سورة النبأ / الآية رقم 17 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً وَأَنزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً لِنُخْرِجَ بِهِ حَباًّ وَنَبَاتاً وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً وَسُيِّرَتِ الجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً جَزَاءً وِفَاقاً إِنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباًوَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباًفَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً

النبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأالنبأ




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)} [النبأ: 78/ 17- 30].
إن يوم القيامة الذي يسمى بيوم الفصل، لأن الله تعالى يفصل فيه بين المؤمنين والكافرين، وبين الحق والباطل، كان مؤقتا بوقت محدد، وميعاد معين، للأولين والآخرين، للحساب والجزاء. والميقات: مفعال من الوقت، كميعاد من الوعد.
وعلاماته ثلاث:
- إنه اليوم الذي ينفخ فيه إسرافيل بالبوق أو القرن، فتأتون معشر الخلائق من قبوركم إلى موضع العرض زمرا زمرا، وجماعات جماعات متميزة، تأتي فيه كل أمة مع رسولها، كما قال الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ} [الإسراء: 17/ 71].
والصور: القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل لبعث الناس.
- وفيه تتصدع السماء وتتشقق، فصارت ذات أبواب كثيرة، وطرقا ومسالك لنزول الملائكة. وقوله: {فَكانَتْ أَبْواباً} معناه تنفطر وتتشقق حتى يكون فيها فتوح كالأبواب في الجدران.
- وفيه تزول الجبال عن مواضعها، وتتبدد في الهواء، فكانت هباء منبثا كالسراب: وهو ما يتخيله الناظر ماء، أي تدكّ أولا، ثم تصير كالصوف المندوف، ثم تتقطع وتتبدد وتصير كالهباء، ثم تنسف عن الأرض بالرياح.
والذي يلقاه الكافرون الضالون يومئذ هو النار، إن جهنم كانت في حكم الله وقضائه مرصدة معدة للطغاة الجبارين، ومرجعا ومأوى لهم، حال كونهم لابثين فيها (ماكثين) مددا طويلة من الزمان، تتعاقب الأحقاب (المدد) إثر بعضها، إلى الأبد. ومرصادا:
موضع الرصد، كما قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14)} [الفجر: 89/ 14].
وهذا دليل على أن جهنم كالجنة معدة مخلوقة الآن، لأن (مرصادا) معناه: معدّة.
والأحقاب جمع حقب وحقب وحقب، وهو جمع حقبة: وهي المدة الطويلة من الدهر غير محدودة.
- لا يذوق المعذبون في جهنم بردا يقيهم من الحر، أي لا يمسهم ما يستلذ ويكسر عذاب الحر، فالذوق مستعار، ولا يجدون شرابا يزيل العطش إلا الحميم: وهو الماء الحار الشديد الغليان، وإلا الغسّاق: وهو ما يسيل من أجساد أهل النار من قيح وصديد دائم السيلان.
وهذا الجزاء العدل موافق الذنب العظيم الذي ارتكبوه نوعا ومقدارا، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار، وقد كانت أعمالهم سيئة، فجوزوا بمثلها، كما قال الله تعالى: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} [الشورى: 42/ 40]. وقوله: {جَزاءً وِفاقاً (26)} معناه: لأعمالهم وكفرهم، أي هو جزاؤهم الجدير بهم، الموافق مع التحذير لأعمالهم، فهي كفر، والجزاء نار.
- إنهم اقترفوا الأعمال السيئة، والقبائح المنكرة، لأنهم لا يطمعون في ثواب، ولا يخافون من حساب، لأنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث، وقوله: {إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27)} معناه لا يتوقعون ولا يخافون حسابا، أي إنهم كانوا لا يصدقون بالحساب، فهم لذلك لا يرجونه ولا يخافونه، وهو علة التأبيد في العذاب.
وإن الله تعالى يعلم بجميع أعمال العباد، فكتبها أو دوّنها عليهم سلفا الحفظة من الملائكة كتابة تامة شاملة، ومحصاة إحصاء منضبطا، ويكون المكتوب المسجل سابقا، مطابقا لما تكتبه الملائكة من الأعمال، وسيجزيهم الله تعالى على ذلك جزاء مناسبا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. وقوله: {كِتاباً} مصدر وضع في موضع إحصاء.
وقوله: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ} يراد به: كل شيء شأنه أن يحصى، وفي هذا الخبر ربط لأجزاء القصة بأولها، أي هم مكذّبون كافرون، والله أحصى ذلك بالقول لهم في الآخرة، وقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29)} قال أبو حيان في البحر المحيط: عام مخصوص، أي كل شيء مما يقع عليه الثواب والعقاب، وهي جملة اعتراضية.
ويقال لهم أثناء التعذيب تقريعا وتوبيخا: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً (30)} أي يقال لأهل النار، بسبب الكفر والتكذيب بالآيات، وقبح الأفعال: ذوقوا ما أنتم فيه من العذاب الأليم، فلن نزيدكم إلا عذابا من جنسه، قال عبد الله بن عمرو (وفي البحر المحيط: ابن عمر): لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً (30)} أي فهم في مزيد من العذاب أبدا.
إن أوصاف يوم القيامة المرعبة، الفاصلة في مصائر الناس، وما يعقبها من حساب وجزاء، تنبئ نبأ يقينيا بما يقع في المستقبل في عالم الآخرة، وتكاد تنخلع القلوب من مواضعها من شدة الأهوال، وألوان العذاب في نيران جهنم، علما بأنه حق عدل مطابق للأفعال والأقوال التي صدرت من الكافرين، وأردت بهم إلى جهنم.
أحوال السعداء يوم القيامة:
لما ذكر الله تعالى حال أهل النار، عقّب بذكر حال أهل الجنة، ليتبين الفرق. فهم فائزون ناجون، حيث تخلصوا من النار، وأدخلوا الجنة، فضلا من الله وإحسانا.
والمتأمل في حال الفريقين يجد الفرق واسعا، فيرغب المؤمنون العقلاء بالجنة، ويرهبون المخالفة والعصيان، والتورط في أعمال أهل النار. وبيان حال الفريقين يشتمل على وعيد الكفار، ووعد المؤمنين الأخيار، كما يتضح من هذه الآيات:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال