سورة الواقعة / الآية رقم 32 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لاَ يُصَدَّعُونَ عَنهَا وَ لاَ يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً وَأَصْحَابُ اليَمِينِ مَا أَصْحَابُ اليَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لأَصْحَابِ اليَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الحِنثِ العَظِيمِ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

الواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعةالواقعة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِذَا وَقَعَتِ الواقعة} قامت القيامة. وقيل: وصفت بالوقوع لأنها تقع لا محالة فكأنه قيل: إذا وقعت الواقعة التي لا بد من وقوعها. ووقوع الأمر نزوله يقال: وقع ما كنت أتوقعه أي نزل ما كنت أترقب نزوله. وانتصاب {إِذَا} بإضمار (اذكر) {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} نفس كاذبة أي لا تكون حين تقع نفس تكذب على الله وتكذب في تكذيب الغيب لأن كل نفس حينئذ مؤمنة صادقة مصدقة، وأكثر النفوس اليوم كواذب مكذبات. واللام مثلها في قوله تعالى: {ياليتنى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى} [الفجر: 24] {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} أي هي خافضة رافعة ترفع أقواماً وتضع آخرين {إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجّاً} حركت تحريكاً شديداً حتى ينهدم كل شيء فوقها من جبل وبناء، وهو بدل من {إِذَا وَقَعَتِ}، ويجوز أن ينتصب ب {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} أي تخفض وترفع وقت رجّ الأرض وبسّ الجبال {وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً} وفتتت حتى تعود كالسويق أو سيقت من بس الغنم إذا ساقها كقوله: {وَسُيّرَتِ الجبال} [النبأ: 20] {فَكَانَتْ هَبَاء} غباراً {مُّنبَثّاً} متفرقاً {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً} أصنافاً يقال للأصناف التي بعضها من بعض أو يذكر بعضها من بعض أزواج {ثلاثة} صنفان في الجنة وصنف في النار.
ثم فسر الأزواج فقال: {فأصحاب الميمنة} مبتدأ وهم الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم {مَا أصحاب الميمنة} مبتدأ وخبر وهما خبر المبتدأ الأول، وهو تعجيب من حالهم في السعادة وتعظيم لشأنهم كأنه قال: ما هم وأي شيء هم؟ {وأصحاب المشئمة} أي الذين يؤتون صحائفهم بشمائلهم أو أصحاب المنزلة السنية وأصحاب المنزلة الدنية الخسيسة من قولك: فلان مني باليمين وفلان مني بالشمال إذا وصفتهما بالرفعة عندك والضعة، وذلك لتيمنهم بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل. وقيل: يؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين وبأهل النار ذات الشمال {مَا أصحاب المشئمة} أي أيُّ شيء هم؟ وهو تعجيب من حالهم بالشقاء {والسابقون} مبتدأ {السابقون} خبره تقديره السابقون إلى الخيرات السابقون إلى الجنات. وقيل: الثاني تأكيد للأول والخبر {أُوْلَئِكَ المقربون} والأول أوجه {فِي جنات النعيم} أي هم في جنات النعيم {ثُلَّةٌ مّنَ الأولين * وَقَلِيلٌ مّنَ الآخرين} أي هم ثلة، والثلة الأمة من الناس الكثيرة، والمعنى أن المسابقين كثير من الأولين وهم الأمم من لدن آدم إلى نبينا محمد عليهما السلام، وقليل من الآخرين وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: من الأولين من متقدمي هذه الأمة، ومن الآخرين من متأخريها. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «الثلتان جميعاً من أمتي». {على سُرُرٍ} جمع سرير ككثيب وكثب {مَّوْضُونَةٍ} مرمولة ومنسوجة بالذهب مشبكة بالدر والياقوت {مُتَّكِئِينَ} حال من الضمير في {على} وهو العامل فيها أي استقروا عليها متكئين {عَلَيْهَا متقابلين} ينظر بعضهم في وجوه بعض ولا ينظر بعضهم في أقفاء بعض، وصفوا بحسن العشرة وتهذيب الأخلاق وصفاء المودة و{متقابلين} حال أيضاً {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} يخدمهم {ولدان} غلمان جمع وليد {مُّخَلَّدُونَ} مبقّون أبداً على شكل الولدان لا يتحولون عنه.
وقيل: مقرّطون والخلدة القرط. قيل: هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها، وفي الحديث: «أولاد الكفار خدام أهل الجنة» {بِأَكْوَابٍ} جمع كوب وهي آنية لا عروة لها ولا خرطوم {وَأَبَارِيقَ} جمع إبريق وهو ماله خرطوم وعروة {وَكَأْسٍ} وقدح فيه شراب وإن لم يكن فيه شراب فليس بكأس {مّن مَّعِينٍ} من خمر تجري من العيون {لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} أي بسببها وحقيقته لا يصدر صداعهم عنها أو لا يفرقون عنها {وَلاَ يُنزِفُونَ} ولا يسكرون. نزف الرجل ذهب عقله بالسكر. {وَلاَ يُنزِفُونَ} بكسر الزاي: كوفي أي لا ينفد شرابهم. يقال: أنزف القوم إذا فني شرابهم {وفاكهة مّمَّا يَتَخَيَّرُونَ} يأخذون خيره وأفضله.
{وَلَحْمِ طَيْرٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ} يتمنون {وَحُورٌ} جمع حوراء {عِينٌ} جمع عيناء أي وفيها حور عين أو ولهم حور عين، ويجوز أن يكون عطفاً على {ولدان} {وَحُورٌ}: يزيد وحمزة وعلي عطفاً على {جنات النعيم} كأنه قال: هم في جنات النعيم وفاكهة ولحم وحورٍ {كأمثال اللؤلؤ} في الصفاء والنقاء {المكنون} المصون. وقال الزجاج: كأمثال الدر حين يخرج من صدفه لم يغيره الزمان واختلاف أحوال الاستعمال {جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} جزاء مفعول له أي يفعل بهم ذلك كله لجزاء أعمالهم أو مصدر أي يجزون جزاء.
{لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا} في الجنة {لَغْواً} باطلاً {وَلاَ تَأْثِيماً} هذياناً {إِلاَّ قِيلاً سلاما سلاما} إلا قولاً ذا سلامة. والاستثناء منقطع و{سَلاَماً} بدل من {قِيلاً} أو مفعول به ل {قِيلاً} أي لا يسمعون فيها إلا أن يقولوا سلاماً سلاماً. والمعنى أنهم يفشون السلام بينهم فيسلمون سلاماً بعد سلام {وأصحاب اليمين مَا أصحاب اليمين * فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ} السدر شجر النبق والمخضود الذي لا شوك له كأنما خضد شوكه {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} الطلح شجر الموز والمنضود الذي نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه فليست له ساق بارزة {وَظِلّ مَّمْدُودٍ} ممتد منبسط كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس {وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ} جار بلا حد ولا خد أي يجري على الأرض في غير أخدود {وفاكهة كَثِيرَةٍ} أي كثيرة الأجناس {لاَّ مَقْطُوعَةٍ} لا تنقطع في بعض الأوقات كفواكه الدنيا بل هي دائمة {وَلاَ مَمْنُوعَةٍ} لا تمنع عن متناولها بوجه. وقيل: لا مقطوعة بالأزمان ولا ممنوعة بالأثمان {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} رفيعة القدر أو نضدت حتى ارتفعت أو مرفوعة على الأسرة. وقيل: هي النساء لأن المرأة يكنى عنها بالفراش مرفوعة على الأرائك قال الله تعالى: {هُمْ وأزواجهم فِى ظلال عَلَى الأرائك مُتَّكِئُونَ} [يس: 56]. ويدل عليه قوله.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال