سورة الذاريات / الآية رقم 30 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ قُتِلَ الخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ

الذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذارياتالذاريات




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)}.
التفسير:
قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}.
مناسبة هذه الآية لما قبلها، هى أن الآيات السابقة كانت عرضا لعناد المشركين وضلالهم البعيد، المغرق في السفه والضلال، حتى مع هذه الأقسام التي أقسم اللّه بها سبحانه وتعالى، في سوق الأخبار إليهم.. فكانت الآية وما بعدها من آيات، نذيرا من النذر التي تحمل إلى هؤلاء المشركين المعاندين تهديدا بأن يلقوا مصيرا كمصير المعاندين الضالين، وهم قوم لوط.
وفى قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} انتقال بالنبيّ من هذا الجو الخالق الذي يعيش فيه مع قومه، وما يفوح منهم من ريح خبيثة، محملة بإفرازات كفرهم وضلالهم.. ففى الاستفهام دعوة للنبىّ الكريم من ربه، إلى أن يخرج من هذا الجوّ الفاسد، وأن يملأ صدره بشذا هذه الريح الطيبة التي تهب عليه من ذكرى نبىّ كريم، هو إبراهيم عليه السلام، وما كان له عند اللّه من فضل وإحسان.
وفى مجىء هذا الحديث منقطعا عما قبله، غير معطوف عليه- عزل تام له عن الحديث السابق، حتى لا يدخل عليه شيء منه، وحتى لا يطلّ عليه وجه من تلك الوجوه المنكرة، التي كان يراها النبي الكريم من قومه.
والضيف، بمعنى الضيوف، فهو يطلق على الفرد والجمع.. ومثل هذا قوله تعالى على لسان لوط مخاطبا قومه: {إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ} [68: الحجر] فهو يشير إليه إشارة الجمع {هؤلاء} كما وصفوا هنا بصفة الجمع {المكرمين} قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً.. قالَ سَلامٌ.. قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}.
{إذ} ظرف مقيّد لهذا الحديث، أو الخبر، الذي كان من الملائكة مع إبراهيم.. فالمراد بالخبر الذي يورده اللّه سبحانه وتعالى على النبي فيما كان بين الملائكة وبين إبراهيم- هو هذا الخبر الذي كان في هذا الوقت الذي دخلوا عليه فيه.
وقوله تعالى: {فَقالُوا سَلاماً} أي قالوا لإبراهيم هذه الكلمة، يجيبونه بها، ويبعثون إليه منها أمنا وسلاما، ويؤذنونه بأنهم لا يريدون به سوءا، بعد أن وقع في نفسه ما وقع، من دخولهم عليه هذا الدخول المفاجئ- من مشاعر الريبة، والخوف، وتوقع الأذى! كما يشير إلى ذلك ما جاء في قوله تعالى على لسان إبراهيم في آية أخرى: {إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} [52: الحجر].
وقوله تعالى: {قالَ سَلامٌ} هو رد إبراهيم على ضيفه، وهو رد مقتضب موجز، في مقابل تحيتهم الموجزة الخاطفة.. وهو بدل على ما وقع في نفس إبراهيم من توجس وريبة منهم.
وقوله تعالى: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}.
هى كلمة قالها إبراهيم بينه وبين نفسه، ترجمة لتوجّسه وخوفه منهم.. فإنه ما كان لنبى اللّه، وقد وصفه اللّه سبحانه وتعالى بالحلم، أن يجبه ضيفه بهذا القول، ويرمى به في وجوههم، ثم يلقاهم بهذا الإكرام والحفاوة، بما يقدم لهم من طعام طيب كريم.
قوله تعالى: {فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}.
راغ لأهله: أي مال إلى أهله، وانسرب إليهم في خفة من غير أن يكاشف ضيفه بما يريد من إكرامهم وإعداد الطعام لهم.. فذلك من شأنه أن يحرج الضيف، ويحمله على أن يطلب إلى مضيفه ألّا يفعل.
قوله تعالى: {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ}؟- هنا إيجاز حذف دلّ عليه المقام.
أي فقرّبه إليهم، فلم يمدّوا أيديهم إليه، ولم يقبلوا على الأكل منه، كما هو شأن الضيف حين يقدّم إليه.. الطعام فلما رأى ذلك منهم نكرهم، وأوجس منهم خيفة، وقال: {أَلا تَأْكُلُونَ؟}.
قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ}.
وهنا كلام محذوف أيضا.. {قال ألا تأكلون}.
فلم يأكلوا، ولم يستجيبوا لهذه الدعوة المجددة إليهم {فأوجس منهم خيفة} أي فازداد إحساسه بالخوف منهم، وقوى عنده الشعور الذي وقع في نفسه من أول دخولهم عليه، ولقائهم له.
{قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم} أي أنهم حين رأوا ما انطبع على وجه إبراهيم من أمارات التوجس والخوف، سكنوا من روعه، وقالوا له: لا تخف، ثم ألقوا إليه بهذه البشرى المسعدة، وهى أن يولد له الولد الذي كان ينتظره منذ شبابه الأول، وها هو ذا وقد بلغ من الكبر عتيّا، وأخلى يديه من هذا الأمل الذي كان يراوده، وخاصة أن امرأته كانت عقيما، ثم اجتمع مع هذا العقم تجاوزها العمر الذي تلد فيه النساء- ها هو ذا يتلقّى هذه البشرى المسعدة.
والغلام الذي بشر به هو إسحق، من زوجه سارة.. {والعليم}، مبالغة من العلم، والعلم كان صفة بارزة من صفات إسحق، كما كان الحلم الصفة البارزة في إسماعيل، كما يقول سبحانه: {فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} [101: الصافات].
قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}.
الصّرّة: الصيحة، من دهش، أو فزع.
وصكّ الوجه: لطمه تلقائيّا، عند ورود أمر عجيب، غير متوقع.
والمعنى، أن امرأة إبراهيم، حين سمعت بهذا الخبر من ضيقه، وبأنهم يحملون إليه البشرى بولد- أخذتها حال من الدّهش والعجب، فأقبلت إليهم، في ولولة وصياح وانزعاج، وقد ضربت بيديها على وجهها، ثم قالت:
{عجوز عقيم}!! فكيف يكون هذا؟ وكيف تلد العجوز؟ ثم كيف تلد من اجتمع مع شيخوختها العقم؟ إنه هذا لشىء عجيب!!.
قوله تعالى: {قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}.
أي أن هذا الذي نقوله ليس من عندنا، وإنما هو ما قاله الحق جلّ وعلا.
وهو {الحكيم} الذي يدبر الأمور بحكمته، فيقع الأمر حيث أراد، ومتى أراد.. كما أراد.
وهو {العليم}، الذي يضبط الأمور بعلمه، وبزنها ويقدّرها بحكمته.
وهذا الموقف الذي كان بين إبراهيم، وضيفه، وامرأته، لم تذكر الآيات الكريمة هنا منه، إلّا الأحداث البارزة فيه، وقد ذكر هذا الموقف في مواضع أخرى من القرآن الكريم، وكل موضع منها يمسك بالموقف كله، كاشفا عن جانب من جوانبه، مسلّطا الضوء على مقطع من مقاطعه.. فإذا نظر الناظر إلى أي موضع جاء فيه ذكر هذا الموقف في القرآن الكريم، وجد بين يديه حدثا كاملا، فإذا ضمّت هذه المواضع بعضها إلى بعض- رأى صورة مكبرة للحدث، تزداد به الصورة وضوحا.. تماما كما تفعل المصوّرة في نقل صور للشىء الواحد من أكثر من جانب، وفى أكثر من وضع..
والشيء هو الشيء، في أية صورة من تلك الصور.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال