سورة الطارق / الآية رقم 3 / تفسير تفسير الماوردي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَخُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ المَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَىوَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

الطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


قوله تعالى {والسماءِ والطارقِ} هما قسمَان: {والسماءِ} قَسَمٌ، {والطارقِ} قَسَمٌ.
{الطارق} نجم، وقد بيّنه الله تعالى بقوله: {وما أدْراكَ ما الطارقُ * النجْمُ الثّاقبُ} ومنه قول هند بنت عتبة:
نحْنُ بنات طارِق *** نمْشي على النمارق
تقول: نحن بنات النجم افتخاراً بشرفها، وإنما سمي النجم طارقاً لاختصاصه بالليل، والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقاً، قال الشاعر:
ألا طَرَقَتْ بالليلِ ما هجَعوا هندُ *** وهندٌ أَتى مِن، دُونها النأيُ والصَّدّ
وأصل الطرق الدق، ومنه سميت المطرقة، فسمي قاصد الليل طارقاً لاحتياجه في الوصول إلى الدق.
وفي قوله {النجم الثاقب} ستة أوجه:
أحدها: المضيء، قاله ابن عباس.
الثاني: المتوهج، قاله مجاهد.
الثالث: المنقصّ، قاله عكرمة.
الرابع: أن الثاقب الذي قد ارتفع على النجوم كلها، قاله الفراء.
الخامس: الثاقب: الشياطين حين ترمى، قاله السدي.
السادس: الثاقب في مسيره ومجراه، قاله الضحاك.
وفي هذا النجم الثاقب قولان:
أحدهما: أنه زُحل، قاله عليّ.
الثاني: الثريّا، قاله ابن زيد.
{إن كُلُّ نفْسٍ لّما عليها حافِظٌ} فيه وجهان:
أحدهما: (لّما) بمعنى إلاّ، وتقديره: إنْ كل نفس إلاَّ عليها حافظ، قاله قتادة.
الثاني: أن (ما) التي بعد اللام صله زائدة، وتقديره: إن كل نفس لعليها حافظ، قاله الأخفش.
وفي الحافظ قولان:
أحدهما: حافظ من الله يحفظ عليه أجله ورزقه، قاله ابن جبير.
الثاني: من الملائكة يحفظون عليه عمله من خير أو شر، قاله قتادة.
ويحتمل ثالثاً: أن يكون الحافظ الذي عليه عقله، لأنه يرشده إلى مصالحه، ويكفّه عن مضاره.
{يَخْرُجُ مِنْ بَيْن الصُّلْبِ والتّرائِب} فيه قولان:
أحدهما: من بين صلب الرجل وترائبه، قاله الحسن وقتادة.
الثاني: بمعنى أصلاب الرجال وترائب النساء.
وفي الترائب ستة أقاويل:
أحدها: أنه الصدر، قاله ابن عياض، ومنه قول دريد بن الصمة.
فإنَّ تُدْبروا نأخذكُم في ظهوركم *** وإنْ تُقْبِلُوا نأخذكُم في الترائب
الثاني: ما بين المنكبين إلى الصدر، قاله مجاهد.
الثالث: موضع القلادة، قاله ابن عباس، قال الشاعر:
والزعفران على ترائبها *** شرق به اللّباتُ والنحْرُ
الرابع: أنها أربعة أضلاع من الجانب الأسفل، قاله ابن جبير، وحكى الزجاج أن الترائب أربعة أضلاع من يمنة الصدر وأربعة أضلاع من يسرة الصدر.
الخامس: أنها بين اليدين والرجلين والعينين، قاله الضحاك.
السادس: هي عصارة القلب، قاله معمر بن أبي حبيبة.
{إنّه على رَجْعِهِ لقادرٌ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: على أن يرد المني في الإحليل، قاله مجاهد.
الثاني: على أن يرد الماء في الصلب، قاله عكرمة.
الثالث: على أن يرد الإنسان من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصبا، ومن الصبا إلى النطفة، قاله الضحاك.
الرابع: على أن يعيده حيّاً بعد موته، قاله الحسن وعكرمة وقتادة.
الخامس: على أن يحبس الماء فلا يخرج.
ويحتمل سادساً: على أن يعيده إلى الدنيا بعد بعثه في الآخرة لأن الكفار يسألون الله فيها الرجعة.
{يومَ تُبْلَى السّرائرُ} أي تَظْهَر.
ويحتمل ثانياً: أن تبتلى بظهور السرائر في الآخرة بعد استتارها في الدنيا.
وفيها قولان:
أحدهما: كل ما استتر به الإنسان من خير وشر، وأضمره من إيمان أو كفر، كما قال الأحوص:
ستُبلَى لكم في مُضْمَرِ السِّرِّ والحشَا *** سَريرةُ ودٍّ يومَ تُبلَى السرائرُ.
الثاني: هو ما رواه خالد عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأمانات ثلاث: الصلاة والصوم والجنابة، استأمن الله ابن آدم على الصلاة، فإن شاء قال: قد صليت ولم يُصلّ، استأمن الله ابن آدم على الصوم، فإن شاء قال: قد صمت ولم يصم، استأمن الله ابن آدم على الجنابة، فإن شاء قال: قد اغتسلت ولم يغتسل، اقرؤوا إن شئتم: {يوم تُبْلى السّرائرُ}».
{فما لَهُ مِن قُوَّةٍ ولا ناصَرٍ} فيه قولان:
أحدهما: أن القوة العشيرة، والناصر: الحليف، قاله سفيان.
الثاني: فما له من قوة في بدنه، ولا ناصر من غيره يمتنع به من الله، أو ينتصر به على الله، وهو معنى قول قتادة.
ويحتمل ثالثاً: فما له من قوة في الامتناع، ولا ناصر في الاحتجاج.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال