سورة الأنعام / الآية رقم 37 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37) وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)} [الأنعام: 6/ 36- 39].
هذا لون آخر من مواساة اللّه لنبيّه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم عما ألّم به من حزن بسبب إعراض قومه عن رسالته، فإذا كان الناس صنفين: صنف يختار الهداية، وصنف يختار الضّلالة، أبان اللّه تعالى هنا في الآية الأولى: {إِنَّما يَسْتَجِيبُ...} أن الصنف الأول هم الذين يسمعون الدلائل والبيّنات سماع تدبّر وفهم، وأن الصنف الثاني لا يفقهون ولا يسمعون، وإنما هم كالأموات. فلا تحفل أيها النّبي بمن أعرض عنك وعن دعوتك لتوحيد ربّك والإقرار بنبوّتك، فإنما يستجيب لداعي الإيمان الذين يسمعون الآيات سماع تعقّل وتفهم ويتلقّون البراهين بالقبول. أما الكفار غير المؤمنين، فهم كالموتى في الصّمم عن وعي كلمات اللّه، والعمى عن نور اللّه، لا يفقهون قولا، ولا يفكرون تفكيرا صحيحا فيما أنزل اللّه، أي إنهم موتى القلوب، يشبهون موتى الأجساد.
هذا مع العلم بأن اللّه قادر على كل شيء، فكما أنه قادر على بعث الموتى من القبور يوم القيامة، والرجوع إليه للجزاء، هو سبحانه قادر على إحياء قلوب الجاحدين بالإيمان، وأنت أيها النّبي لا تقدر على هدايتهم. لكنهم- أي هؤلاء المشركين- قوم معاندون يرفضون دعوة الحقّ القرآني كبرا وحسدا وعنادا. ومن مظاهر عنادهم: مطالبتهم بإنزال آية مادّية محسوسة من السماء، خارقة للعادة على النّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم كعصا موسى، ومائدة عيسى، وملك يشهد له، وتفجير الينابيع، وإنشاء البساتين أو الإتيان بكنز، أو غير ذلك من الشّطط، ولكن أكثر هؤلاء الكفار لا يعلمون أن اللّه قادر على أن ينزل تلك الآية، ولكن حكمته اقتضت الامتناع من إنزالها لأنها لو نزلت ولم يؤمنوا لعوجلوا بالعذاب، فإنزال آية ماديّة مما اقترحوا يكون سببا في هلاكهم إن لم يؤمنوا.
ثم نبّه اللّه سبحانه على قدرته وعلى آيات اللّه الموجودة في أنواع مخلوقاته، لمن شاء أن يتأمل، ويريد الاستدلال على عظمة اللّه ومقدرته في كل شيء، فاللّه قادر بسهولة على أن ينزل آية، لكن عدم إنزالها لحكمة لا تعلمون وجهها، وإنما يحيل اللّه على الآيات الموجودة لمن فكر واعتبر، كالدّواب والطّير وهي أمم، أي جماعات مماثلة للناس في الخلق والرزق والحياة والموت والحشر، واللّه تعالى يدبرها ويرعى شأنها ويحسن إليها، فإذا كان اللّه يفعل هذا بالبهائم، فأنتم أحرى إذ أنتم مكلفون عقلاء.
ولم يترك اللّه شيئا أبدا إلا ذكره في الكتاب: وهو اللوح المحفوظ: وهو شيء مخلوق في عالم الغيب دوّن فيه كل ما كان وما سيكون من مقادير الخلق إلى يوم القيامة، فهذا دليل آخر على إحاطة علم اللّه بكل شيء، وجد أو سيوجد لحكمة يعلمها، ثم يبعث اللّه جميع تلك الأمم من الناس والحيوان ويجمعها إليه يوم القيامة، ويجازي كلّا منها، أفليس في هذا الحشر ما يدلّ على قدرته تعالى ووحدانيته؟! وإذا كان ما من دابّة ولا طائر ولا شيء إلا وفيه آية دالّة على قدرة اللّه ووحدانيته، فهلا تؤمنوا! ولكن الكافرين الذين كذبوا بآيات اللّه صمّ وبكم لا يتلقون ذلك ولا يقبلونه، ولا يسمعون دعوة الحقّ والهدى سماع قبول، ولا ينطقون بما عرفوا من الحق، وهم يتخبّطون في ظلمات الشّرك والوثنية وعادات الجاهلية القبيحة والجهل والأميّة، فكيف يهتدون إلى الطريق الصحيح؟ واللّه هو المتصرّف في شؤون خلقه، ويعلم حال كل مخلوق، فمن يشأ اللّه إضلاله أضلّه ولم يلطف به لأنه ليس أهلا للطف، ومن يشأ هدايته وفّقه وهداه إلى الصراط المستقيم: وهو الإسلام، لأنه من أهل اللطف، فيكون معيار الهداية والإضلال بما علم اللّه أزلا من استعدادات المخلوقات للخير والحق أو الشّر والباطل. ذلك حكم اللّه ومشيئته في خلقه.
الالتجاء إلى اللّه وحده في الشّدائد:
هناك أدلّة لا شعوريّة أو لا إراديّة على قدرة اللّه عزّ وجلّ، مغروسة في الفطرة الإنسانية، وهي اللجوء إلى اللّه تعالى من المؤمنين والكفرة إذا نزلت بهم نازلة أو بلية أو محنة، فلا يجدون ملاذا ولا مفزعا يلوذون به أو يفزعون إليه سوى اللّه سبحانه القادر القاهر، المتصرّف في الكون حسبما يشاء، يقدر المقدورات، ويهيء الأسباب، أو يقول للشيء: كن فيكون. قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال