سورة الأعلى / الآية رقم 15 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَخُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ المَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَىوَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

الطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالطارقالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلىالأعلى




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (19)} [الأعلى: 87/ 1- 19].
نزه اللّه وقدسه ومجده عن النقائص والأغيار المغايرة له جميعا وعما يقول المشركون، والمراد باسم ربك: المسمى وهو الرب، ويقصد بهذا الأمر: تنزيه اللّه تعالى مطلقا، والأعلى الأجل والأعظم من كل ما يصفه به الواصفون، فهو العالي والأعلى كالكبير والأكبر.
وصفات الرب الأعلى: أنه الذي خلق الكائنات جميعها، ومنها الإنسان، وسوّى كل مخلوق في أحسن الهيئات، فعدل قامته، وناسب بين أجزائه، وجعلها متناسقة محكمة، غير متفاوتة ولا مضطربة، فقوله: {فَسَوَّى} عدّل وأتقن.
والذي قدر لكل مخلوق ما يصلح له، من المقادير المخصوصة، فأرشده وعرفه وجوه الانتفاع بالأشياء. فقوله: {قَدَّرَ} معناه: التقدير والموازنة بين الأشياء.
والذي أنبت العشب الذي ترعاه الدواب، والنبات والزرع الذي يأكله الإنسان، ثم جعل ذلك المرعى بعد اخضراره باليا هشيما جافا أسود يابسا.
ثم وعد اللّه نبيه تثبيت القرآن في قلبه، فإنا سنجعلك أيها النبي قارئا، بأن نلهمك القراءة، فلا تنسى ما تقرؤه.
قال مجاهد والكلبي: كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأولها، مخافة أن ينساها، فنزلت: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6)} بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه.
وفي رواية أبي صالح عن ابن عباس: فلم ينس بعد نزول هذه الآية حتى مات.
إنك ستحفظ القرآن المنزل إليك، ولا تنساه، إلا ما شاء اللّه أن تنساه، فإن أراد أن ينسيك شيئا، فعل. قال الحسن البصري وقتادة ومالك بن أنس: هذه الآية في معنى قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} [القيامة: 75/ 16- 18]. وعده اللّه تعالى أن يقرئه، وأخبره أنه لا ينسى نسيانا لا يكون بعده تذكّر فيذهب الآية، وذلك أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يحرك شفتيه، مبادرة، خوفا منه أن ينسى. وفي هذا التأويل آية للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم في أنه أمي، وحفظ اللّه تعالى عليه الوحي، وأمّنه من نسيانه.
ثم أكد اللّه تعالى الوعد بالإقراء وعدم النسيان، بأن اللّه يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه من ذلك شيء.
ثم بشر اللّه نبيه ببشارة أخرى وهو توفيقه للأيسر في أحكام الشريعة، إنا نسهل عليك أفعال الخير وأقواله، ونشرع لك شرعا سهلا سمحا، ونوفقك للطريقة اليسرى.
والمعنى بإيجاز: نذهب بك نحو الأمور المستحسنة في دنياك وأخراك، من النصر والظفر وعلو الرسالة والمنزلة يوم القيامة، والرفعة في الجنة.
ثم أمره اللّه تعالى بالتذكير، فعظ أيها النبي الناس بالقرآن، وأرشدهم إلى سبل الخير، واهدهم إلى شرائع الدين، وذلك إن نفع التذكير، وهذا اعتراض على جهة التوبيخ لقريش، أي ان نفعت الذكرى في هؤلاء الطغاة العتاة، سيتذكر ويتعظ من يخشى اللّه تعالى والدار الآخرة، وهم العلماء والمؤمنون، كل بقدر ما وفّق، ويتجنب الذكرى ونفعها من سبقت له الشقاوة فكفر، ووجب له صلي النار الكبرى، والخلود في عذابها.
إن المخلّد الذي يدخل النار يبقى فيها على الدوام، فلا يموت فيها، فيستريح من العذاب، ولا يحيا حياة طيبة هانئة ينتفع بها أو يسعد بها.
لقد فاز ونجا من العذاب من تطهر من الشرك والمعصية، فآمن بالله ووحده وعمل بشرائعه وتعهد نفسه بالتزكية والتهذيب والتطهر من الرذائل والمفاسد.
ثم أخبر اللّه تعالى الناس: أنهم يؤثرون الحياة الدنيا، فالكافر يؤثرها فلا يؤمن بالآخرة، والمؤمن يؤثرها إيثار معصية وغلبة نفس إلا من عصم اللّه تعالى، ولكن الآخرة ونعيمها أفضل وأدوم من الدنيا، وثواب اللّه في الآخرة خير من الدنيا وأبقى، لأن الدنيا فانية، والآخرة باقية.
ثم أعلم اللّه تعالى أن الشرائع واحدة في أصولها وآدابها العامة، فإن كل ما ذكر من فلاح من تزكى، وتذكّر اللّه تعالى، وإيثار الناس الدنيا، ثابت في صحف إبراهيم العشر، وصحف موسى العشر غير التوراة، فقد تتابعت كتب اللّه تعالى أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال