سورة آل عمران / الآية رقم 195 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي البِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناًّ قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

آل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانآل عمرانالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (191) رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192) رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193) رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194) فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195)} [آل عمران: 3/ 190- 195].
روى ابن حبان في صحيحة وابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «هل لك يا عائشة أن تأذني لي الليلة في عبادة ربي؟» فقلت: يا رسول الله، إني لأحب قربك، وأحب هواك (أي ما تهوى وتريد) وقد أذنت لك، فقام إلى قربة من ماء في البيت، فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي، فقرأ من القرآن، وجعل يبكي حتى بلغت الدموع حقويه، ثم جلس، فحمد الله وأثنى عليه، وجعل يبكي، ثم رفع يديه، فجعل يبكي حتى رأيت دموعه قد بلّت الأرض، فأتاه بلال ليؤذن بصلاة الغداة (أي الصبح) فرآه يبكي، فقال له: يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: «يا بلال، أفلا أكون عبدا شكورا».
ثم قال: «وما لي لا أبكي؟ وقد أنزل الله علي في هذه الليلة: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ...} الآيات»، ثم قال: «ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها».
هذه الآيات ترشد إلى أدلة وجود الله سبحانه، وهي خلق السماوات والأرض، وتعاقب الليل والنهار، ففي السماء بدائع الكواكب والنجوم وأفلاكها ومداراتها، وفي الأرض خزائن الرزق من زروع وأشجار وأنهار ومعادن جامدة وسائلة، والليل والنهار يتعاقبان بانتظام، ويتفاوتان بحسب الفصول طولا وقصرا، ويختلفان نورا وظلاما، إن في هذا كله لعلامات لأولي الأبصار على وجود الله، وأولوا الأبصار: هم الذين ينظرون ويتأملون في السماء والأرض وما فيهما، ويذكرون نعم الله وفضله في كل حال من قيام وقعود واجتماع وافتراق، ويكون ذكرهم بالقلب والعقل حتى تطمئن النفس {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 13/ 28] ثم يذكرون معتقدهم باللسان، ذاكرين الله كثيرا، ومسبحين إياه بكرة وأصيلا.
ويردد هؤلاء الذاكرون وقلبهم ممتلئ خشية وعبرة: ربنا ما خلقت هذا الخلق عبثا، بل لابد لهذا الخلق من نهاية للجزاء والحساب، ربنا اصرف عنا عذاب النار بعنايتك وتوفيقك، فمن أدخلته النار فقد أهنته وأخزيته، وليس للظالمين الكافرين من أعوان ولا أنصار، ربنا إننا سمعنا رسول الهدى يدعو للإيمان، فآمنا بربنا وصدّقنا برسالة رسوله، ربنا فاغفر لنا الذنوب وكفر عنا السيئات، وأمتنا واحشرنا مع أهل البر والخير والاستقامة، واجعلنا معهم في كل أحكامهم وأفعالهم. ربنا وانصرنا على أعدائنا وأعطنا ما وعدتنا من حسن الجزاء والنصر في الدنيا والنعيم في الآخرة، فأنت الصادق الوعد الذي لا تخلف الميعاد.
فأجاب الله أدعية هؤلاء المؤمنين بأن أعطى كل عامل جزاء عمله كاملا غير منقوص، لا فرق بين ذكر وأنثى، بل العدل والمساواة التامة في الجزاء، والرجل مولود من الأنثى، والأنثى من جنس الرجل في الخلقة والتكوين، وللمهاجرين الذين تركوا الديار والأموال، وتعرضوا للأذى والقتل، وعد قاطع بتكفير سيئاتهم وغفران ذنوبهم وإدخالهم جنات النعيم، فضلا من الله ونعمة، والخلاصة أن الجزاء منوط بالعمل، ولا فرق بين الرجل والأنثى في العمل والثواب.
جزاء المؤمنين وغيرهم في الآخرة:
وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالثواب العظيم، ثم واساهم وصبّرهم على ما يتعرضون له من شدائد ومصاعب في الحياة، ليدوموا على العمل الصالح، ويستمروا على ما هم عليه من الإيمان القوي الذي لا يتأثر بالأحداث. فقال الله تعالى في أواخر سورة آل عمران:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال