سورة المائدة / الآية رقم 82 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوَهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ

المائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (86)} [المائدة: 5/ 82- 86].
نزلت هذه الآيات في قوم من النصارى من الحبشة أو من نجران أو من غيرهم وصفهم القرآن بأنهم أهل ودّ لأهل الإيمان بالله ورسوله، وهم بالنسبة للمؤمنين أقرب من اليهود والمشركين المتباعدين عن ساحة الإيمان، وهذا خبر مطلق منسحب على الزمن كله، وهكذا هو الأمر حتى الآن لأن اليهود مرنوا على تكذيب الأنبياء وقتلهم، ولازمهم العتو والمعاصي، وكذلك المشركون عبدة الأوثان من العرب، وعبدة النّيران من المجوس عادوا الدين مطلقا عداء شديدا، وأنكروه وحاربوا أهله.
والمعنى: تالله إن أقرب الناس محبة ومودة للمؤمنين هم النصارى أتباع عيسى ابن مريم رسول اللّه، لما في نفوسهم من الرّقة والرّأفة والرحمة، والبعد عن التّعصب الديني إذا قورنوا باليهود والمشركين الذين دأبوا على الحسد وهضم الحقوق، وسبب مودة النصارى للمؤمنين: وجود قسّيسين (علماء) ورهبان (عبّاد) يدعون للإيمان والفضيلة والتّواضع والزهد والتّقشف، ولا يستكبرون عن سماع الحق والإنصاف والانقياد له.
وإذا سمع هؤلاء النصارى شيئا من القرآن، بكوا بكاء حارّا تعاطفا مع كلام اللّه وتأثّرا به وبما عرفوا وعلموا من الحق، والبشارة ببعثة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، وتراهم يبادرون بصحة دعوة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وبوحدانية اللّه.
ثم أكّدوا قولهم فقالوا: ولا مانع يمنعنا من الإيمان بالله واتّباع الحق الذي نجده في القرآن، ونطمع أن يدخلنا ربّنا الجنّة، بصحبة الصالحين أتباع خاتم النّبيين الذين ثبت صلاحهم وصحة إيمانهم.
وكانت هذه المبادرة الطيبة منهم في الماضي والمتكررة أحيانا في كل عصر سببا لإثابة اللّه لهم ومجازاتهم بدخول الجنات التي تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلّها، وذلك جزاء المحسنين أعمالهم في أتّباعهم الحق وانقيادهم له، مهما كان مصدره. ونعيم الآخرة نعيم لا نتمكّن في دنيانا من معرفة حقيقته وأوصافه، لقوله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السّجدة: 32/ 17].
أما الذين كفروا بوجود اللّه ووحدانيته وكذّبوا بآيات اللّه وخالفوها، وعادوا رسالة القرآن والتوحيد، فأولئك هم أهل النار الداخلون فيها، والمقيمون فيها إقامة دائمة.
يلاحظ كل إنسان بعيد النظر راجح العقل والفكر الفرق الواضح بين ثواب المؤمنين الصالحين وهو جنان الخلد، وجزاء الكافرين العصاة وهو الخلود في نار جهنم، وذلك الفرق وحده كفيل بالرّدع والرّهبة والخوف الذي يملأ النفوس خشية من سوء المصير الذي ينتظر كل من لم يؤمن بالقرآن العظيم وبرسالة الإسلام المجيدة.
إباحة الطيّبات:
الإسلام دين الوسطية والاعتدال، فلا تهاون فيه في الأعمال الخيرية أو النافعة للإنسان والجماعة، ولا تشدّد ولا إرهاق في جميع الأعمال التكليفية التي أمر اللّه تعالى بها، وإنما الإسلام دين سمح سهل، قليل التكاليف والمطالب، يبيح الحلال الطيب، ويمنع الحرام الخبيث، ولا إفراط فيه ولا تفريط، ولا تجاوز للحدود المعقولة والضوابط والقيود الشرعية المشروعة لمراعاة مصالح الناس وتحقيق منافعهم، ودفع المفاسد والمضارّ والمؤذيات عنهم.
قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال