سورة البلد / الآية رقم 6 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ

الفجرالفجرالفجرالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالبلدالشمس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}.
التفسير:
لا أقسم بهذا البلد.. ما تأويله؟
قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ} قلنا- في غير موضع- إن القسم المنفي فيما ورد في القرآن الكريم، هو تعريض بالقسم، وتلويح به، دون إبقاعه، إذ كان الأمر الواقع في حيزّ القسم، أوضح وأظهر من أن يقسم عليه، توكيدا، أو تقريرا.. ونفى القسم هنا هو لعلة في المقسم به، لا بالمقسم عليه، كما سنرى.. والبلد، هو البلد الحرام، مكة المكرمة، وقد أقسم اللّه به في غير هذا الموضع، في قوله تعالى: {وَالتِّينِ. وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ، وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}.
وقوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} الواو هنا للحال، والجملة حال من فاعل لا أقسم، وهو اللّه سبحانه وتعالى.. أي لا أقسم بهذا البلد في تلك الحال التي أنت حلّ به، فالضمير {أنت} خطاب للنبى صلوات اللّه وسلامه عليه. والحلّ: الحلال، المستباح.
والمراد بالحلّ، هنا هو النبىّ- صلوات اللّه وسلامه عليه- وأنّ المشركين لم يرعوا فيه حرمة القرابة، ولا حرمة البلد الحرام الذي يأوى إليه، بل أباحوا سبّه وشتمه، وأطلقوا ألسنتهم بكل قالة سوء فيه، بل وتجاوزوا هذا إلى التعرض له بالأذى المادي، حتى لكادوا يرجمونه.
وهنا ندرك بعض السر في نفى القسم بالبلد الحرام.. لقد جعله المشركون بلدا غير حرام، وغيّروا صفته التي له، حتى لقد صار هذا البلد غير أهل لأن يقسم به من اللّه سبحانه، لأن القسم من اللّه هو تشريف وتكريم لما يقسم به سبحانه، وإن اللّه سبحانه لن يقسم بهذا البلد ما دام النبي- صلوات اللّه وسلامه عليه- لا ترعى له حرمة في البلد الحرام.. فإن حرمة هذا البلد من حرمة النبي، وأنه إنما أقيم من أول وجود للمجتمع الإنسانى، ليستقبل دين اللّه وقد كمل، وليكون مطلعا لخاتم المرسلين وقد ظهر.
وفى نفى القسم بالبلد الحرام، تجريم للمشركين، وتشنيع على جنايتهم الغليظة التي اقترفوها في حق رسول اللّه، وفى حق البلد الأمين، وأن تلك الجناية الشنعاء قد امتدت آثارها إلى البلد الحرام، فسلبته حرمته، وأن اللّه سبحانه وتعالى رافع عنه هذه الحرمة، حتى ينتقم لنبيه الكريم من هؤلاء المجرمين، ويردّ إليه اعتباره من التوقير والتكريم في رحاب البلد الحرام. وعندئذ تعود للبلد حرمته!! وإنا لنذهب إلى أبعد من هذا، فنقول إن رفع الحرمة عن البلد الحرام قد ظلّ معلقا هكذا إلى أن خرج منه النبي- صلوات اللّه وسلامه عليه- مهاجرا ثم عاد إليه فاتحا في السنة الثامنة من الهجرة، وأنه قد أبيح له من هذا البلد يوم الفتح، ما كانحراما، فأمر صلوات اللّه وسلامه عليه بقتل بعض المشركين، وهم متعلقون بأستار الكعبة، يومئذ، وهم ابن خطل، وميّس بن صبابة، وغير هم وفى هذا يقول الرسول الكريم عن هذا البلد يوم الفتح: «إن اللّه حرم مكة، يوم خلق السماوات والأرض، فهى حرام إلى أن تقوم الساعة، فلم تحل لأحد قبلى، ولا تحل لأحد من بعدي، ولم تحل لى إلا ساعة من نهار» وإنه ما إن يقرغ النبي- صلوات اللّه وسلامه عليه- من حساب هؤلاء المتاكيد الذين أمر بقتلهم في المسجد الحرام، بالبلد الحرام، حتى تعود للبلد الحرام حرمته ويطّهر من الشرك والرجس، ومن الأصنام وعبّاد الأصنام.
هذا، ولا يفهم مما قلناه: من أن البلد الحرام، قد رفعت عنه حرمته منذ أحل المشركون من النبي ما أحلّوا- لا يفهم من هذا، أن ذلك بالذي ينقص من قدر هذا البلد، أو يجور على شيء من مكانته، وعلو مقامه.. فهو هو على ما شرفه اللّه به، ورفع قدره، ولكن رفع الحرمة عن هذا البلد، هو عقاب لهؤلاء المشركين الذين آواهم هذا البلد، وجعله حرما لهم.. فلما استباحوا حرمته، باستباحة حرمة النبي، عرّاهم اللّه من هذه الخلية الكريمة التي خلعها عليهم البلد الحرام..! ولهذا أقسم اللّه سبحانه بهذا البلد الذي أبيحت حرمته من المشركين، ووصفه بالبلد الأمين في قوله تعالى: {وَالتِّينِ، وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ، وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}.
قوله تعالى: {وَوالِدٍ وَما وَلَدَ} معطوف على قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ}.
والمراد بالوالد وما ولد- واللّه أعلم- هو هذا التوالد الذي يقع بين الناس.
فكل والد، هو مولود، وكل مولود، سيكون والدا، وبهذا، يتصل النسل، وتكثرا المخلوقات، وتعمر الأرض.
وفى عملية التوالد، تتجلى قدرة الخالق جل وعلا، وعلى مسرح هذه العملية مراد فسيح للدراسة، والتأمل، والبحث، وجامعة علم غرير للعلماء والدارسين، ومعلم من معالم الهدى واليقين للمؤمنين والمتوسمين.
وفى نفس القسم بالوالد، وما ولد (و هو الإنسان)- إشارة إلى أن الإنسان الذي كرمه اللّه سبحانه وتعالى، ورفع قدره على كثير من المخلوقات، كما رفع قدر هذا البلد الأمين على سائر البلدان- هذا الإنسان، قد خلع هذا الثوب الكريم الذي ألبسه اللّه إياه، وتخّلى عن المعاني الإنسانية الشريفة التي أودعها الخالق جل وعلا فيه، فأحلّ حرمات اللّه، واعتدى على حدوده، وبهذا لم يصبح أهلا لأن يقسم اللّه به، وأن يعرضه في معرض التشريف والتكريم.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [4- 6: التين] ومن هنا ندرك بعض السر في نفى القسم بالوالد وما ولد.. فإن اللّه سبحانه أقسم بكثير من مخلوقاته، من سماء وأرض، وما في السماء، من شمس وقمر، ونجوم، وما في الأرض من تين وزيتون، وخيل عادية، ورياح عاصفة، وغير هذا، مما أقسم اللّه سبحانه وتعالى به، من عوالم الجماد، والنبات، والحيوان.
فهذه المخلوقات قائمة على ما خلقها اللّه سبحانه وتعالى عليه، لم تخرج عن طبيعتها، ولم تحد عن طريقها المرسوم لها، على خلاف الإنسان، الذي غير وبدل، وانحرف عن سواء السبيل.
وأما حين أقسم اللّه سبحانه وتعالى بالإنسان، فإنما أقسم به في فطرته التي أودعها اللّه سبحانه فيه، تلك الفطرة التي جعلها اللّه تعالى أمانة بين يدى الإنسان، فلم يرعها، ولم يحفظها. وفى هذا يقول سبحانه: {وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها}.
فهذه النفس، هى الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها {فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها}.
والصورة الكاملة للإنسانية، التي احتفظت بهذه الفطرة، وزكتها التزكية المطلوبة لها، هو رسول اللّه- صلوات اللّه وسلامه عليه- وقد ألبسه اللّه سبحانه الشرف كله، وتوجه بتاج العظمة على المخلوقات جميعها، إذ أقسم به الحق جل وعلا، مضافا إلى ذاته الكريمة، فقال تعالى:

{فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ} [92- 93: الحجر].
وقد وزنه اللّه سبحانه وتعالى بهذا القسم، فرجح ميزانه ميزان السموات والأرض، إذ أقسم بهما الحق جل وعلا مضافين إلى ذاته العلية في قوله جل شأنه: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} [23: الذاريات].
ولكن شتان بين قسم اللّه سبحانه وتعالى بذاته مضيقا إليها الرسول الكريم، في مقام الخطاب، وبين قسمه سبحانه بالسماء والأرض، مضافتين إلى ذاته- جل وعلا- في مقام الغيبة..! فصلوات اللّه وسلامه عليك يا رسول اللّه، صلاة تنال بها شفاعتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم.
قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ}.
هو جواب للقسم المطوىّ، في كيان القسم المنفي.
والإنسان هو ثمرة من ثمرات التوالد بين الأحياء، سواء في هذا، الوالد، والولد.
والكبد: المعاناة والشدة.
والظرف: {فى} هو المحتوى الذي يضم الإنسان، وما يلاقى فيه من كبد.
فحياة الإنسان- كل إنسان- في هذه الدنيا، هى شدائد، ومعاناة.
فما يسلم إنسان أبدا من هموم الحياة وآلامها، النفسية، أو الجسدية، فكم يفقد الإنسان من صديق وحبيب؟ وكم يتداعى على جسده من أمراض وعلل؟ وكم؟
وكم؟ مما يطرق الناس من أحداث على مر الأيام، وكر الليالى؟ فالشباب يذبل ويولّى، والقوة تتبدد وتصبح وهنا وضعفا، وهذا الجسد الذي ملأ الدنيا حياة وحركة سيعصف به الموت يوما، ويلقى به في باطن الأرض، جثة هامدة متعفنة، لا تلبث أن تصير ترابا!.
فالإنسان وحده من بين المخلوقات- فيما نعلم- هو الذي تستبدّ به هذه المخاوف، وتطرقه هذه التصورات، على خلاف سائرا لأحياء التي تقطع مسيرتها في الحياة، في غير قلق أو إزعاج من المستقبل الذي ينتظرها.. إنها لا تنظر إليه، ولا تتصوره، ولا تعيش فيه قبل أن يصبح واقعا.
أما الإنسان، فإنه يعيش في المستقبل أكثر مما يعيش في الواقع، حتى إنه ليرى بعين الغيب في يوم مولده، ما هو مقبل عليه من آلام ومكابدات في مستقبل حياته.. يقول ابن الرومي.
لما تؤذن الدنيا به من صروفها *** يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلّا فما يبكيه منها وإنها *** لأرحب مما كان فيه وأرغد
هذا هو الإنسان، وتلك هى مسيرته في الحياة، فلا يفترنّ جاهل بقوته، ولا يركننّ مغرور إلى ما بين يديه من مال وسلطان.. فكل زائل وقبض الريح!.
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}؟
هو إلفات لهذا المغرور بقوته، المعتزّ بسلطانه وجاهه، المفتون بنفسه، المتشامخ بذاته، حتى ليحسب أن أحدا لن يقدر عليه، ولن يسلبه شيئا مما معه.
إنه أضعف من أن يثبت لنخسة من نخسات الحياة، كما يقول سبحانه:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} [54: الروم] ويقول سبحانه: {وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً} [28: النساء] وإن بعوضة تلسعه لتحرق جسده بالحمى، وإن جرثومة تتدسس إلى كيانه لتهدّ بنيانه، وتقوض أركانه!! ثم ما قوة هذا الإنسان؟ أهو أقوى من خالقه الذي خلقه من نطفة ثم سواه رجلا؟
فما أضعف الإنسان، وما أخف وزنه، إذا كان معياره قائما مع هذا الجسد، دون أن يكون لروحه حساب، أو لنفسه اعتبار! وقوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً} هكذا يقول الإنسان مباهيا مفاخرا بما أنفق من مال.
واللبد: الكثير، الذي جمع بعضه إلى بعض، فكان أكداسا مكدسة.
وفيم أهلك هذا السفيه المغرور هذا المال الكثير؟ أفي ابتناء محمدة، أو اكتساب مكرمة؟ أو إغاثة ملهوف؟ أو إطعام جائع؟ كلّا.. إنه لا يعرف وجها من هذه الوجوه ولا تنضح يده لها بدرهم، من هذا المال الكثير الذي أهلكه.. إنه أهلكه في مباذله، وفى استرضاء شهواته، وإشباع نزواته.. ولهذا فهو مال هالك، ومهلك لمن أنفقه وهذا بعض السرّ في قوله تعالى: {أهلكت} الذي يدل على أن هذا المال ذهب في طريق الضياع والفساد.
وقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ؟} أي أيحسب هذا السفيه المفتون، أن عين اللّه لا تراه، ولا تكشف عن هذه الوجوه المنكرة التي يهلك فيها هذا المال اللبد؟ وكلّا، فإنه محاسب على هذا المال الذي أهلكه في وجوه الضلال، والبغي والعدوان.
قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ، وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ، وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ؟} هو تعقيب على موقف هذا الجهول المفتون، الذي ظن أن قدرته لا تغلب، وأن ماله لا ينفد، وأنه لا يحاسب على ما يفعل، ولا يراجع فيما يقول، وأنه عند نفسه أكبر من أن يحاسب، وأعظم من أن يراجع!! وإذا سلّم لهذا الغبىّ الجهول، أن جاهه وسلطانه من كسب يده، وأن المال الذي ينفق منه بغير حساب على شهواته وأهوائه، هو من ثمرة عمله- إذا سلّم له بهذا، فهل يجرؤ على أن يدّعى- ولو تجرد من كل حياء- أنه هو الذي أوجد وجوده، وأودع فيه هذه القوى التي يعمل بها؟ أيجرؤ على أن يقول إنه هو الذي خلق هاتين العينين اللتين ببصر بهما، أو هو الذي خلق جهاز النطق الذي ينطق به، من لسان وشفتين؟ فإذا كان لا يملك تلك القوى المودعة فيه، فهل يملك ما تحصّله له تلك القوى من جاه، ومال، وسلطان؟ إنه يستطيع- ولو جدلا وسفها- أن يقول مشيرا إلى نفسه: هذا مالى قد جمعته، وهذا جاهى وسلطانى قد أقمته ولكن لا يستطيع أبدا أن يقول ها هو ذا أنا الذي أو جدته!!
وهديناه النجدين. ما تأويله؟
قوله تعالى {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} النجد: ما ارتفع من الأرض، أشبه بالنّهد البارز على الصدر، وجمعه نجود، وبه سمى الصّقع المعروف من بلاد العرب، بنجد، لأنه عال بارز على ما حوله من الأماكن، مثل تهامة وغيرها.
والنجدان هنا، هما جانبا الخير والشر في الإنسان.. وسميا نجدين لأنهما أمران بارزان بين ما يتقلب فيه الإنسان من أمور. فالخير واضح الملامح، بيّن السّمات، وكذلك الشر، أمره ظاهر لا يخفى،.. ولن يخطىء أحد التفرقة بين ما هو خير وما هو شر، كما لا يخطىء أحد التفرقة بين النور والظلام، والنهار والليل، والحلو والمر.. اللهم إلا من فسد عقله، واختل تفكيره، فيرى الأمور على غير وجهها، تماما، كمن تعطلت حاسة من حواسه، من سمع أو بصر، أو شم، أو ذوق، فلا يميز بين المسموعات أو المبصرات، أو المشمومات أو المذوقات.. وهذا ما يشير إليه الرسول الكريم بقوله: «إن الحلال بين وإنّ الحرام بيّن.. وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس».
والإنسان السوىّ، يعرف الخير والشر، والهدى والضلال، والنافع والضار، ويهتدى إلى ذلك بنفسه، كما يتهدّى الحيوان إلى مسالكه في الحياة، وإلى ما يحفظ وجوده بين الأحياء.
ومن هنا كانت دعوة الإسلام- كما كانت دعوة الشرائع السماوية كلها- هى الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر.. والمعروف هو ما عرف الناس بفطرتهم أنه ملائم لهم، فاتجهوا إليه، وتجاوبوا معه، وأخذوا وأعطوا به.
والمنكر، ما أنكره الناس بفطرتهم، واستوحشوه، ونفروا منه، ونأوا بأنفسهم عنه.. ومن هنا أيضا كان الإجماع في الشريعة الإسلامية أصلا من أصول هذه الشريعة، يقوم إلى جانب أصليها: الكتاب والسنة.. وليس الإجماع في حقيقته إلا توارد العقول وتلاقى الفطر على أمر ليس في كتاب اللّه ولا في سنة رسوله نصّ فيه.
وهذا يعنى أن الرأى العام حكم يقضى بين الناس، وفيصل فيما لم يجدوا له حكما في الكتاب أو السنة.
وأكثر من هذا، فإن أحكام الكتاب والسنة، إنما هى موزونة بميزان الفطرة السليمة، والعقل الصحيح، أو قل إن أحكام الكتاب والسنة ضابطة لمسيرة الفطرة السليمة، والعقل الصحيح. ومن هنا لا تجد النفوس السويّة حرجا، ولا ضيقا، في التزامها حدود الشريعة والوفاء بها.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [78: الحج] فمعنى قوله تعالى: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} أي عرّفناه وجهى الخير والشر، وأعطيناه الميزان الذي يزنهما به، ويضع كلّا منهما موضعه الذي هو له.. وكما يشير النجدان إلى أن كلّا من الخير والشر بالمكان البارز الذي لا يخفى وجهه ولا تخطىء الأنظار الاستدلال عليه- كذلك يشيران إلى أن الاتجاه إلى أي منهما، وأخذ الطريق إليه، هو مرتقى صعب، يحتاج إلى جهد ومعاناة! فالذى يتجه إلى الخير، ويحمل نفسه على معايشته، إنما يغالب أهواء جامحة، ويدافع شهوات معربدة.. وفى الحديث: «حفّت الجنة بالمكاره».
ولهذا كان الصبر من عدّة المؤمنين، ومن زادهم على طريق الحق والخير.. فمن لم يرزق الصبر، لم يقو على السير في طريق الهدى والإيمان.. {إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ، وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} [2- 3: العصر].. {وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [35: فصلت] والشرّ، وإن بدا في ظاهر الأمر أنه أخفّ محملا، وأيسر سبيلا، لأن مسيرته متجهة مع أهواء النفس، مندفعة مع تيار الشهوات- إلا أنه في واقع الأمر على خلاف الظاهر، فليس محمل الشر خفيفا، ولا طريقه سهلا معبّدا.
فما أكثر المزالق والعثرات التي يلقاها الأشرار في طريقهم، وما أكثر الآلام التي تتولد من اقتراف الآثام، وإشباع الشهوات.. وإن اللذة العارضة لشهوة من الشهوات، أو إثم من الآثام، لتعقبها دائما آلام مبرّحة، وأوجاع قاتلة، إن لم يكن ذلك في يومها، ففى غد قريب أو بعيد.. فما أكثر العلل الجسدية التي تخلّفها الآثام، وما أكثر العلل والأوجاع التي يرثها أولئك الذين يزرعون الشر، ويستكثرون منه! هذا، وللإنسان- كل إنسان، حتى أكثر الناس جرأة على الشر ومقارفة له- لحظات يصحو فيها من غفلته، ويفيق فيها من سكرته، ويتنبه من ذهوله، وعندها يجد بين يديه هذا الحصاد المشئوم، الذي تنبعث منه روائح كريهة عفنة، حتى لتكاد تخنق أنفاسه، وتزهق روحه! وكم لأهل الضلال، ومقتر في الآثام من ساعات، يحترقون فيها بنار الندم والحسرة، ويتقلبون فيها على جحيم التقريع واللوم، ولكن بعد فوات الأوان، وإفلات الفرصة.. وأىّ عزاء يعزّى به نفسه رجل كأبى نواس مثلا، حين يذهب شبابه، وتموت نوازعه وشهواته، ثم يتلفت فيجد بين يديه أشباح آثامه وفجوره، تتراقص من حوله، بوجوهها الكالحة، وأنيابها المكثرة، ومخالبها الحادة، وكأنها الحيات تطل من أجحارها، وتهجم عليه من كل جانب؟
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم *** وأسمت سرح اللهو حيث أساموا
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه *** فإذا عصارة كل ذاك أثام!
هكذا يلقى أبو نواس نفسه في صحوة الموت، وقد بلغت الروح الحلقوم!! وأي حسرة وأي ألم فاضت بهما نفس رجل كالحجاج، وقد قام على منبر سلطانه في العراق، يرمى الناس بالصواعق من كلماته، فتنخلع منها القلوب، وتضطرب النفوس، ويشهر سيفه بيد هذا السلطان المطلق، ويقول: إنى لأرى رؤسا قد أينعت وحان قطافها، وإنى لصاحبها، وكأنى أنظر إلى الدماء بين العمائم وللحى.. ثم ينفذ هذا الوعيد، فيقطع رءوسا بريئة، وبريق دماء طاهرة.. ثم تختم صفحته الملطخة بالدماء، بدم سعيد بن جبير بقية السلف الصالح، والنبتة الكريمة الباقية من رياض التابعين؟.
والذين شهدوا الحجاج وهو على فراش الموت، يعانى سكراته، وينظر نظرات الفزع والرعب إلى ماضيه الذي حضر كلّه بين يديه- الذين شهدوا الحجاج وهو في تلك الحال، فاضت نفوسهم أسّى عليه، ورحمة به، حتى أولئك الذين كانوا أشد الناس بغضا له، واستعجالا ليومه هذا! فكم يساوى سلطان الحجاج، وجبروته، وما أرضى به نفسه من هذا السلطان، وذلك الجبروت- كم يساوى كل هذا من آلام ساعة من ساعاته الأخيرة، وهو يرى حصاد هذا السلطان، وثمر هذا الجبروت؟
هذا حساب الإنسان مع نفسه، فكيفّ حسابه مع اللّه، إذا كان قد أخذ طريقا غير طريق اللّه؟.
وقوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}.
العقبة، هى الطريق الوعر في الجبل، تحف بسالكها المخاوف والمهالك.
والاقتحام، هو الإقدام من المرء على الأمر في قوة وعزم، دون مبالاة بما يعترضه من صعاب.. والمخاطب باقتحام العقبة هنا، هو هذا الإنسان الذي هداه اللّه النجدين، وعرّفه- بما أودع فيه من عقل، وما غرس فيه من فطرة- التهدّى إلى طريق الخير أو الشر، ثم لم يقتحم العقبة إلى موارد الخير، ومواقع الإحسان، وآثر أن يأخذ طريق الشر، ويتقحّم عقبته تحت غواشى ضلاله، وغمرة شهواته.. ومطوة نزواته.
وقوله تعالى: {وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ} سؤال يثير العقل، ويحرك الفكر، نحو هذا المجهول الذي يسأل عنه.
وقوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ، أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ}: المسغبة: المجاعة، والمتربة: التراب، ويراد بها الفقر الشديد، كأن المتصف بها لا يملك غير التراب! هذه هى العقبة التي كانت موضوع السؤال: {وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ}؟ إنها عقبة، تقوم بين يدى من يريد اجتيازها إلى مواقع الخير عقبات:
منها: {فك رقبة} أي عتق رقبة، وفكها وإطلاقها من أسر العبودية، والرق، وتحريرها من البهيمية التي اغتالت معالم الإنسانية فيها.
إن الإنسان- مطلق الإنسان- له حرمته عند اللّه، وإن الاستخفاف بهذه الحرمة عدوان على حمى اللّه.. ولهذا كان من أعظم القربات عند اللّه سبحانه وتعالى، هو رد اعتبار هذا الإنسان، وتصحيح وجوده بين الناس.
إنه خليفة اللّه في الأرض! ومن العقبات التي يقتحمها من يأخذ طريقه إلى اللّه: {إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ، أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ} أي بذل الطعام في المجاعات، وفى أيام الجدب والقحط، للجياع والمحرومين.. وأولى هؤلاء الجياع بالإطعام، الأيتام الفقراء، لضعفهم، وعجزهم عن الكسب.. وأحق الأيتام بهذا الإحسان، ذوو القربى، إذ كان للقرابة حق يجب أن يرعى، فمن قصّر في حق ذوى قرابته، فهو مع غير هم أكثر ضنّا، وأشد تقصيرا.. والمسكين الفقير، هو أشبه باليتيم، في ضعفه، وقلة حيلته، وإطعامه- حين لا يجد الطعام- أولى من غيره! وفرق بين الفقير، والمسكين.. فقد يكون المسكين فقيرا، وقد يكون الفقير غير مسكين.. والمسكين هو الذليل، المهين.. سواء أكان فقيرا أم غير فقير، ومن هنا لم يكن في المؤمنين مسكين. إذ لا يجتمع الإيمان، وذلة المسكين ومهانته.
وعلى هذا يكون المسكين، هو الّذي، الذي يعيش في دار الإسلام، ويكون من حقه على المسلمين إذا كان فقيرا أن تسدّ مفاقره، وأن يكون له نصيب من البر والإحسان. كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ...} أما الفقير على إطلاقه، فهو من كان من المؤمنين، ولا مال معه، وهذا الفقر لن يلبسه لباس المسكنة أبدا.. وكيف، وهو العزيز بإيمانه، القوى بالثقة في ربه؟
وسميت هذه الأمور عقبة، لأن الذي يتخطاها، إنما يغالب نوازع نفسه، من الأثرة، وحب المال، وإنه ليس من السهل على الإنسان أن ينزع من نفسه الأنانية والأثرة، وحبّ المال، وإن ذلك ليحتاج إلى معاناة وجهاد ومغالبة، حتى يقهر المرء هذه القوى التي تحول بينه وبين البذل والسخاء.
وقوله تعالى: {ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}.
إشارة إلى أن هذه الأعمال المبرورة، لا ينزلها منازل القبول من اللّه إلا الإيمان باللّه. فإذا فعلها المرء غير مؤمن باللّه، وغير راغب في ثوابه، طامع في حسن المثوبة منه- لم يكن لها عند اللّه وزن.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً} [23: الفرقان] وقوله سبحانه: {أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً} [105: الكهف].
وقوله تعالى: {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} إشارة إلى أن الإيمان- مجرد الإيمان- لا يمكّن المرء من اقتحام هذه العقبة، وإن كان يدعو إلى اقتحامها، ويشدّ البصر نحوها.. إذ لا بد من أن يقوم مع الإيمان، دعوة موجّهة إلى الصبر، وإلى الرحمة، وأن يتزود المرء بزاد عتيد منها.
والتواصي بالصبر والمرحمة، هو إلحاح المرء على نفسه بالدعوة إليهما، والتمسك بهما، فإذا جزع في مواجهة مال يخرج من يده، حمل نفسه على الصبر على ما تكره، واستدعى من مشاعره دواعى الحنان والرحمة.. فذلك مما يعينه على مغالبة أهوائه، وقهر شحّه وبخله.. ثم لا يقف المرء عند هذا، بل ينبغى أن يكون هو داعية إلى الصبر وإلى الرحمة، يبشر بهما في الناس، ويدعو إليهما في كل مجتمع، فذلك من شأنه أن يترك آثاره فيه، إلى جانب ما يتركه من إشاعة هذا المعروف بين الناس.
قوله تعالى: {أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ}.
أي أن هؤلاء الذين آمنوا، وتواصوا بالصبر، وتواصوا بالمرحمة، وتخطوا هذه العقبة، ففكوا الرقاب، وأطعموا الجياع من الأيتام والمساكين- هؤلاء {أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ} أي أصحاب اليمين، والفوز، والفلاح، وأنهم من أهل اليمين، الذين وعدهم اللّه جنات النعيم..
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ}.
أي والذين لم يؤمنوا باللّه، ولم يقتحموا العقبة، سيأخذون الجانب الآخر المقابل لأصحاب الميمنة، وهو جانب الشؤم، والبلاء.. حيث نار جهنم، يصلونها وبئس المصير.
قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ}.
أي هذا هو المساق الذي يساق إليه أصحاب المشئمة، حيث تشتمل عليهم النار، وتغلق عليهم أبوابها، فلا مهرب، ولا إفلات لهم منها.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال