سورة النساء / الآية رقم 142 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا ألَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا ألَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ المُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلاً إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً

النساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساءالنساء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)} [النساء: 4/ 142- 143].
إن هؤلاء المنافقين لجهلهم وقلّة علمهم وسوء تقديرهم يفعلون ما يفعل المخادع، حيث يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، كما قال تعالى: {يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 2/ 9] ولم يدروا أن اللّه تعالى مطّلع على أعمالهم وسرائرهم ونيّاتهم الخبيثة، فيعاقبهم عقابا أليما شديدا لأن اللّه لا يخادع لأنه سبحانه العالم بالسّر وأخفى، والمراد بقوله تعالى: {وَهُوَ خادِعُهُمْ} أي مجازيهم على خداعهم لأن الجزاء من جنس العمل، واللّه يستدرجهم في ضلالهم وطغيانهم، ويخذلهم ويبعدهم عن الحق والهداية والنور لأنهم آثروا الانحراف والابتعاد عن جادة الاستقامة، فاستحقوا العقاب والتعذيب، والطرد والإبعاد عن رحمة اللّه تعالى.
ومن عيوب المنافقين: سيطرة الكسل والخمول على نفوسهم، فتراهم متباطئين متثاقلين في القيام بأشرف الأعمال وأفضلها: وهي الصلاة التي تقرّبهم إلى اللّه، وتهذّب نفوسهم، وتبعدهم عن الفواحش والمخازي والمنكرات.
وإذا كانت ظواهرهم فاسدة، فكذلك بواطنهم وقلوبهم ونواياهم فاسدة أيضا، فهم لا يخلصون في أعمالهم، ويراءون الناس في أفعالهم، ويستخفون من الناس، واللّه معهم، لذا فإنهم يتخلفون كثيرا عن الصلاة التي لا يرون فيها غالبا كصلاة العشاء وصلاة الصبح، كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يرويه أحمد: «أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا».
وإذا قاموا إلى الصلاة خشية من الناس، لا يذكرون اللّه إلا قليلا، فلا خشية في صلاتهم، ولا يدرون ما يقولون، بل هم في صلاتهم ساهون لاهون عابثون، قلوبهم مقفرة من الإيمان، وألسنتهم لا تتحرك بذكر اللّه إلا قليلا، فإذا لم يرهم أحد لم يصلّوا. وهم ضعاف الشخصية، مذبذبون، مضطربون دائما، مترددون بين الإيمان والكفر، فليسوا مع المؤمنين حقيقة، ولا مع الكافرين حقيقة، بل ظواهرهم مع المؤمنين، وبواطنهم مع الكافرين، ويميلون مع الطرف الأقوى، فإن رأوا الكفار أقوياء مالوا إليهم وتعاطفوا معهم، وتواطؤوا معهم ضدّ المؤمنين، وإن رأوا المؤمنين أقوياء، تظاهروا بالانضمام إليهم، للمنفعة المادية، والمساهمة في الغنائم الحربية، والاستفادة من مظاهر الدنيا وزخارفها.
ومثل هؤلاء، هل ينتظرون هداية وتوفيقا من اللّه تعالى؟ إنهم بانحراف سلوكهم، وانغماسهم في مستنقع الضلالة، لن يتعرضوا لفضل اللّه ورحمته، وكانوا أجدر بالضلال، والخذلان والبعد عن توفيق اللّه، ومن يصرفه اللّه عن الهداية، بسبب أعماله وشذوذه وانحرافه، فلن تجد له طريقا إلى الخير والسّداد والرشاد.
إن هذه الآيات تحذير للمؤمنين من الاتّصاف بأخلاق المنافقين، وجاءت الوصايا النّبوية تؤيّد هذا التحذير، قال ابن مسعود- فيما رواه الطبراني في الكبير-: «لا يكونن أحدكم إمّعة، تقول: إنما أنا مع الناس، إن اهتدوا اهتديت، وإن ضلّوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه، ألا إن كفر الناس أن لا يكفر».
التّحذير من موالاة المنافقين:
الإيمان عصمة ومنعة وقوة، والمؤمنون أجدر الناس بأن يتحصنوا بحصن الاعتزاز بإيمانهم، والاعتماد على ربّهم، والبعد عن ذوبان الشخصية، والاختلاط بالمنافقين والانهزاميين لأن في ذلك تضييعا لوجودهم واهتزازا لكيانهم، وصهرا لقيمهم وعقائدهم وأخلاقهم.
وجاءت التحذيرات القرآنية الكثيرة من موالاة المنافقين والكافرين ومناصرتهم من أجل الحفاظ على كرامة المؤمنين وتوفير العزّة والقوة لهم، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال