سورة ق / الآية رقم 11 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ق وَالْقُرْآنِ المَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الخُرُوجُ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ

ققققققققققققققق




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قوله تعالى أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (11)}
قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ} نظر اعتبار وتفكر، وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة. {كَيْفَ بَنَيْناها} فرفعناها بلا عمد {وَزَيَّنَّاها} بالنجوم {وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ} جمع فرج وهو الشق، ومنه قول امرئ القيس:
تسد به فرجها من دبر ***
وقال الكسائي: ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق. {وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ} تقدم في الرعد بيانه. {وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ} أي من كل نوع من النبات {بَهِيجٍ} أي حسن يسر الناظرين، وقد تقدم في الحج بيانه. {تَبْصِرَةً} أي جعلنا ذلك تبصرة لندل به على كمال قدرتنا.
وقال أبو حاتم: نصب على المصدر، يعني جعلنا ذلك تبصيرا وتنبيها على قدرتنا {وَذِكْرى} معطوف عليه. {لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} راجع إلى الله تعالى مفكر في قدرته. قوله تعالى: {وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ} أي من السحاب {ماءً مُبارَكاً} أي كثير البركة. {فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} التقدير: وحب النبت الحصيد وهو كل ما يحصد. هذا قول البصريين.
وقال الكوفيون: هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، كما يقال: مسجد الجامع وربيع الأول وحق اليقين وحبل الوريد ونحوها، قاله الفراء. والأصل الحب الحصيد فحذفت الالف واللام وأضيف المنعوت إلى النعت.
وقال الضحاك: حب الحصيد البر والشعير.
وقيل: كل حب يحصد ويدخر ويقتات. {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} نصب على الحال ردا على قوله: {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} و{باسِقاتٍ} حال. والباسقات الطوال، قاله مجاهد وعكرمة.
وقال قتادة وعبد الله بن شداد: بسوقها استقامتها في الطول.
وقال سعيد بن جبير:
مستويات.
وقال الحسن وعكرمة أيضا والفراء: مواقير حوامل، يقال للشاة بسقت إذا ولدت، قال الشاعر:
فلما تركنا الدار ظلت منيفة *** بقران فيه الباسقات المواقر
والأول في اللغة أكثر وأشهر، يقال بسق النخل بسوقا إذا طال. قال:
لنا خمر وليست خمر كرم *** ولكن من نتاج الباسقات
كرام في السماء ذهبن طولا *** وفات ثمارها أيدي الجناة
ويقال: بسق فلان على أصحابه أي علاهم، وأبسقت الناقة إذا وقع في ضرعها اللبن قبل النتاج فهي مبسق ونوق مباسيق.
وقال قطبة بن مالك: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ {باصقات} بالصاد، ذكره الثعلبي. قلت: الذي في صحيح مسلم عن قطبة بن مالك قال: صليت وصلي بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} حتى قرأ {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} قال فجعلت أرددها ولا أدري ما قال، إلا أنه لا يجوز إبدال الصاد من السين لأجل القاف. {لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ} الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل، يقال: طلع الطلع طلوعا وأطلعت النخلة، وطلعها كفراها قبل أن ينشق. {نَضِيدٌ} أي متراكب قد نضد بعضه على بعض.
وفي البخاري {النضيد} الكفري ما دام في أكمامه ومعناه منضود بعضه على بعض، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد. {رِزْقاً لِلْعِبادِ} أي رزقناهم رزقا، أو على معنى أنبتناها رزقا، لان الإنبات في معنى الرزق، أو على أنه مفعول له أي أنبتناها لرزقهم، والرزق ما كان مهيأ للانتفاع به. وقد تقدم القول فيه. {وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ} أي من القبور أي كما أحيا الله هذه الأرض الميتة فكذلك يخرجكم أحياء بعد موتكم، فالكاف في محل رفع على الابتداء. وقد مضى هذا المعنى في غير موضع.
وقال: {مَيْتاً} لان المقصود المكان ولو قال ميتة لجاز.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال