سورة الحاقة / الآية رقم 48 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخَاطِئُونَ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الكَافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي المَعَارِجِ تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً

الحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالحاقةالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارج




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} [الحاقّة: 69/ 38- 52].
فلا أقسم: لا إما زائدة أي فأقسم، أو ردّ لما تقدم من أقوال الكفار. والمعنى: أقسم أي أقسم لخلقي بما تشاهدون من المخلوقات الدالة على كمالي في أسمائي وصفاتي، وما لا تشاهدون مما غاب عنكم من المغيبات، إن هذا القرآن هو كلام اللّه ووحيه وتنزيله على عبده محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو تلاوة وتبليغ رسول كريم: هو جبريل عليه السّلام، أو محمد عليه الصّلاة والسّلام، وعليه الأكثرون، وأضيف القول إليه، لأنه هو الذي تلاه وبلّغه.
وليس القرآن بقول شاعر كما تزعمون، لأن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ليس بشاعر، وليست آيات القرآن من أصناف الشعر، وأنتم تؤمنون أو تصدّقون تصديقا يسيرا، حين تقولون عن الخالق: إنه اللّه.
وليس هو بقول كاهن: وهو من يدّعي الغيب ومعرفة أسرار المستقبل، كما تزعمون، فإن القرآن سبّ الشياطين، فلا يعقل أن يكون بإلهامهم، ولكنكم تتذكرون تذكّروا قليلا، فيلتبس الأمر عليكم.
بل هو تنزيل من اللّه ربّ الإنس والجنّ، نزل به جبريل الرّوح الأمين على قلب الرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم. ثم أكّد اللّه تعالى أن هذا النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم لا يستطيع أن يختلق القرآن، فإنه لو افترى القرآن، وجاء به من عند نفسه، ونسبه إلى اللّه تعالى، على سبيل الفرض، لأخذناه وأهلكناه بالقوة، ولنلنا عقابه بقوة منا، واليمين: القوة كما قال ابن عباس رضي اللّه عنهما. ثم لبترنا منه الوتين من قلبه، وهو العرق أو الوريد المتصل من القلب بالرأس، إذا قطع مات صاحبه. وهذا تصوير لإهلاكه بأشنع وأشد ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه.
فليس منكم أحد يحجزنا ويمنعنا منه، أو ينقذنا منه، فكيف يجرأ على تكلف الكذب على اللّه لأجلكم؟! وقوله: {حاجِزِينَ} جمع روعي فيه المعنى، لأن قوله: {مِنْ أَحَدٍ} في معنى الجماعة، يقع في النفي العام على الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، والمراد: لا يمنعنا أحد عن الرسول أو عن القتل.
وأوصاف القرآن الكريم: هي أنه عظة وتذكرة لأهل التقوى الذين يخشون عذاب اللّه بإطاعة أوامره، واجتناب نواهيه.
وإنا لنوقن ونجزم أن بعضكم مكذبون بالقرآن، كفرا وعنادا، ونحن نجازيهم على ذلك، وبعضكم مصدّقون به، لاهتدائه إلى الحق. وفي هذا وعيد شديد للمكذبين.
وإن هذا القرآن سيكون حسرة وألما وندامة على الكافرين، يوم القيامة، من حيث إنهم كفروا به، ويرون من آمن به ينعّم، وهم يعذّبون.
وإن القرآن هو الخبر الصدق، واليقين الحق الذي لا شك فيه، لكونه من عند اللّه، وليس من قول أحد من البشر. وقوله: {لَحَقُّ الْيَقِينِ} في رأي الكوفيين: من إضافة الشيء إلى نفسه، كدار الآخرة، ومسجد الجامع. وفي رأي البصريين والحذّاق: أن الحقّ مضاف إلى الأبلغ من وجوهه، قال المبرد: إنما هو كقولك: عين اليقين، ومحض اليقين.
ثم أمر اللّه تعالى نبيّه بتسبيح اللّه باسمه العظيم، أي نزّه اللّه تعالى الذي أنزل هذا القرآن العظيم، عما لا يليق به، بقولك: سبحان ربي العظيم. وفي ضمن ذلك:
الاستمرار على تبليغ رسالته.
روي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لما نزلت هذه الآية: «اجعلوها في ركوعكم».
واسم الرّب: كل لفظ يدل على الذات الأقدس أو على صفة من صفاته، كالله والرّحمن والرّحيم. وتنزيه الاسم الخاص: تنزيه للذات، فتكون الباء في قوله: {بِاسْمِ} زائدة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال