سورة المجادلة / الآية رقم 22 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ

المجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالمجادلةالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشرالحشر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ أي يحبون ويوالون مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} تقدّم {وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ} قال السدى: نزلت في عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبىّ، جلس إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشرب النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ماء، فقال له: باللّه يا رسول اللّه ما أبقيت من شرابك فضلة أسقيها أبى، لعل اللّه يطهّر بها قلبه؟ فأفضل له فأتاه بها، فقال له عبد اللّه: ما هذا؟ فقال: هي فضلة من شراب النبيّ صلى اللّه عليه وسلم جئتك بها تشر بها لعل اللّه يطهّر قلبك بها.
فقال له أبوه: فهلا جئتني ببول أمك فإنه أطهر منها. فغضب وجاء إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، وقال: يا رسول اللّه! أما أذنت لي في قتل أبى؟ فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم:«بل ترفق به وتحسن إليه».
وقال ابن جريح: حدّثت أن أبا قحافة سب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فصكّه أبو بكر أبنه صكة فسقط منها على وجهه، ثم أتى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: «أوفعلته، لا تعد إليه»، فقال: والذي بعثك بالحق نبيّا ولو كان السيف منى قريبا لقتلته.
وقال ابن مسعود: نزلت في أبى عبيدة بن الجراح، قتل أباه عبد اللّه بن الجراح يوم أحد وقيل: يوم بدر. وكان الجراح يتصدّى لأبى عبيدة وأبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصد إليه أبو عبيدة فقتله، فأنزل اللّه حين قتل أباه: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية. قال الواقدي: كذلك يقول أهل الشام. وقد سألت رجالا من بنى الحرث بن فهر فقالوا: توفى أبوه من قبل الإسلام. {أَوْ أَبْناءَهُمْ} يعني أبا بكر دعى ابنه عبد اللّه إلى البراز يوم بدر، فقال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم: «متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بمنزلة السمع والبصر». {أَوْ إِخْوانَهُمْ} يعني مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر. {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} يعني عمر بن الخطاب قتل خاله العاص ابن هشام بن المغيرة يوم بدر، وعليّا وحمزه قتلا عتبة وشيبة والوليد يوم بدر.
وقيل: إن الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، لما كتب إلى أهل مكة بمسير النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عام الفتح، على ما يأتى بيانه أوّل سورة الممتحنة إن شاء اللّه تعالى. بيّن أن الإيمان يفسد بموالاة الكفار وإن كانوا أقارب.
الثانية: استدل مالك رحمه اللّه من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم.
قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في اللّه، لقوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
قلت: وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان. وعن الثوري أنه قال: كانوا يرون أنها نزلت في من كان يصحب السلطان. وعن عبد العزيز بن أبي داود أنه لقى المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها. وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهمّ لا تجعل لفاجر عندي نعمة فإنى وجدت فيما أوحيت {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} إلى قوله: {أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ}». أي خلق في قلوبهم التصديق، يعني من لم يوال من حاد اللّه.
وقيل: كتب أثبت، قاله الربيع بن أنس.
وقيل: جعل، كقوله تعالى: {فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ} أي أجعلنا وقوله: {فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} وقيل: {كتب} أي جمع، ومنه الكتيبة، أي لم يكونوا ممن يقول نؤمن ببعض ونكفر ببعض.
وقراءة العامة بفتح الكاف من {كتب} ونصب النون من {الإيمان} بمعنى كتب اللّه وهو الأجود، لقوله تعالى: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} وقرأ أبو العالية وزرّ بن حبيش والمفضل عن عاصم {كتب} على ما لم يسمّ فاعله {الإيمان} برفع النون. وقرأ زرّ بن حبيش {وعشيراتهم} بألف وكسر التاء على الجمع، ورواها الأعمش عن أبى بكر عن عاصم.
وقيل: كتب في قلوبهم أي على قلوبهم، كما في قوله: {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وخص القلوب بالذكر لأنها موضع الإيمان. {وَأَيَّدَهُمْ} قوّاهم ونصرهم بروح منه، قال الحسن: وبنصر منه. وقال الربيع بن أنس: بالقرآن وحججه. وقال ابن جريج: بنور وإيمان وبرهان وهدى.
وقيل: برحمة من اللّه.
وقال بعضهم: أيدهم بجبريل عليه السلام. {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} أي قبل أعمالهم {وَرَضُوا عَنْهُ} فرحوا بما أعطاهم {أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} قال سعيد بن أبي سعيد الجرجاني عن بعض مشايخه، قال داود عليه السلام: إلهى! من حزبك وحول عرشك؟ فأوحى اللّه إليه: «يا داود الغاضّة أبصارهم، النقية قلوبهم، السليمة أكفهم، أولئك حزبي وحول عرشي».




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال