سورة البقرة / الآية رقم 86 / تفسير تفسير أبي السعود / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوَهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُـكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أولئك} الموصوفون بما ذكر من الأوصاف القبيحةِ وهو مبتدأ خبرُه قولُه تعالى: {الذين اشتروا} أي آثروا {الحياة الدنيا} واستبدلوها {بالاخرة} وأعرضوا عنها مع تمكنهم من تحصيلها فإن ما ذُكر من الكفر ببعض أحكامِ الكتاب إنما كان لمراعاة جانبِ حلفائِهم لما يعود إليهم منهم من بعض المنافعِ الدينيةِ والدنيوية {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب} دنيوياً كان أو أُخروياً {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يدفعه عنهم شفاعةً أو جبراً، والجملةُ معطوفةٌ على ما قبلها عطفَ الاسمية على الفعلية، أو ينصرون مفسِّرٌ لمحذوف قبل الضمير، فيكونُ من عطف الفعلية على مثلها {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى الكتاب} شروعٌ في بيانِ بعضٍ آخرَ من جناياتهم، وتصديرُه بالجملة القَسَمية لإظهار كمالِ الاعتناءِ به، والمرادُ بالكتاب التوراة، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن التوراة لما نزلت جُملةً واحدة أمر الله تعالى موسى عليه السلام بحملها فلم يُطق ذلك فبعث الله بكل حرفٍ منها مَلَكاً فلم يطيقوا حملَها فخففها الله تعالى لموسى فحملها {وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بالرسل} يقال: قفّاه به إذا أتبعه إياه، أي أرسلناهم على أَثَرِه كقوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} وهم يوشَعُ وأشمَويلُ وشمعونُ وداودُ وسليمانُ وشَعْيا وأرميا وعُزيرٌ وحزْقيل وإلياسُ واليسعُ ويونسُ وزكريا ويحيى وغيرُهم عليهم الصلاة والسلام {وءاتَيْنَا عيسى ابن مَرْيَمَ البينات} المعجزاتِ الواضحاتِ من إحياء الموتى وإبراءِ الأكمَهِ والأبرصِ والإخبارِ بالمغيّبات، أو الإنجيلَ وعيسى بالسريانية إيشوُعُ ومعناه المبارك ومريم بمعنى الخادم وهو بالعبرية من النساء كالزير من الرجال وبه فُسر قولُ رؤبة:
قلتُ لزيرٍ لم تصِلْه مَرْيمُه *** ضليلِ أهواءِ الصِّبا تندّمُهْ
ووزنه مِفْعل إذ لم يثبت فعيل {وأيدناه} وقرئ {وآيدناه} {بِرُوحِ القدس} بضم الدال وقرئ بسكونها أي بالروح المقدسة، وهي روحُ عيسى عليه السلام كقولك: حاتمُ الجود ورجلُ صدقٍ وإنما وُصِفت بالقدْس لكرامته، أو لأنه عليه السلام لم تضُمَّه الأصلابُ ولا أرحامُ الطوامِث، وقيل: بجبريلَ عليه السلام وقيل: بالإنجيل كما قيل: في القرآن {رُوحاً من أمرنا} وقيل: باسم الله الأعظم الذي يُحيي الموتى بذكره، وتخصيصُه من بين الرسل عليهم السلام بالذكر ووصفُه بما ذكر من إيتاء البينات والتأييدِ بروح القدسِ لما أن بِعْثتَهم كانت لتنفيذ أحكامِ التوراة وتقريرِها، وأما عيسى عليه السلام فقد نُسخ بشرعه كثيرٌ من أحكامها ولحسم مادةِ اعتقادِهم الباطلِ في حقه عليه السلام ببيان حقّيتِه وإظهارِ كمالِ قُبح ما فعلوا به عليه السلام {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ} من أولئك الرسل {بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم} من الحق الذي لا محيدَ عنه أي لا تحبُّه، من هِويَ كفرح إذا أحب، والتعبيرُ عنه بذلك للإيذان بأن مدارَ الردِّ والقبولِ عندهم هو المخالفةُ لأهواء أنفسِهم والموافقةُ لها لا شيءٍ آخرَ، وتوسيطُ الهمزة بين الفاء وما تعلّقت به من الأفعال السابقةِ لتوبيخهم على تعقيبهم ذلك بهذا، أو للتعجب من شأنهم، ويجوز كونُ الفاء للعطف على مقدر يناسب المقام، أي ألم تطيعوهم فكلما جاءكم رسولٌ منهم بما لا تهوى أنفسكم {استكبرتم} عن الاتباع له والإيمانِ بما جاء به من عند الله تعالى {فَفَرِيقًا} منهم {كَذَّبْتُمْ} من غير أن تتعرضوا لهم بشيءٍ آخرَ من المضارِّ، والفاءُ للسببية أو للتعقيب {وَفَرِيقًا} آخرَ منهم {تَقْتُلُونَ} غيرَ مكتفين بتكذيبهم كزكريا ويحيى عليهما السلام، وتقديمُ {فريقاً} في الموضعين للاهتمام وتشويق السامعِ إلى ما فعلوا بهم لا للقصر، وإيثارُ صيغةِ الاستقبالِ في القتل لاستحضار صورتِه الهائلةِ، أو للإيماء إلى أنهم بعْدُ على تلك النية، حيث همُّوا بما لم ينالوه من جهته عليه السلام وسحَروه وسمُّوا له الشاةَ حتى قال صلى الله عليه وسلم:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال