طيبها لهم من العرف وهو طيب الرائحة، أو حددها لهم بحيث يكون لكل جنة مفرزة.
{يَأَيُّهَا الذين ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ الله} إن تنصروا دينه ورسوله. {يَنصُرْكُمُ} على عدوكم. {وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ} في القيام بحقوق الإِسلام والمجاهدة مع الكفار.
{والذين كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ} فعثوراً لهم وانحطاطاً ونقضه لما قال الأعشى:
فالتعس أولى بها من أن أقول لَعَا ***
وانتصابه بفعله الواجب إضماره سماعاً، والجملة خبر {الذين كَفَرُواْ} أو مفسرة لناصبه. {وَأَضَلَّ أعمالهم} عطف عليه.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ الله} القرآن لما فيه من التوحيد والتكاليف المخالفة لما ألفوه واشتهته أنفسهم، وهو تخصيص وتصريح بسببه الكفر بالقرآن للتعس والإِضلال. {فَأَحْبَطَ أعمالهم} كرره إشعاراً بأنه يلزم الكفر بالقرآن ولا ينفك عنه بحال.
{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ} استأصل عليهم ما اختص بهم من أنفسهم وأهليهم وأموالهم. {وللكافرين} من وضع الظاهر موضع المضمر. {أمثالها} أمثال تلك العاقبة أو العقوبة، أو الهلكة لأن التدمير يدل عليها، أو السنة لقوله تعالى: {سُنَّةَ الله التى قَدْ خَلَتْ} {ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الذين ءامَنُواْ} ناصرهم على أعدائهم. {وَأَنَّ الكافرين لاَ مولى لَهُمْ} فيدفع العذاب عنهم وهو لا يخالف قوله: {وَرُدُّواْ إِلَى الله مولاهم الحق} فإن المولى فيه بمعنى المالك.
{إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار والذين كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ} ينتفعون بمتاع الدنيا. {وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنعام} حريصين غافلين عن العاقبة. {والنار مَثْوًى لَّهُمْ} منزل ومقام.
{وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مّن قَرْيَتِكَ التى أَخْرَجَتْكَ} على حذف المضاف وإجراء أحكامه على المضاف إليه، والإِخراج باعتبار التسبب. {أهلكناهم} بأنواع العذاب. {فَلاَ ناصر لَهُمْ} يدفع عنهم العذاب وهو كالحال المحكية.
{أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ} حجة من عنده وهو القرآن، أو ما يعمه والحجج العقلية كالنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. {كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} كالشرك والمعاصي. {واتبعوا أَهْوَاءَهُمْ} في ذلك لا شبهة لهم عليه فضلاً عن حجة.
{مَّثَلُ الجنة التى وُعِدَ المتقون} أي فيما قصصنا عليك صفتها العجيبة. وقيل مبتدأ خبره: {كَمَنْ هُوَ خالد فِى النار}، وتقدير الكلام أمثل أهل الجنة كمثل من هو خالد، أو أمثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد فعري عن حرف الإِنكار وحذف ما حذف استغناء يجري مثله تصويراً لمكابرة من يسوي بين المتمسك بالبينة والتابع للهوى، بمكابرة من يسوي بين الجنة والنار، وهو على الأول خبر محذوف تقديره: أفمن هو خالد في هذه الجنة كمن هو خالد في النار، أو بدل من قوله: {كَمَن زُيّنَ} وما بينهما اعتراض لبيان ما يمتاز به من على بينة في الآخرة تقريراً لإِنكار المساواة.
{فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاءٍ غَيْرِ ءاسِنٍ} استئناف لشرح المثل أو حال من العائد المحذوف، أو خبر لمثل و{ءاسِنٍ} من أسن الماء بالفتح إذا تغير طعمه وريحه، أو بالكسر على معنى الحدوث. وقرأ ابن كثير {أسن}. {وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} لم يصر قارصاً ولا حازراً. {وأنهار مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ للشاربين} لذيذة لا يكون فيها كراهة طعم وريح ولا غائلة سكر وخمار تأنيث لذ أو مصدر نعت به بإضمار ذات، أو تجوز وقرئت بالرفع على صفة الأنهار والنصب على العلة. {وأنهار مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} لم يخالطه الشمع وفضلات النحل وغيرها، وفي ذلك تمثيل لما يقوم مقام الأشربة في الجنة بأنواع ما يستلذ منها في الدنيا بالتجريد عما ينقصها وينغصها، والتوصيف بما يوجب غزارتها واستمرارها. {وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثمرات} صنف على هذا القياس. {وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ} عطف على الصنف المحذوف، أو مبتدأ خبره محذوف أي لهم مغفرة. {كَمَنْ هُوَ خالد فِى النار وَسُقُواْ مَاءً حَمِيماً} مكان تلك الأشربة. {فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} من فرط الحرارة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال