سورة الإنسان / الآية رقم 31 / تفسير تفسير أبي السعود / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ العَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْراً إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ وَإِذَا الجِبَالُ نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الفَصْلِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الفَصْلِ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

الإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالإنسانالمرسلاتالمرسلاتالمرسلاتالمرسلاتالمرسلاتالمرسلاتالمرسلاتالمرسلاتالمرسلات




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَمِنَ اليل فاسجد لَهُ} وبعضَ الليلَ فصلِّ له ولعلَّه صلاةُ المغربِ والعشاءِ، وتقديمُ الظرفِ لما في صلاةِ الليلِ من مزيد كلفةٍ وخلوصٍ {وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً} وتهجدْ له قِطَعاً من الليلِ طويلاً.
{إِنَّ هَؤُلآء} الكفرةَ {يُحِبُّونَ العاجلة} وينهمكونَ في لذاتِها الفانيةِ {وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ} أي أمامَهم لا يستعدونَ أو ينبذون وراءَ ظُهورهم {يَوْماً ثَقِيلاً} لا يعبأونَ به ووصفُه بالثقل لتشبيه شدتِه وهولِه بثقل شيءٍ فادحٍ باهظٍ لحامله بطريقِ الاستعارةِ وهو كالتعليل لما أُمرَ به ونهيٌ عنه. {نَّحْنُ خلقناهم} لا غيرُنا {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} أي أحكمنَا ربطَ مفاصلِهم بالأعصابِ. {وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أمثالهم} بعدَ إهلاكِهم {تَبْدِيلاً} بديعاً لا يبَ فيهِ هو البعثُ كما ينبىءُ غنه كلمةُ إذَا أو بدَّلنا غيرَهُم ممن يطيعُ. كقولِه تعالى: {يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} وإذَا للدلالةِ على تحققِ القُدرةِ وقوةِ الداعيةِ. {إِنَّ هذه تَذْكِرَةٌ} إشارةٌ إلى السورةِ أو الآياتِ القريبةِ {فَمَن شَاء اتخذ إلى رَبّهِ سَبِيلاً} أي فَمنْ شاءَ أنْ يتخذَ إليهِ تعالى سبيلاً أي وسيلةً توصلُه إلى ثوابِه اتخذَهُ أي تقربَ إليهِ بالعمل بمَا في تضاعيفِها. وقولُه تعالى: {وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء الله} تحقيقٌ للحقِّ ببيان أنَّ مجردَ مشيئتِهم غيرُ كافيةٍ في اتخاذ السبيلِ كما هُو المفهومُ من ظاهر الشرطيةِ أي وما تشاءونَ اتخاذَ السبيلِ ولا تقدرونَ على تحصيله في وقتٍ من الأوقات إلا وقتَ مشيئتِه تعالى تحصيلَه لكُم، إذ لا دخلَ لمشيئة العبدِ إلا في الكسبِ وإنَّما التأثيرُ والخلقُ لمشيئة الله عزَّ وجلَّ. وقرئ: {يشاءونَ} بالياءِ وقرئ: {إلاَّ ما يشاءُ الله}. وقولُه تعالَى: {إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} بيانٌ لكون مشيئتِه تعالى مبنيةً على أساس العلمِ والحكمةِ والمَعْنى أنَّه تعالَى مبالغٌ في العلم والحكمةِ فيعلمُ ما يستأهلُه كلُّ أحدٍ فلا يشاءُ لهم إلا ما يستدعيهِ علمُه وتقتضيِه حكمتُه. وقولُه تعالى: {يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِى رَحْمَتِهِ} بيانٌ لأحكام مشيئتِه المترتبةِ على علمه وحكمتِه أي يدخلُ في رحمتِه مَن يشاءُ أنْ يدخلَهُ فيها وهُو الذي يصرِفُ مشيئتَهُ نحوَ اتخاذِ السبيلِ إليهِ تعالى حيثُ يوفقُه لَما يَؤدِّي إلى دخول الجنةِ من الإيمانِ والطاعةِ {والظالمين} وهم الذينَ صَرفوا مشيئَتُهم إلى خلافِ ما ذُكِرَ {أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} أي متناهياً في الإيلامِ. قالَ الزجاجُ نصبَ الظالمينَ لأنَّ ما قبلَهُ منصوبٌ أي يُدخلُ من يشاءُ في رحمته ويعذبُ الظالمينَ، ويكونُ أعدَّ لَهُم تفسيراً لهَذا المضمرِ، وقرئ بالرفعِ على الابتداءِ.
عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قرأَ سورةَ هَل أَتَى كانَ جزاؤُه على الله تعالَى جنةً وحريراً».




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال