سورة المائدة / الآية رقم 8 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ

المائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (10) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)} [المائدة: 5/ 8- 11].
نزلت الآية الأخيرة في رأي الجمهور حينما ذهب النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلى يهود بني النّضير يستعينهم في دية رجلين قتلهما عمرو بن أمية الضّمري ورجل آخر معه حينما أخبراهما أنهما من الأعداء رهط عامر بن الطفيل الذي جنى على المسلمين وقتلهم في بئر معونة، فنزل الرسول في ظل جدار، فتآمر بنو النضير بينهم على قتله بإلقاء الجدار عليه، فجاء جبريل عليه السّلام وأخبره بخطتهم، فقام من المكان وتوجّه إلى المدينة، ونزلت الآية في ذلك.
ومعنى الآيات: يا أيها المؤمنون، أتقنوا الأعمال وأخلصوا فيها لله ورسوله، وكونوا قائمين بالحق لله تعالى، لا لأجل الناس والرياء، وأدّوا الشهادة بالعدل التّام الذي لا محاباة فيه لقريب أو صديق، ولا جور لأن العدل ميزان الحقوق، وبه سعادة الأمم، وطمأنينة الناس، وبالظلم والجور تنتشر المفاسد ويختل النظام والأمن.
ولا يحملنكم بغض قوم وعداوتهم على ترك العدل فيهم، بل التزموا العدل مع كل الناس، الصديق أو العدو.
والعدل أقرب لاتّقاء اللّه والبعد عن المهالك والمعاصي، واحذروا عقاب اللّه إن وقع منكم الجور والمحاباة، فإن اللّه بصير بأعمالكم، ومجازيكم عليها خيرا أو شرّا.
ثم بيّن اللّه جزاء المستقيمين، وجزاء العصاة، أما جزاء الأولين، فإن اللّه وعد الذين آمنوا بالله ورسوله، وعملوا صالح الأعمال التي أمروا بها مغفرة لذنوبهم، أي سترا لها، وأجرا عظيما وهو الجنة ذات الخلود الدائم في نعيمها. وأما العصاة الذين كفروا بالله وتوحيده، وكذّبوا بالآيات الكونية والآيات التنزيلية على الرّسل وأهمها آيات القرآن، فهم أصحاب النار الملازمون لها على الدوام.
والجمع بين هذا الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين هو من أسلوب القرآن الرائع، ليظل الإنسان على وعي وتذكر تامّ لمصير الفريقين، فيرغب في الإيمان والعمل الصالح، ويرهب الوقوع في الكفر وتكذيب آيات اللّه.
ثم ذكّر اللّه المؤمنين والنبي صلّى اللّه عليه وسلّم بنعمة مخصوصة تستوجب التّذكر الدائم على ممرّ الزمان وهي نعمة إنقاذ النّبي القائد ونجاته من مكر الأعداء وتآمرهم والتخطيط للفتك به، سواء من يهود بني النضير، أو من بني ثعلبة وبني محارب في بطن نخل، في الغزوة السابعة: غزوة ذات الرقاع، أو من غورث بن الحارث الذي شهر سيف النّبي الذي أخذه منه، وهمّ بقتله، وهو لا يخاف منه قائلا له: يمنعني اللّه منك وهو حديث صحيح.
فيا أيها المؤمنون، اذكروا نعم اللّه الكثيرة عليكم، بعد التزام التقوى، ومن أعظم تلك النعم أن اللّه تعالى حمى نبيّكم من فتك الأعداء، وصانكم من القتل حيث كنتم قلة، وأعداؤكم كثرة وقوة، فمدّوا إليكم وإلى نبيّكم أيديهم وألسنتهم بالسوء، ولكن اللّه أيّد رسوله ونصر دينه وأتم نوره، وكفاكم الشّر والعدوان في أمر بني النضير وفي هزيمة الأحزاب في غزوة الخندق وغيرها، فاتخذوا من تقوى اللّه وحده عدة وحصنا، تنفعكم وتحميكم من الفتن والشرور وعذاب اللّه، وتوكلوا على اللّه وحده حق التوكل، بعد اتّخاذ الأسباب الدنيوية الواقية من السوء، فمن اتّقى اللّه وتوكّل عليه، حماه من شر الناس وعصمه، وكفاه اللّه ما أهمه، ولا تخشوا الأعداء ولا يغرنكم كيدهم وتفننهم في أساليب الخراب والدمار، فالله معكم وناصركم إن كنتم مؤمنين.
نقض أهل الكتاب المواثيق والعهود الدينية:
إن الوفاء بالعهود الدينية وتنفيذ الواجبات الإلهية سبب لتكفير السيئات ودخول الجنات، والظفر برضوان اللّه تعالى لأنه دليل الإيمان الصحيح وصدق التّدين وقوة الوازع الديني، والإخلال بهذه العهود مؤد للعنة الإلهية والطرد من رحمة اللّه، وقسوة القلوب وجمود النفوس، ونشوب الخصومات والعداوات وإيقاع البغضاء بين خائني العهد في الدنيا، والجزاء الأليم في نار جهنم في عالم الآخرة.
قال اللّه تعالى مبيّنا هذه الظواهر بين أهل الكتاب ليتّعظ بها المسلمون وغيرهم:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال