سورة القلم / الآية رقم 19 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلاَ يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ العَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ

القلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلمالقلم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{ن} الظاهر أن المراد به هذا الحرف من حروف المعجم. وأما قول الحسن: إنه الدواة، وقول ابن عباس: إنه الحوت الذي عليه الأرض واسمه بهموت، فمشكل لأنه لا بد له من الإعراب سواء كان اسم جنس أو اسم علم، فالسكون دليل على أنه من حروف المعجم {والقلم} أي ما كتب به اللوح، أو قلم الملائكة، أو الذي يكتب به الناس، أقسم به لما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بها الوصف {وَمَا يَسْطُرُونَ} أي ما يسطره الحفظة أو ما يكتب به من الخير من كتب. و(ما) موصولة أو مصدرية، وجواب القسم {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ} أي بإنعامه عليك بالنبوة وغيرها ف {أَنتَ} اسم (ما) وخبرها {بِمَجْنُونٍ} و{بِنِعْمَةِ رَبّكَ} اعتراض بين الاسم والخبر، والباء في {بِنِعْمَةِ رَبّكَ} تتعلق بمحذوف ومحله النصب على الحال والعامل فيها {بِمَجْنُونٍ} وتقديره: ما أنت بمجنون منعماً عليك بذلك. ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله لأنها زائدة لتأكيد النفي وهو جواب قولهم {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الذى نُزّلَ عَلَيْهِ الذكر إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} [الحجر: 6] {وَإِنَّ لَكَ} على احتمال ذلك والصبر عليه {لأَجْرًا} لثواباً {غَيْرَ مَمْنُونٍ} غير مقطوع أو غير ممنون عليك به {وَإِنَّكَ لعلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} قيل: هو ما أمره الله تعالى به في قوله: {خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف وَأَعْرِض عَنِ الجاهلين} [الأعراف: 199]. وقالت عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن أي ما فيه من مكارم الأخلاق. وإنما استعظم خلقه لأنه جاد بالكونين وتوكل على خالقهما.
{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} أي عن قريب ترى ويرون وهذا وعد له ووعيد لهم {بِأَيِيّكُمُ المفتون} المجنون لأنه فتن أي محن بالجنون، والباء مزيدة، أو المفتون مصدر كالمعقول أي بأيكم الجنون. وقال الزجاج: الباء بمعنى (في) تقول: كنت ببلد كذا أي في بلد كذا، وتقديره في أيكم المفتون أي في أي الفريقين منكم المجنون: فريق الإسلام أو فريق الكفر؟ {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ} أي هو أعلم بالمجانين على الحقيقة وهم الذين ضلوا عن سبيله {وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين} أي هو أعلم بالعقلاء هم والمهتدون {فَلاَ تُطِعِ المكذبين} تهييج للتصميم على معاصاتهم وقد أرادوه على أن يعبد الله مدة وآلهتهم مدة ويكفوا عنه غوائلهم {وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ} لو تلين لهم {فَيُدْهِنُونَ} فيلينون لك. ولم ينصب بإضمار (أن) وهو جواب التمني لأنه عدل به إلى طريق آخر، وهو أن جعل خبر مبتدأ محذوف أي فهم يدهنون أي فهم الآن يدهنون لطمعهم في ادهانك.
{وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ} كثير الحلف في الحق والباطل وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف {مَّّهِينٍ} حقير في الرأي والتمييز من المهانة وهي القلة والحقارة، أو كذاب لأنه حقير عند الناس {هَمَّازٍ} عياب طعان مغتاب {مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد بينهم، والنميم والنميمة: السعاية {مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ} بخيل، والخير: المال أو مناع أهله من الخير وهو الإسلام، والمراد الوليد بن المغيرة عند الجمهور وكان يقول لبنيه العشرة: من أسلم منكم منعته رفدي {مُعْتَدٍ} مجاوز في الظلم حده {أَثِيمٍ} كثير الآثام {عُتُلٍ} غليظ جاف {بَعْدَ ذَلِكَ} بعدما عد له من المثالب {زَنِيمٍ} دعي. وكان الوليد دعياً في قريش ليس من سنخهم، ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة من مولده. وقيل: بغت أمه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية، والنطفة إذا خبثت الناشئ منها. رُوي أنه دخل على أمه وقال: إن محمداً وصفني بعشر صفات، وجدت تسعاً فيّ، فأما الزنيم فلا علم لي به، فإن أخبرتني بحقيقته وإلا ضربت عنقك. فقالت: إن أباك عنين وخفت أن يموت فيصل ماله إلى غير ولده فدعوت راعياً إلى نفسي فأنت من ذلك الراعي.
{أَن كَانَ ذَا مَالٍ} متعلق بقوله {وَلاَ تُطِعِ} أي ولا تطعه مع هذه المثالب لأن كان ذا مال أي ليساره وحظه من الدنيا، ويجوز أن يتعلق بما بعده أي لأن كان ذا مال {وَبَنِينَ} كذب بآياتنا يدل عليه {إِذَا تتلى عَلَيْهِ ءاياتنا} أي القرآن {قَالَ أساطير الأولين} ولا يعمل فيه {قَالَ} لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله. {أأن} حمزة وأبو بكر أي ألأن كان ذا مال كذب؟ {أأن} شامي ويزيد ويعقوب وسهل. قالوا: لما عاب الوليد النبي صلى الله عليه وسلم كاذباً باسم واحد وهو المجنون سماه الله تعالى بعشرة أسماء صادقاً، فإن كان من عد له أن يجزي المسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة، كان من فضله أن من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشراً {سَنَسِمُهُ} سنكويه {عَلَى الخرطوم} على أنفه مهانة له وعلماً يعرف به، وتخصيص الأنف بالذكر لأن الوسم عليه أبشع. وقيل: خطم بالسيف يوم بدر فبقيت سمة على خرطومه.
{إِنَّا بلوناهم} امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع حتى أكلوا الجيف والرمم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف» {كَمَا بَلَوْنَا أصحاب الجنة} هم قوم من أهل الصلات كانت لأبيهم هذه الجنة بقرية يقال لها ضروان وكانت على فرسخين من صنعاء، وكان يأخذ منها قوت سنته ويتصدق بالباقي على الفقراء.
فلما مات قال بنوه: إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ونحن أولو عيال، فحلفوا ليصرمنها مصبحين في السدف خيفة من المساكين ولم يستثنوا في يمينهم، فأحرق الله جنتهم. وقال الحسن: كانوا كفاراً. والجمهور على الأول {إِذْ أَقْسَمُواْ} حلفوا {لَيَصْرِمُنَّهَا} ليقطعن ثمرها {مُّصْبِحِينَ} داخلين في الصبح قبل انتشار الفقراء، حال من فاعل {لَيَصْرِمُنَّهَا} {وَلاَ يَسْتَثْنُونَ} ولا يقولون إن شاء الله. وسمي استثناء وإن كان شرطاً صورة لأنه يؤدي مؤدي الاستثناء من حيث إن معنى قولك (لأخرجن إن شاء الله) و(لا أخرج إلا أن يشاء الله) واحد {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ} نزل عليها بلاء. قيل: أنزل الله تعالى عليها ناراً فأحرقتها {وَهُمْ نَائِمُونَ} أي في حال نومهم {فَأَصْبَحَتْ} فصارت الجنة {كالصريم} كالليل المظلم أي احترقت فاسودت، أو كالصبح أي صارت أرضاً بيضاء بلا شجر. وقيل: كالمصرومة أي كأنها صرمت لهلاك ثمرها.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال