سورة القدر / الآية رقم 5 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَمَا تَفَرَّقَ الَذينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّةِ

القدرالقدرالقدرالقدرالقدرالبينةالبينةالبينةالبينةالبينةالبينةالبينةالبينةالبينةالبينة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [القدر: 97/ 1- 5].
إنا نحن اللّه الذي بدأنا إنزال القرآن الكريم إليك أيها النبي في ليلة القدر، وهي الليلة المباركة، في شهر رمضان، كما جاء في آية أخرى: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)} [الدخان: 44/ 3]. وآية: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 2/ 185]. وسميت بليلة القدر أي ليلة التقدير، لشرفها ورفعتها وتقدير الأشياء فيها لسنة قابلة، لقوله تعالى: {فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)} [الدخان: 44/ 4]. ثم أتممنا تنزيله بعد ذلك منجما في ثلاث وعشرين سنة بحسب الحاجة والمناسبات والوقائع، تمكينا من استيعابه، وتسهيلا لتطبيقه، وتثبيتا لقلب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين به.
وقد روي أن نزول الملك في حراء، كان في العشر الأواخر من رمضان، وليلة القدر: هي ليلة خصّها اللّه تعالى بفضل عظيم، وجعلها أفضل من ألف شهر، لا ليلة قدر فيها. وخصت هذه الأمة بهذه الفضيلة، لما رأى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم أعمار أمته، فتقاصرها، ليعوضوا بفضلها من الأعمال ما بلغ به غيرهم من الأمم في أعمارهم الطويلة، فالعمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
وفضائل هذه الليلة كثيرة وهي:
- وما أعلمك ما ليلة القدر؟ وهذا لتفخيم شأنها وتعظيم قدرها، وبيان مدى شرفها، وهي خير وأفضل من ألف شهر، لأن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر، وألف شهر: هي ثمانون سنة، وثلاثة أعوام، وثلث عام.
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه».
- وفي ليلة القدر تهبط الملائكة وجبريل من السماوات إلى الأرض بكل أمر ومن أجل كل أمر قدّر في تلك الليلة إلى سنة قابلة. ذكر ابن عباس وقتادة وغيرهما: أنها سميت ليلة القدر، لأن اللّه تعالى يقدّر فيها الآجال والأرزاق وحوادث العام كلها، ويدفع ذلك إلى الملائكة لتمتثله.
وروي هذا في ليلة النصف من شعبان. ويدل لليلة القدر قوله تعالى: {فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)} [الدخان: 44/ 4].
والروح: هو جبريل عليه السّلام، خص بالذكر لزيادة شرفه، فيكون من باب عطف الخاص على العام. و(من) لابتداء الغاية، أي نزولهم من أجل هذه الأمور المقدرة وبسببها.
وتكون هذه الليلة في أوتار العشر الأواخر من رمضان، فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر، أي في الأيام الفردية، وهي العشرون، والحادي والعشرون، والثالث والعشرون، والخامس والعشرون، والسابع والعشرون، والتاسع والعشرون.
أخرج أحمد ومسلم وأبو داود والبيهقي، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان».
- وهذه الليلة المحاطة بالخير بنزول القرآن والملائكة: هي سلامة وأمن وخير وبركة كلها، لا شر فيها، من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، يستمر فيها نزول الخير والبركة، ونزول الملائكة بالرحمة، فوجا بعد فوج، إلى طلوع الفجر. و{سَلامٌ هِيَ} أي من كل أمر مخوف، قال مجاهد: لا يصيب أحدا فيها داء.
وقال الشعبي ومنصور: {سَلامٌ} بمعنى التحية، أي تسلّم الملائكة على المؤمنين، فيكون المراد بكلمة {سَلامٌ} إما السلامة فيها من كل أمر سوء، أو بمعنى التحية.
والقائلون بانتهاء الكلام في قوله تعالى: {سَلامٌ} يرون أن قوله تعالى: {هِيَ} إنما هو إشارة إلى أنها ليلة سبع وعشرين من الشهر، إذ هذه الكلمة: هي السابعة والعشرون من كلمات هذه السورة.
أخرج أحمد والبخاري وغيرهما عن عبادة بن الصامت رضي اللّه عنه قال: خرج نبي اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يريد أن يخبرنا بليلة القدر، فتلاحى (تنازع) رجلان من المسلمين، قال: «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين- فلان وفلان- فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».
والمراد: إذا مضت واحدة وعشرون: فالتي تليها التاسعة، وإذا مضى الثلاث والعشرون فالتي تليها السابعة، وإذا مضى خمس وعشرون، فالتي تليها الخامسة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال