سورة المعارج / الآية رقم 38 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَتِي تُؤْوِيهِ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ المُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ

المعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارجالمعارج




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}
قوله تعالى: {فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} قال الأخفش: مسرعين. قال:
بمكة أهلها ولقد أراهم *** إليه مهطعين إلى السماع
والمعنى: ما بالهم يسرعون إليك ويجلسون حواليك ولا يعملون بما تأمرهم.
وقيل: أي ما بالهم مسرعين في التكذيب لك.
وقيل: أي ما بال الذين كفروا يسرعون إلى السماع منك ليعيبوك ويستهزءوا بك.
وقال عطية: مهطعين: معرضين. الكلبي: ناظرين إليك تعجبا.
وقال قتادة: عامدين. والمعنى متقارب، أي ما بالهم مسرعين عليك، ما دين أعناقهم، مدمني النظر إليك. وذلك من نظر العدو. وهو منصوب على الحال. نزلت في جمع من المنافقين المستهزئين، كانوا يحضرونه- عليه السلام- ولا يؤمنون به. وقِبَلَكَ أي نحوك. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ} أي عن يمين النبي صلي الله عليه وسلم وشماله حلقا حلقا وجماعات. والعزين: جماعات في تفرقة، قاله أبو عبيدة. ومنه حديث النبي صلي الله عليه وسلم أنه خرج على أصحابه فرآهم حلقا فقال: «مالي أراكم عزين ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها- قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال-: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف» خرجه مسلم وغيره.
وقال الشاعر:
ترانا عنده والليل داج *** على أبوابه حلقا عزينا
أي متفرقين.
وقال الراعي:
أخليفة الرحمن إن عشيرتي *** أمسى سراتهم إليك عزينا
أي متفرقين.
وقال آخر:
كأن الجماجم من وقعها *** خناطيل يهوين شتى عزينا
أي متفرقين.
وقال آخر:
فلما أن أتين على أضاخ *** ضرحن حصاه أشتاتا عزينا
وقال الكميت:
ونحن وجندل باغ تركنا *** كتائب جندل شتى عزينا
وقال عنترة:
وقرن قد تركت لذي ولي *** عليه الطير كالعصب العزين
وواحد عزين عزة، جمع بالواو والنون ليكون ذلك عوضا مما حذف منها. واصلها عزهة، فاعتلت كما اعتلت سنة فيمن جعل أصلها سنهة.
وقيل: أصلها عزوه، من عزاه يعزوه إذا أضافه إلى غيره. فكل واحد من الجماعات مضافة إلى الأخرى، والمحذوف منها الواو.
وفي الصحاح:والعزة الفرقة من الناس، والهاء عوض من الياء، والجمع عزى- على فعل- وعزون وعزون أيضا بالضم، ولم يقولوا عزات كما قالوا ثبات. قال الأصمعي: يقال في الدار عزون، أي أصناف من الناس. وعَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ متعلق ب مُهْطِعِينَ ويجوز أن يتعلق ب عِزِينَ على حد قولك: أخذته عن زيد. {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} قال المفسرون: كان المشركون يجتمعون حول النبي صلي الله عليه وسلم ويستمعون كلامه فيكذبونه ويكذبون عليه، ويستهزئون بأصحابه ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم، ولين أعطوا منها شيئا لنعطين أكثر منه، فنزلت: {أَيَطْمَعُ} الآية.
وقيل: كان المستهزءون خمسة أرهط. وقرأ الحسن طلحة بن مصرف والأعرج أَنْ يُدْخَلَ بفتح الياء وضم الخاء مسمى الفاعل. ورواه المفضل عن عاصم. الباقون أَنْ يُدْخَلَ على الفعل المجهول. {كَلَّا} لا يدخلونها. ثم ابتدأ فقال: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ أي إنهم يعلمون أنهم مخلوقون من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، كما خلق سائر جنسهم. فليس لهم فضل يستوجبون به الجنة، وإنما تستوجب بالايمان والعمل الصالح ورحمة الله تعالى.
وقيل: كانوا يستهزئون بفقراء المسلمين ويتكبرون عليهم. فقال: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ من القذر، فلا يليق بهم هذا التكبر.
وقال قتادة في هذه الآية: إنما خلقت يا بن آدم من قذر فاتق الله. وروي أن مطرف بن عبد الله بن الشخير رأى المهلب ابن أبي صفرة يتبختر في مطرف خز وجبة خز فقال له: يا عبد الله، ما هذه المشية التي يبغضها الله؟! فقال له: أتعرفني؟ قال نعم، أو لك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة. فمضى المهلب وترك مشيته. نظم الكلام محمود الوراق فقال:
عجبت من معجب بصورته *** وكان في الأصل نطفة مذرة
وهو غدا بعد حسن صورته *** يصير في اللحد جيفة قذره
وهو على تيهه ونخوته *** ما بين ثوبيه يحمل العذرة
وقال آخر:
هل في ابن آدم غير الرأس مكرمة *** وهو بخمس من الأوساخ مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك ***- والعين مرمصة والثغر ملهوب
يا ابن التراب ومأكول التراب غدا *** قصر فإنك مأكول ومشروب
وقيل: معناه من أجل ما يعلمون، وهو الامر والنهي والثواب والعقاب. كقول الشاعر وهو الأعشى:
أأزمعت من آل ليلى ابتكارا *** وشطت على ذي هوى أن تزارا
أي من أجل ليلى.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال