سورة الأنعام / الآية رقم 82 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ

الأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعامالأنعام




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)} الأنعام: 6/ 80- 83].
هذا لون من الجدل الحادّ في مبدأ التوحيد بين إبراهيم عليه السّلام وبين قومه، فحينما أقام لهم الأدلة القاطعة على توحيد اللّه ووجوب عبادته وحده، حاجّوه ببيان شبهاتهم في الشّرك، فقالوا: إن تعدّد الآلهة لا ينافي الإيمان بالله لأن تلك الآلهة شفعاء عند اللّه، وتمسكوا بتقليد الآباء، فقال لهم: أتحاجّونّي وتجادلونني في أمر اللّه وأنه لا إله إلا اللّه، وقد هداني إلى الحق، ولا أخاف ولا أرهب الآلهة التي تعبدونها ولا أبالي بها ولا أخاف ضرّا، إلا إذا شاء اللّه شيئا في أن يريدني بضرّ أو مكروه، فإنه يقع حتما، لأنه لا يضرّ ولا ينفع غير اللّه عزّ وجلّ، ولأن اللّه أحاط علمه بجميع الأشياء، فلا تخفى عليه خافية، فلربما أنزل بي مكروها بسبب الدعوة إلى نبذ الأصنام وتحطيمها، أفلا تتذكرون هذا وما بيّنته لكم فتؤمنوا وتبطلوا عبادة هذه الآلهة المزعومة، وتنزجروا عن عبادتها، وفي هذا إظهار لموضع التقصير منهم.
وكيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها من دون اللّه، ولا تخافون إشراككم بالله خالقكم، ما لم ينزل به حجة بيّنة بوحي ولا نظر عقل، تثبت لكم جعله شريكا في الخلق والتدبير أو في الوساطة والشفاعة؟
فأي الفريقين: فريق الموحّدين وفريق المشركين أحقّ بالأمن من عذاب اللّه يوم القيامة، وأجدر بألا يخاف على نفسه في الدنيا. إن كنتم تعلمون، أي على علم وبصيرة بهذا الأمر، فأخبروني بذلك، وفي هذا دفع لهم إلى الاعتراف بالحق.
ثم أبان اللّه تعالى من هو أحقّ بالأمن والنّجاة والسّلام، فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا} أي الذين صدقوا بوجود اللّه ووحدانيته، وأخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يخلطوا إيمانهم بمعصية توقعهم في الفسق، إنهم الآمنون من العذاب يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة.
ذكر ابن أبي حاتم عن بكر بن سوادة قال: حمل رجل من العدو على المسلمين، فقتل رجلا، ثم حمل فقتل آخر، ثم قال: أينفعني الإسلام بعد هذا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: نعم، فضرب فرسه، فدخل فيهم، ثم حمل على أصحابه، فقتل رجلا، ثم آخر، ثم آخر، ثم قتل، قال الراوي: فيرون أن هذه الآية نزلت فيه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ } الآية.
وليس هناك ظلم أشد من الشرك بالله.
وتلك الحجة القوية التي احتج بها إبراهيم عليه السلام على قومه، وهي إبطال عبادة الكواكب والشمس والقمر، آتيناها إبراهيم وأرشدناه إليها ووفقناه، لإقناع قومه بها، إننا نرفع درجات في الدنيا من نشاء من عبادنا، وهي درجة الإيمان، ودرجة العلم، ودرجة الحكمة والتوفيق، ودرجة النبوة، ما لم يحظ بها غيرهم، كما قال اللّه تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ} [البقرة: 2/ 253]. ونرفع درجات بعضهم أيضا في الآخرة بالجنة والثواب، إن ربك حكيم في قوله وفعله وصنعه، عليم بشؤون خلقه، وبمن يهديه ومن يضله، وإن قامت عليهم الحجج والبراهين، كما وصفهم اللّه تعالى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (97)} [يونس: 10/ 96- 97]. والدرجات وإن كان الأصل استعمالها في المحسوسات فهي هنا في المراتب والمنازل المعنوية.
ورفع الدرجات لبعض الناس كالمخلصين الأتقياء يكون بمقتضى الحكمة والعلم، لا بموجب الشهوة والمجازفة، فإن أفعال اللّه منزهة عن العبث والباطل، والتفضيل ورفع المنازل إنما هو بفضل اللّه يؤتيه من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم. وقوله سبحانه في نهاية الآية {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صفتان تليق بهذا الموضع، إذ هو موضع مشيئة واختيار، فيحتاج ذلك إلى العلم والإحكام أو الإتقان.
خصائص رسالات الأنبياء عليهم السّلام:
إن النّبوات قديمة في البشرية، وهي لخير الإنسان وإسعاده، وقد اتّصل أولهم بآخرهم في دعوة واحدة هي الدعوة إلى توحيد اللّه وترك الشّرك والوثنية، والأمر بمكارم الأخلاق، وتنظيم الحياة الإنسانية على نحو من المودّة والمحبّة والألفة والتعاون، وجمع الكلمة وتوحيد الصّف، والتّرفع عن الخلافات والمنازعات. وكان أغلب الأنبياء من ذرّيّة إبراهيم الخليل عليه السّلام، لذا لقّب بأنه (أبو الأنبياء)، وكان الفضل في الحفاظ على النوع الإنساني والحيواني لسيدنا نوح عليه السّلام، فلقّب بأنه (أبو البشر الثاني).
قال اللّه تعالى مبيّنا مهام مجموعة من الأنبياء:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال