سورة الحاقة / الآية رقم 37 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخَاطِئُونَ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي المَعَارِجِ تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً

الحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارج




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً} أكلاً هنيئاً لا مكروه فيهما ولا أذى أو هنئتم هنيئاً على المصدر {بِمَا أَسْلَفْتُمْ} بما قدمتم من الأعمال الصالحة {فِى الأيام الخالية} الماضية من أيام الدنيا. وعن ابن عباس: هي في الصائمين أي كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله.
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابه بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ ياليتنى لَمْ أُوتَ كتابيه} لما يرى فيها من الفضائح {وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} أي يا ليتني لم أعلم ما حسابي {ياليتها} يا ليت الموتة التي متها {كَانَتِ القاضية} أي القاطعة لأمري فلم أبعث بعدها ولم ألق ما ألقي {مَا أغنى عَنِّى مَالِيَهْ} أي لم ينفعني ما جمعته في الدنيا، ف (ما) نفي والمفعول محذوف أي شيئاً {هَلَكَ عَنّى سلطانيه} ملكي وتسلطي على الناس وبقيت فقيراً ذليلاً. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ضلت عني حجتي أي بطلت حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا فيقول الله تعالى لخزنة جهنم {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} أي اجمعوا يديه إلى عنقه {ثُمَّ الجحيم صَلُّوهُ} أي أدخلوه يعني ثم لا تصلوه إلا الجحيم وهي النار العظمى، أو نصب {الجحيم} بفعل يفسره {صَلُّوهُ} {ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا} طولها {سَبْعُونَ ذِرَاعاً} بذراع الملك. عن ابن جريج: وقيل لا يعرف قدرها إلا الله {فَاْسْلُكُوهُ} فأدخلوه. والمعنى في تقدم السلسلة على السلك مثله في تقديم الجحيم على التصلية.
{إِنَّهُ} تعليل كأنه قيل: ما له يعذب هذا العذاب الشديد؟ فأجيب بأنه {كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بالله العظيم * وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين} على بذل طعام المسكين، وفيه إشارة إلى أنه كان لا يؤمن بالبعث لأن الناس لا يطلبون من المساكين الجزاء فيما يطعمونهم وإنما يطعمونهم لوجه الله ورجاء الثواب في الآخرة، فإذا لم يؤمن بالبعث لم يكن له ما يحمله على إطعامهم أي أنه مع كفره لا يحرّض غيره على إطعام المحتاجين، وفيه دليل قوي على عظم جرم حرمان المسكين لأنه عطفه على الكفر وجعله دليلاً عليه وقرينة له، ولأنه ذكر الحض دون الفعل ليعلم أن تارك الحض إذا كان بهذه المنزلة فتارك الفعل أحق. وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان فلنخلع نصفها بهذا. وهذه الآيات ناطقة على أن المؤمنين يرحمون جميعاً، والكافرين لا يرحمون لأنه قسّم الخلق نصفين فجعل صنفاً منهم أهل اليمين ووصفهم بالإيمان فحسب بقوله {إِنّى ظَنَنتُ أَنّى ملاق حِسَابِيَهْ} وصنفاً منهم أهل الشمال ووصفهم بالكفر بقوله {إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بالله العظيم} وجاز أن الذي يعاقب من المؤمنين إنما يعاقب قبل أن يؤتى كتابه بيمينه {فَلَيْسَ لَهُ اليوم هاهنا حَمِيمٌ} قريب يرفع عنه ويحترق له قلبه {وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ} غسالة أهل النار، فعلين من الغسل، والنون زائدة وأريد به هنا ما يسيل من أبدانهم من الصديد والدم {لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخاطئون} الكافرون أصحاب الخطايا وخطئ الرجل إذا تعمد الذنب.
{فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ} من الأجسام والأرض والسماء.
{وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ} من الملائكة والأرواح فالحاصل أنه أقسم بجميع الأشياء {إِنَّهُ} أي إن القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} أي محمد صلى الله عليه وسلم أو جبريل عليه السلام أي بقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} كما تدعون {قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ} كما تقولون {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} وبالياء فيهما: مكي وشامي ويعقوب وسهل. وبتخفيف الذال: كوفي غير أبي بكر. والقلة في معنى العدم يقال: هذه أرض قلما تنبت أي لا تنبت أصلاً، والمعنى لا تؤمنون ولا تذكرون البتة {تَنزِيلٌ} هو تنزيل بياناً لأنه قول رسول نزل عليه {مّن رّبّ العالمين ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل} ولو ادعى علينا شيئاً لم نقله {لأخَذْنَا مِنْهُ باليمين} لقتلناه صبراً كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معالجة بالسخط والانتقام، فصور قتل الصبر بصورته ليكون أهول، وهو أن يؤخذ بيده وتضرب رقبته، وخص اليمين لأن القتّال إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخد بيساره، وإذا أراد أن يوقعه في جيده وأن يكفحه بالسيف وهو أشد على المصبور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه، ومعنى لأخذنا منه باليمين لأخدنا بيمينه، وكذا {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوتين} لقطعنا وتينه وهو نياط القلب إذا قطع مات صاحبه {فَمَا مِنكُم} الخطاب للناس أو للمسلمين {مّنْ أَحَدٍ} (من) زائدة {عَنْهُ} عن قتل محمد وجمع {حاجزين} وإن كان وصف {أَحَدٍ} لأنه في معنى الجماعة ومنه قوله تعالى: {لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ} [البقرة: 285] {وَإِنَّهُ} وإن القرآن {لِتَذْكِرَةٌ} لعظة {لّلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذّبِينَ وَإِنَّهُ} وإن القرآن {لَحَسْرَةٌ عَلَى الكافرين} به المكذبين له إذا رأوا ثواب المصدقين به {وَإِنَّهُ} وإن القرآن {لَحَقُّ اليقين} لعين اليقين ومحض اليقين {فَسَبِّحْ باسم رَبّكَ العظيم} فسبح الله بذكر اسمه العظيم وهو قوله سبحان الله.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال