سورة النساء / الآية رقم 78 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ القَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِياًّ وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أُوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا القِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ القَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً

النساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (78) ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (79)} [النساء: 4/ 77- 79].
نزلت في فئة من المؤمنين أتوا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا نبي اللّه، كنا في عز، ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة؟ قال: إني أمرت بالعفو، فلا تقاتلوا القوم، فلما حوّله اللّه إلى المدينة، أي بعد الهجرة، أمره بالقتال، فكفّوا، فأنزل اللّه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} الآيات.
ومعنى الآيات: ألم تنظر إلى أولئك الذين قيل لهم في مكة في ابتداء الإسلام:
التزموا السلم والسلام، وامنعوا أنفسكم عن حروب الجاهلية، وأتموا الصلاة كاملة الأركان، بخشوع واطمئنان، وأدوا الزكاة التي توجد التراحم بين الخلق، وتقوي الأمة والجماعة، ولكن حينما فرض عليهم القتال ضد المشركين بعد الهجرة، إذا فريق منهم، وهم المنافقون والضعفاء، يخافون لقاء المشركين كخوفهم من اللّه أو أشد خوفا، ويفرون من الحرب. ويقولون معترضين: ربنا لم فرضت علينا القتال؟
وهلا أخرت فرضية القتال إلى مدة أخرى، فإن في القتال سفك الدماء، وتيتيم الأولاد، وتأيم أو ترمل النساء.
أجابهم اللّه بقوله: قل لهم يا محمد: إن التمتع بالحياة الدنيا الذي حرصتم عليه قليل فان زائل، والآخرة نعيم باق دائم، فهي خير وأبقى لمن أطاع اللّه وامتثل أوامره، واتقاه بترك ما يغضبه، فأنتم محاسبون على أعمالكم: إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ولا تظلمون أي شيء ولو كان قليلا تافها. واعلموا أيها الناس جميعا أن الموت أمر محتم لا مفر منه، وهو مقيد بأجل معلوم لا يزيد ولا ينقص، وأينما تكونوا في المنزل أو في السوق أو في ساحة القتال أو في قصور عالية مشيدة، يدرككم الموت، فملك الموت لا تحجزه الحواجز، ولا يقبض الروح إلا بأجل معلوم، وكم من محارب نجا، وقاعد عن الحرب متخلف مات سريعا.
ومن أعجب العجب قول جماعة المنافقين للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا أصابتك حسنة من غنيمة أو خصب أو رزق من ثمار وزروع وأولاد قالوا: هذه الحسنة من عند اللّه ومن فضله وإحسانه، لا بجهد أحد، وإن أصابتك سيئة من هزيمة أو قحط وجدب، ونقص في الثمار والزروع وموت الأولاد قالوا: هذا بسبب شؤمك يا محمد، وبسب اتباعنا لك، فرد اللّه عليهم بأن كلا من الحسنة والسيئة من عند اللّه، فالله هو الخالق والموجد لكل شيء، فما لعقول هؤلاء القوم لا يكادون يفهمون حديثا أو خطابا، والأمور مرتبطة بأسبابها، فما أصابك أيها الإنسان من حسنة فمن فضل اللّه ونعمته وتوفيقه لك للخير والنجاة، وما أصابك من سيئة فمن نفسك وتقصيرك وإهمالك، حيث لم تسلك سبيل العقل والحكمة.
وأما أنت يا محمد فمجرد رسول أرسلناك للناس، تبلغهم شرائع اللّه وأحكامه، وليس عليك إلا البلاغ، وإن كان إيجاد الشر والخير وخلقه من عند اللّه، وكفى بالله شاهدا على صدق رسالتك وأداء مهامك وواجباتك.
مرد طاعة الرسول وتدبر القرآن:
الوحي الإلهي هو مصدر الشريعة الإسلامية جميعها، سواء كان الحكم أو التكليف الشرعي واردا من اللّه تعالى مباشرة بنص صريح، أم من الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، فحكم اللّه وحكم رسوله واحد، وطاعة الرسول طاعة لله تعالى، ووحدة المصدر أمر ضروري لوحدة العقيدة والتشريع والأحكام، وقد أرشد القرآن الكريم لهذا المبدأ العام، وأبان أن القرآن لمن تدبره وتأمل في جميع آياته يجده واحدا منسجما في جميع أحكامه لا ينقض حكم حكما، ولا يتناقض حكم مع حكم، فكل أحكام القرآن الكريم منسجمة مع بعضها، بالرغم من أن نزوله كان على مدى ثلاث وعشرين سنة.
قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال