سورة المائدة / الآية رقم 111 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ القُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ المَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ إِذْ قَالَ الحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ

المائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدةالمائدة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَإِنْ عُثِرَ} فإن اطلع {على أَنَّهُمَا استحقا إِثْماً} فعل ما أوجب إثماً واستوجبا أن يقال إنهما لمن الآثمين {فئاخران} فشاهدان آخران {يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الذين استحق عَلَيْهِمُ} أي من الذين استحق عليهم الإثم، ومعناه من الذين جني عليهم وهم أهل الميت وعشيرته، وفي قصة بديل أنه لما ظهرت خيانة الرجلين حلف رجلان من ورثته إنه إناء صاحبهما وإن شهادتهما أحق من شهادتهما {الأولاين} الأحقان بالشهادة لقرابتهما أو معرفتهما. وارتفاعهما على {هما الأوليان} كأنه قيل: ومن هما؟ فقيل: الأوليان. أو هما بدل من الضمير في {يقومان} أو من {آخران}. {استحق عليهم الأوليان}. حفص أي من الورثة الذين استحق عليهم الأوليان من بينهم بالشهادة أن يجردوهما للقيام بالشهادة ويظهروا بهما كذب الكاذبين. {الأوَّلين}: حمزة وأبو بكر على أنه وصف للذين استحق عليهم مجرور أو منصوب على المدح. وسموا أولين لأنهم كانوا أولين في الذكر في قوله {شهادة بينكم} {فَيُقْسِمَانِ بالله لشهادتنا أَحَقُّ مِن شهادتهما} أي ليميننا أحق بالقبول من يمين هذين الوصيين الخائنين {وَمَا اعتدينا} وما تجاوزنا الحق في يميننا {إِنَّآ إِذاً لَّمِنَ الظالمين} أي إن حلفنا كاذبين {ذلك} الذي مر ذكره من بيان الحكم {أدنى} أقرب {أَن يَأْتُواْ} أي الشهداء على نحو تلك الحادثة {بالشهادة على وَجْهِهَا} كما حملوها بلا خيانة فيها {أَوْ يخافوا أَن تُرَدَّ أيمان بَعْدَ أيمانهم} أي تكرر أيمان شهود آخرين بعد أيمانهم فيفتضحوا بظهور كذبهم {واتقوا الله} في الخيانة واليمين الكاذبة {واسمعوا} سمع قبول وإجابة {والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين} الخارجين عن الطاعة. فإن قلت: ما معنى {أو} هنا؟ قلت: معناه ذلك أقرب من أن يؤدّوا الشهادة بالحق والصدق، إما لله أو لخوف العار والافتضاح برد الأيمان، وقد احتج به من يرى ردّ اليمين على المدعي، والجواب أن الورثة قد ادّعوا على النصرانيين أنهما قد اختانا فحلفا، فلما ظهر كذبهما ادعيا الشراء فيما كتما فأنكرت الورثة فكانت اليمين على الورثة لإنكارهما الشراء.
{يَوْمَ} منصوب ب {اذكروا} أو احذروا {يَجْمَعُ الله الرسل فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ} ما الذي أجابتكم به أممكم حين دعوتموهم إلى الإيمان؟ وهذا السؤال توبيخ لمن أنكرهم. {وماذا} منصوب ب {أجبتم} نصب المصدر على معنى أيَّ إجابة أجبتم {قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا} بإخلاص قومنا دليله {إِنَّكَ أَنتَ علام الغيوب} أو بما أحدثوا بعدنا دليله {كنت أنت الرقيب عليهم} أو قالوا ذلك تأدباً أي علمنا ساقط مع علمك ومغمور به فكأنه لا علم لنا {إِذْ قَالَ الله} بدل من {يوم يجمع} {ياعيسى ابن مَرْيَمَ اذكر نِعْمَتِي عَلَيْكَ وعلى والدتك} حيث طهرتها واصطفيتها على نساء العالمين.
والعامل في {إِذْ أَيَّدتُّكَ} أي قويتك {نعمتي} {بِرُوحِ القدس} جبريل عليه السلام أيد به لتثبت الحجة عليهم، أو بالكلام الذي يحيا به الدين، وأضافه إلى القدس لأنه سبب الطهر من أو ضارم الآثام دليله {تُكَلّمُ الناس فِى المهد} حال أي تكلمهم طفلاً إعجازاً {وَكَهْلاً} تبليغاً {وَإِذْ عَلَّمْتُكَ} معطوف على {إذ أيدتك} ونحوه {وإذ تخلق}. {وإذ تخرج}. {وإذ كففت}. {وإذ أوحيت} {الكتاب} الخط {والحكمة} الكلام المحكم الصواب {والتوراة والإنجيل وَإِذْ تَخْلُقُ} تقدر {مِنَ الطين كَهَيْئَةِ الطير} هيئة مثل هيئة الطير {بِإِذْنِى} بتسهيلي {فَتَنفُخُ فِيهَا} الضمير للكاف لأنها صفة الهيئة التي كان يخلقها عيسى وينفخ فيها، ولا يرجع إلى الهيئة المضاف إليها لأنها ليست من خلقه، وكذا الضمير في {فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي} وعطف {وَتُبْرِئ الأكمه والأبرص بِإِذْنِي} على {تخلق} {وَإِذْ تُخْرِجُ الموتى} من القبور أحياء {بِإِذْنِي} قيل: أخرج سام بن نوح ورجلين وامرأة وجارية.
{وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إسراءيل عَنكَ} أي اليهود حين هموا بقتله {إِذْ جِئْتَهُمْ} ظرف ل {كففت} {بالبينات فَقَالَ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} ساحر حمزة وعلي {وَإِذْ أَوْحَيْتُ} ألهمت {إِلَى الحواريين} الخواص أو الأصفياء {أن آمنوا} أي آمنوا {بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأننا مسلمون} أي اشهد بأننا مخلصون من أسلم وجهه {إِذْ قَالَ الحواريون} أي اذكروا إذ {ياعيسى ابن مَرْيَمَ} {عيسى} نصب على اتباع حركته حركة الابن نحو (يا زيد بن عمرو) {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} هل يفعل أو هل يطيعك ربك إن سألته، فاستطاع وأطاع بمعنى كاستجاب وأجاب. هل تستطيع ربك على أي هل تستطيع سؤال ربك فحذف المضاف، والمعنى: هل تسأله ذلك من غير صارف يصرفك عن سؤاله {أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا} {ينزول}: مكي وبصري {مَآئِدَةً مِّنَ السمآء} هي الخوان إذا كان عليه الطعام من مادَه إذا أعطاه كأنها تميد من تقدم إليها {قَالَ اتقوا الله} في اقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} إذ الإيمان يوجب التقوى.
{قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا} تبركاً {وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} ونزداد يقيناً كقول إبراهيم عليه السلام {ولكن لّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] {وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا} أي نعلم صدقك عياناً كما علمناه استدلالاً {وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشاهدين} بما عاينا لمن بعدنا. ولما كان السؤال لزيادة العلم لا للتعنت {قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ اللهم} أصله (يا الله) فحذف (يَا) وعوض منه (الميم) {رَبَّنَا} نداء ثانٍ {أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مّنَ السماء تَكُونُ لَنَا عِيداً} أي يكون يوم نزولها عيداً.
قيل: هو يوم الأحد ومن ثم اتخذه النصارى عيداً، والعيد: السرور العائد ولذا يقال: {يوم عيد} فكان معناه: تكون لنا سروراً وفرحاً {لأَِوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا} بدل من {لنا} بتكرير العامل أي لمن في زماننا من أهل ديننا، ولمن يأتي بعدنا، أو يأكل منها آخر الناس كما يأكل أولهم، أو للمتقدمين منا والأتباع {وآيةً مِنكَ} على صحة نبوّتي ثم أكد ذلك بقوله {وارزقنا وَأَنتَ خَيْرُ الرازقين} وأعطنا ما سألناك وأنت خير المعطين {قَالَ الله إِنّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} بالتشديد: مدني وشامي وعاصم. وعد الإنزال وشرط عليهم شرطاً بقوله {فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ} بعد إنزالها منكم {فَإِنّي أُعَذّبُهُ عَذَاباً} أي تعذيباً كالسلام بمعنى التسليم. والضمير في {لآَّ أُعَذِّبُهُ} للمصدر ولو أريد بالعذاب ما يعذب به لم يكن بد من الباء {أَحَداً مِّنَ العالمين} عن الحسن أن المائدة لم تنزل ولو نزلت لكانت عيداً إلى يوم القيامة لقوله: {وآخرنا}. والصحيح أنها نزلت. فعن وهب نزلت مائدة منكوسة تطير بها الملائكة عليها كل طعام إلا اللحم. وقيل: كانوا يجدون عليها ما شاءُوا. وقيل: كانت تنزل حيث كانوا بكرة وعشياً.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال