سورة المائدة / الآية رقم 17 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

المائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)} [المائدة: 5/ 17- 19].
روى ابن جرير الطبري وغيره عن ابن عباس قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جماعة من اليهود، فكلموه وكلمهم، ودعاهم إلى اللّه، وحذّرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا يا محمد، نحن واللّه أبناء اللّه وأحبّاؤه، كقول النصارى، فأنزل اللّه فيهم: {وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} الآية.
وروى ابن جرير أيضا وغيره عن ابن عباس قال: دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم اليهود إلى الإسلام، فرغّبهم فيه وحذّرهم، فأبوا عليه، فقال لهم معاذ بن جبل وآخرون: يا معشر اليهود، اتّقوا اللّه، فو اللّه لتعلمن أنه رسول اللّه، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه، وتصفونه لنا بصفته، فقال رافع بن حريمة ووهب بن يهودا: إنا ما قلنا لكم هذا، وما أنزل من كتاب من بعد موسى، ولا أرسل اللّه بشيرا ولا نذيرا بعده، فأنزل اللّه: {يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا} الآية.
لقد دعا جميع الرّسل والأنبياء ومنهم المسيح إلى توحيد اللّه وتمجيده، فلا يصح أن يوصف أحد من الرّسل بأنه هو اللّه، واللّه قادر على أن يهلك أي بشر، فلا مالك ولا رادّ لإرادة اللّه تعالى في المسيح ولا في غيره، ومن تنفذ فيه الإرادة الإلهية تقضي العقول بأنه ليس بإله، واللّه هو مالك السماوات والأرض وما بينهما من المخلوقات، والمتصرّف في كل شيء، وجميع الموجودات ملكه وخلقه، واللّه صاحب القدرة التامة المطلقة على كل شيء، فكيف يكون المملوك المخلوق إلها خالقا؟ إن هذا لكفر صريح.
وإذا ادّعى أهل الكتاب أنهم أبناء اللّه وأحبّاؤه، سئلوا: فلم يعذّبكم اللّه بذنوبكم في الدنيا والآخرة؟! وأنتم قد أقررتم أنه يعذّبكم. والتعذيب على الذنوب ينافي أنهم أبناء اللّه وأحبّاؤه، فأنتم بشر كسائر الناس، وأكرم الناس عند اللّه أتقاهم.
واللّه هو المالك المطلق والمتصرّف في السماوات والأرض وما بينهما، وصاحب الملك يفعل في ملكه ما يشاء، لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، وإليه مصير العالم بالحشر والمعاد يوم القيامة، وجميع العباد عبيد له، قال اللّه تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (93)} [مريم: 19/ 93].
وسيعذّب اللّه الكافر والعاصي بحق، ويثيب الطائع المؤمن والصالح بفضل منه ورحمة. وتكرار جملة {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} للتأكيد وتقرير المعنى في الأذهان وهو أن المالك قادر على إهلاك المملوك.
يا أهل الكتاب لا حجة لكم فيما تقولون وتدّعون من النجاة في الآخرة، فلقد جاءكم رسولنا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بعد فترة من انقطاع الرّسل والوحي، يبيّن لكم ما اندثر وضاع من الأحكام الشرعية، وقد بشّرت به كتبكم، وهو مصدّق لما معكم من التوراة والإنجيل، ومكمل للشرائع، وخاتم للرّسل، أرسله ربّه بالهدى، ودين الحق، لئلا تقولوا: ما جاءنا من بشير يبشّر بالجنة من أطاع، ولا نذير يحذّر ويخوّف من عصى بالنار، فقد جاءكم البشير والنذير، وقامت الحجة عليكم، واللّه على كل شيء تام القدرة، نافذ الإرادة والسلطان، فهو المنعم والمعذّب، والمحاسب والراحم، والمنتقم والغفار، لا ربّ غيره، ولا إله سواه، الكل في الدنيا والآخرة وجميع السماوات والأرض في قبضته وإرادته وتصرّفه، فليعقل الناس ما هم عليه من الحقائق البشرية، ولا يدّعي أحد أنه فوق منازل البشر، أو أنه إله، فالإله خالق، ولا خالق غيره.
ألوان من النّقاش بين موسى وقومه:
أقام اللّه تعالى في قرآنه أدلة قاطعة من التاريخ على تحقق نبوّة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمره بالإخبار بها، حيث لا يوجد مصدر علمي آخر موثوق به يدلّ عليها، ومن تلك الأدلة: إيراد تفصيلات دقيقة من النقاش والجدل بين موسى عليه السّلام وبين قومه، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال